وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

استضافتنا الرياضية ..... وارتداداتها العنقودية * بقلم: جواد عوض الله

نشر بتاريخ: 05/08/2010 ( آخر تحديث: 05/08/2010 الساعة: 17:38 )
استقبلت فلسطين عددا محدودا من الشخصيات والمنتخبات والفرق الرياضية الدولية في العقد الماضي،وفي السنة الماضية استقبلت المزيد منهم في تطور ملحوظ لعدد الفرق ولمستوى الضيوف ومكانتهم الرياضية العالمية ،فنهم من هو بثقل رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم"جوزيف بلاتر"و الأوروبي ميشيل بلاتيني ،وكذلك رئيس الإتحاد الدولي للكرة الطائرة ، وشخصيات رياضية يتقلدون مناصب حساسة ومؤثرة في الاتحادات الرياضية الجماعية والفردية الدولية ".حيث صناعة القرار الرياضي العالمي.

وعربيا رغم عدم تمكن إخواننا العرب من المشاركة في ماراتون القدس الدولي الأول،إلا إننا سعدنا بمشاركتهم في دورة الإدارة الرياضية العربية الأولى، التي انعقدت في مدينة رام الله، الشهر المنصرم ، حيث شارك بها المحاضرون والمتدربون العرب، الأردنيون والتونسيون والمصريون ، وكذلك الفلسطينيون من أبناء قطاع غزة وأراضي 48 وأبناء 67 ، جمعتهم هذه الدورة بمكان وزمان واحد ولأول مرة في فلسطين .

هنا نرى أولى بذور التواصل وخطوات التكامل العربي والدولي معنا ،تبدأ من هنا في فلسطين.،ولعل هذه البذور الرياضية ستأتي بأكلها عاجلا أم آجلا ،سواء على الصعيد الاعتباري والسياسي الرمزي للرياضة الفلسطينية ممثلة للدولة الفلسطينية ،أم على صعيد الاستفادة والرقي بمستوى الرياضة المحلية ،و سنقطف ثمارها الناضجة في المراحل القادمة من تواصل العمل الرياضي المهني ، ومع بدء كسر الحصار باعتماد الملاعب الرياضية الفلسطينية كملاعب بيتيه في البطولات الرسمية لكافة الألعاب الرياضية.

كانت لهذه الشخصيات الرياضية القيادية العالمية بعد زياراتهم الرياضة انطباعات ايجابية في دعم هذا التوجه والتواصل الرياضي مع فلسطين والكل يذكر لقاء منتخبنا الرياضي النسوي بكرة القدم مع نظيره الأردني على ملعب الشهيد فيصل الحسيني وتصريحاتهم في ظل ثنائهم ورضاهم عن منظومة العمل الرياضية المحلية وإنها أهل لحمل الراية والمسؤولية ، وكان لتقيمهم ووقوفهم المباشر على الحراك الرياضي آثر بالغ في قرارهم بمزيد من الدعم والتأيد والاستعداد لمساعدة الفلسطينيين ورحبوا بمزيد من هذه الزيارات والمبادرات العربية والدولية لتطوير واقع الرياضة الفلسطينية من حيث الدعم المالي والفني والمساحات والفرص التي سيتم إفرادها للنهوض بها من حيث التأهيل والتدريب والبرامج والمشاريع لتطوير وبناء المنشآت في مجال البنية التحتية الرياضية وغيرها ...

كذلك الحال عن دورة الإدارة الرياضية العربية الأولى ، فلن أتحدث عن محاورها العلمية من الداخل "، بل محاولة الوقوف على بعض أبعادها وارتداداتها الخارجية،وهي بالمناسبة كثيرة بل عنقودية على صعيد الساحة الفلسطينية ، وخارجيا على الصعيد العربي والدولي ، وأجمل بعضها ،في تصريحات روادها القياديين الرياضيين العرب القادمين من الخارج إلينا ،حيث تحدث الأستاذ الدكتور محمد خير مامسر، قائلا انتم من تستحقون الإشادة والثناء، ومن واجبنا استمرار التواصل معكم لكسر الحصار عنكم ،ودعمكم في كافة الميادين ،وقال بعد اطلاعنا على واقع الرياضة الفلسطينية ومنشئاتها الرياضية المشيدة في معظمها بتمويل أجنبي، أتعهد لكم أن انقل باسمكم رسالتكم وان أكون سفيرا لكم في حشد كافة الطاقات والإمكانات المادية والمعنوية لرفعة هذا البلد ورياضة الوطنية ، وسأعمل من خلال باعي الطويل لصالحكم في كافة المحافل الرياضية العربية والدولية ،وسأبذل الكثير لدعم قطاعي الشباب والرياضة الفلسطينية ، ولعل هذا الانطباع الجميل وهذه الرسائل الحميمة المحمولة التي سينثرها البروفسور " محمد مامسر" في أوساطه كمحاضر وباحث وكاتب ومفكر وأكاديمي ومستشار رياضي لدى العديد من الهيئات والمؤسسات الرياضية العربية والدولية لمكسب كبير بل وعنقودي لصالح منظومة الرياضة الفلسطينية ،.

واستوقفني ما قاله الإعلامي الكبير محمد جميل عبد القادر رئيس الإتحاد العربي للصحافة والأعلام الرياضي، في معرض رده عن تساءل حول دور الإتحاد في الترويج والدعوة للتواصل مع الرياضة الفلسطينية في ارض فلسطين عندما عقب في نهاية الحفل قائلا إن الإتحاد جاهز وحاضر وهو مستعد لإقامة أول دورة للإعلام الرياضي العربي في فلسطين ،و أضاف ينتسب للاتحاد 6000 الآلاف صحفي وإعلامي رياضي عربي متواجدين في كافة البلدان ، يثق بانتماءاتهم العربية وان الرياضة الفلسطينية محط أنظارهم وفلسطين مهوى أفئدتهم ووعد بخدمة قضايا الرياضة الفلسطينية والتواصل معها،ودعونا نتوقع حجم ارتدادات وعمل هذا الكم الهائل من الصحفيين في المجالات الصحفية والإعلامية المقروءة والمسموعة وفي المرئيات الفضائية وغيرها من منتديات ومواقع الكترونية خدمة لنصرة الرياضة الفلسطينية.

إن هذه التصريحات من هذه القيادات الرياضية العربية أيضا جاءت بعد زيارتهم ووقوفهم وتفاعلهم هنا مع الرياضة والرياضيين في فلسطين، لا عبر مشاعرهم التواقة المشبعة بالحنين فقط من الخارج منذ سنيين.

أرى بان هناك فرص كبيرة من خلال الإعلام الرياضي ، كما صرح عبد القادر ،وضرورة استثمار الآلاف من الصحفيين الرياضيين المسجلين في اتحاد الصحافة والأعلام الرياضي العربي ومن قبلهم رابطة الصحافة والأعلام الرياضي الفلسطيني،وهي على أبواب انتخابات جديدة ،والقادرين بحكم مواقعهم الإعلامية والصحفية المختلفة ،وثقتنا بهم وبفكرهم أنهم قادرون بتقاريرهم وتحقيقاتهم العمل على دفع هذا التوجه الوطني لجذب واستقطاب الرأي العربي الخجول حاليا والممانع أحيانا للأمام ، وبأخبارهم وأقلامهم ومن يقرأ لهم ، سينشرون برسائلهم العنقودية كذلك حسنات التواصل معنا، و بكتاباتهم وأرائهم سيحدثون التغير في أي ساحة كانت، رياضية وسياسية أم دينية وتحريضية عبثية ، فليس صعبا أن يساهم الأعلام في تجنيد جبهات متعددة في كافة ساحات الرياضة العربية للتواصل والتطبيع معنا نحن الفلسطينيين في فلسطين ،لا مع الإسرائيليين كما يظن الكثيرين.

إن كافة الظروف المحيطة بالتواصل العربي والدولي رياضيا مع فلسطين مقبولة، فقد جاءت هذه الزيارات بدعوى من الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية ومباركة رئاسية ،وجاءت هذه الدورة بناء على قرار جامعة الدول العربية ومجلس وزرائها في مجالي الشباب والرياضة ،وبطلب وتنظيم من وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية ،من هنا وفي ظل هذا الاستعداد لدى كافة الأطراف صناع القرار السياسي والرياضي الوطني ،وفي ظل تجاوب ابرز الشخصيات الرياضية العربية والدولية على كافة الصعد ،الأكاديمية والإدارية والمهنية ،والإعلامية، وما تمثله هذه القوى من تأثير على صعيد الرياضة العالمية عامة والعربية خاصة ،لكفيل بالنمو الايجابي والتأثير لهذه البذور من الزيارات الرياضية لدعم ونجاح مسار الرياضة الفلسطينية، وعليه فقد حققت هذه الزيارات الرياضية أهدافها على كافة الصعد وفي مقدمتها كسر العزلة عن الرياضية الفلسطينية تمهيدا للتواصل مع كافة حقول ومجالات الحياة الفلسطينية .

من هنا أملي بكل قلم خط ويخط في هذا الحقل الرياضي ،كاتب وناقد ومثقف ومحاضر وأستاذ جامعي ،ومن كل اتحاد وناد ولجنة أهلية ووزارة حكومية ، مزيدا من المحاولات والدعوات الرياضية ، لكسر حصار- العرب- عنا ، بحجة التطبيع مع الاحتلال،ولنجادلهم بالتي هي أحسن، نقنعهم أوعليهم إقناعنا بتوضيح الارتدادات السلبية من التواصل معنا رياضيا في بلدنا ، وما هو ضد موقفنا ،لنوقف ترويجنا لزيارة وطننا .

أيها الممانعون للاستضافة الرياضية تذكروا خلاصة رأيهم كمشاركين عرب : إن زيارة فلسطين ممكنة رغم صعوبات ومعيقات الاحتلال ،ومشاعر الحاضرين والمحاضرين العرب في الدورة كانت جياشة ومفعمة بحب فلسطين وقدسها ، ومنسوب ذلك في قلوب الزائرين زاد بعد الزيارة لا تناقص أو تراجع .


[email protected]