وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في غزة.. الحياة درج وعرق وماتور وأزمة مياه

نشر بتاريخ: 07/08/2010 ( آخر تحديث: 08/08/2010 الساعة: 09:05 )
غزة – معا - وكأن حر الطقس و ارتفاع الحرارة الشديد والرطوبة العالية في قطاع غزة لا يكفي فأصبحت الحياة عبارة عن عرق و درج و ماتور
يقول أبو عزيز : قبل أن تقوم بأي زيارة عليك أن تبادر بالاتصال الذي لا ينجح بسبب تلك الفتاة التي ترد عليك بصوت خال من المسؤولية و تقول باستخفاف لا يمكن الوصول للرقم المطلوب حاليا بعدها ترسل رسالة صغيرة هل لديكم كهرباء حتى لا تضطر لصعود الدرج ولا تضطر للجلوس في منازل الناس و أنت تحمل المناشف بسبب عدم تشغيل المكيفات أو مراوح الهواء .

أما محمد صاحب احد المحلات في عمر المختار فيقول إن ثلاث حبات من دواء وجع الرأس لا تكفي ليذهب الصداع و إن شرب القهوة لا يخفف من الألم الذي تسببه المولدات التي تصطف بجانب بعضها علي بوابات مجمع اللولو التجاري و كأنها سرب من الغربان التي تعوي في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة .

كل شئ يصرخ في ظل هذا الجو الحار فالمواطن مضطر لرفع صوته عاليا حتي يسمعه من بجواره و إذا استجابت لك شركة جوال و تمكنت من إجراء المكالمة فان زئير المولدات لا يجعلك تسمع مع يحادثك على الخط الآخر .

الشوارع المزدحمة في غزة بسبب الصيف وبسبب وجود مغتربي القطاع الذين عادوا إليه لزيارة أهلهم و ذويهم و خاصة فلسطينيي الخليج باتوا يقارنون بين طقس الدوحة أو الرياض أو دبي المكيف وطقس غزة و مولداتها أبو محمود احد الفلسطينيين القاطنين في دولة قطر قال لرجل جاء يسلم عليه إن الدوحة بفضل الكهرباء جنة بالنسبة لغزة التي تعاني حر الصيف و الرطوبة و تفتقد لأي إمكانية لتشغيل المراوح .

في غزة على سلم الهروب للشقق السكنية ماتور و علي باب العمارة عشرات المولدات و تحت العمارة تصطف بموديلاتها المختلفة و أحجامها الصغيرة و الكبيرة المولدات .

الحاجة أم يوسف تقول :"عندما يشغل يوسف المولد لا أطيق رائحة الجو و احتمل حرارة الطقس علي رائحة العادم الخارج من مولد الكهرباء و إنها تطالب ابنها بإغلاق المولد لان العتمة اقل ضجيجا من دوشة الماتور و من رائحة الدخان الصادرة عنه" .

"فالرائحة لا يحتملها من يعاني من مشاكل الصدر أو مشاكل الجيوب الأنفية و حتى الإنسان الخالي من الإمراض اقل ما يصاب به هو احتقان بالحلق".

أبو إياد حارس احدي البنايات قال:" إنني أصبحت مسطولا من رائحة المولدات و إنني لا استطيع النوم بسبب عوادم المولدات فاضطررت للعلاج لأني اشعر أثناء النوم بالاختناق حتى على سطح المنزل لا استطيع أخد نفس حالي من التلوث" .

من جانبه أبو حازم يقول :"كنا نعاني من فوضي بعض العائلات و لكننا اليوم نعاني من فوضي عائلات المولدات التي غزت كل مكان في غزة واصفا أي مشوار بأنه رحلة من العذاب و ان التخطيط لمشروع استحمام يحتاج لدراسة هل كان الاولاد سهرانين من اجل تعبئة المياه هل المياه صعدت للخزانات و هل لو تم استغلالها في الاستحمام سيكون ذلك علي حساب المرحاض" .

و تكاد لا تخلو عمارة سكنية او برج سكني من الخلافات بين الجيران علي مخصصات السولار و المبالغ التي علي أصحاب الشقق الاشتراك بها من اجل تأمين ثمن السولار لمولد العمارة الذي يشغل المصعد .

إضافة إلى تحمل مبالغ التصليح للمولدات هذا فيما يتشاجر السكان و يختلفون على الية عمل المصعد و سوف يجد الزائر لأي بناية تعليمات من إدارة العمارة المصعد يعمل علي رأس الساعة 10 دقائق فقط الرجاء الالتزام او المصعد يعمل من 12 الى 2 ظهرا نرجو عدم الإحراج او المصعد يتوقف من الساعة 3 الي 7 مساءا من اجل عدم إجهاد المولد .

على أبواب الأبراج السكنية تجد بعض العائلات تجلس في انتظار عمل المصعد او بانتظار وصول الكهرباء .

وائل احد سكان الأبراج زوجته علي وشك الولادة قرر السكن لدي أسرته الكبيرة حتى لا يقع المحظور و هو أن يأتي الطلق لزوجته و الكهرباء مقطوعة في ساعات الليل ماذا سيفعل و هو يسكن الطابق التاسع في تلك اللحظة فاحتياطا قرر المبيت خارج شقته.

المولدات الكهربائية تباع في كل مكان و بأوزان مختلفة ولكنك اذا اجتمعت عليك المولدات في مكان ما فانك لا تستطيع التنفس او التحدث أو الاستماع و ايضا اذا جاءت الكهرباء انقطعت المياه و اذا جاءت المياه انقطعت الكهرباء و التي بدونها لا يمكن تعبئة الخزانات .

ارتفاع الحرارة الشديد زاد من وطأة الحال فحتى المولدات لا تستطيع تشغيل المكيف و لا تستطيع المولدات الصغيرة تشغيل المراوح للبيوت الفقيرة و التي فيها من المرضي و كبار السن و خير ما قاله الحاج أبو سمير الحياة في غزة عرق و درج و ماتور .