|
قصة فتيين من غزة: مقتول ومفقود!
نشر بتاريخ: 07/08/2010 ( آخر تحديث: 07/08/2010 الساعة: 13:52 )
غزة- خاص معا- من خضرة حمدان- "كان يبيع الكعك"، "كان يحب الكعك" متشابهان، الأول اختفى لليوم السادس والعشرين على التوالي، والثاني قتل مع سبق إصرار ودفن وعثر عليه بعد يومين.
الأول من شمال قطاع غزة، تشققت قدما والده المسن بالبحث عنه ووالدته لا تكف عن البكاء خوفاً عليه، والثاني من جنوب قطاع غزة لم تكن والدته تحلم في أسوأ كوابيس منامها أن طفلها قد يعثر عليه صريعاً ويلتف حبل الجريمة حول عنقه الصغير. القتيل... ساعتان وبدأ الشك يتسلل إلى قلوبهم، عادوا ففكروا قليلا... لا داعي للقلق فالفتى بمنتهى الذكاء وقادر على إدراك ما حوله فسنينه الإحدى عشر تؤهله للعودة كل مساء إلى حضن العائلة والشوارع يعلمها جيدا، ولكن لحظة الحقيقة قالت إنه طفل بكل معنى الكلمة فقد وقع بأيدي من لا يرحم طفولته، فلم يستطع الهرب ولم تقدر يداه الصغيرتان مكافحة حبل شنق به. جريمة هزت قطاع غزة، ارتكبها مجرمون قبل أن يسدل الليل ستاره مساء الخميس الثامن والعشرين من تموز/ يوليو الماضي في أقصى شرقي محافظة رفح الواقعة إلى الجنوب من قطاع غزة، ضحيتها الطفل عبد الله ابو معمر (11 عاماً) قتله ثلاثة من الشبان، أما خلفية جريمتهم قد تكون انتقاما لشجار عائلي وقد تكون سياسية لزعزعة الأمن من فعلها مدفوع ومأمور بها، وقد تكون بهدف الاغتصاب وهو احتمال ضعيف لدى عائلة الفتى المغدور. أيمن عبد الله أبو معمر عم الفتى المجني عليه عبد الله أبو معمر، يقول إن ابن شقيقه عبد الله خرج مع أمه مساء الخميس إلى عرس قريب من بيتهما وبعد ذلك مرت الساعات ثقيلة، عادت الأم ولكن الفتى لم يعد، دقت الساعة العاشرة، فقالت العائلة ربما تأخر بالعرس، ثم الحادية عشرة، فظن الجميع أن السبب هو ذاته، العرس، إلى أن دقت الساعة الثانية عشرة منتصف الليل فبدأت عملية البحث، يومان وكان سر الاختفاء قد ظهر، فالفتى مقتول ومدفون، صدم الجميع وانهارت الأم والأب ونقلوا إلى المشافي تباعاً، عبد الله الطفل الذكي المحبوب قتله مجرمون. قال احد الفتية إنه شاهد شاباً يسحبه عنوة مساء الخميس، لم يعرف أين الوجهة ولكنه أخبر الشرطة المقالة عن هوية ذاك الشاب، بدورها قامت المباحث العامة باستدعائه وبعد نصف ساعة فقط كشف تفاصيل جريمة لم تكن متوقعة، قال: "ثلاثة كنا... سحبنا الطفل اغتصبناه وقتلناه ومن ثم قمنا بدفنه". هذا على الأقل ما قيل للعائلة عن مجريات التحقيق مع الشبان المعتقلين على ذمة التحقيق، وهم ثلاثة مشبه بارتكابهم الجريمة واثنان آخران يتم التحقيق معهما، ثم قيل لهم أن القضية قد تكون أكبر من جريمة اغتصاب وقد تتعلق بزعزعة الأمن المجتمعي وهو ما يرجح لدى العائلة التي قالت أنه لا عداوة لها مع أحد، ومنوهة إلى أن احتمال القتل على خلفية الاغتصاب هو احتمال ضعيف لديها إلا أن المؤكد لديها فقط هو العقاب الذي لا تقبل دونه وهو القصاص من القتلى مهما كان عددهم. يضيف عم المجني عليه:" لا نعلم حتى اللحظة من قتله هل هم ثلاثة أو أكثر وكيف استدرجوه وهل كان القتل بهدف الاغتصاب أم غيره إلا أننا لا نقبل سوى بالقصاص". المفقود... هذه الجريمة ارتكبت بعد أسبوعين من اختفاء الفتى حرب سعدي عسلية ( 15 عاماً) بائع كعك من بلدة جباليا شمال قطاع غزة لتدق ناقوس الخطر لتكثيف عملية البحث خوفاً من أن يلقى الأخير ذات المصير. المواطن المسن سعدي عسلية والد الفتى حرب قال إنه لا يكف عن البحث عن ابنه المختفي لليوم الرابع والعشرين على التوالي، وانه يومياً يبدأ رحلة البحث من أقصى شمال قطاع غزة حيث بلدة بيت حانون إلى أقصى الجنوب حيث محافظة رفح والأنفاق الحدودية المنتشرة على الشريط الحدودي، ويؤكد انه قام بتقديم شكوى رسمية للشرطة بقطاع غزة التي أكدت بدورها أن عملية البحث عن الفتى عسلية مستمرة. اليوم فقط دق هذا الوالد المسن باب وزير الداخلية بالحكومة المقالة ورئيس الوزراء فحمل الحراس طلبه مع وعد بتقديمه لمن أراد وغادر الرجل على أمل. مريم الأخت الصغرى لحرب عسلية تبلغ فقط من العمر خمسة أعوام بدأت بالبكاء فهي لا تعرف أين ذهب شقيقها وترافق والدها بالبحث عنه كل يوم من شمال قطاع غزة حيث يقطنون وتبدأ رحلة البحث مع أشعة الشمس الأولى وتنتهي يومياً دون جدوى مع بدء ساعات الفجر التالي. قبل أسبوعين قالت الشرطة المقالة على لسان الناطق الإعلامي باسمها أيمن البطنيجي أنه على والد الفتى أيمن عسلية تقديم شكوى رسمية تفيد باختفاء ابنه حرب، وأن الشرطة لن تدخر جهداً بالبحث عنه. هذا ما تقوله الشرطة أما الوالد فيؤكد انه قدم شكوى مزدوجة من أول يوم لاختفاء ابنه بمركز الزيتون بمدينة غزة وبمركز شرطة الشمال. والدة الفتى عسلية قالت لـ"معا" :" لماذا لا يتعاون أحد للكشف عن ابننا، هل نفقده لأننا دون سند أو ظهر يحمينا؟!". |