|
مركز المشرق للدراسات يعقد ندوة بعنوان "المثقف الفلسطيني غائب أم مغيّب؟
نشر بتاريخ: 07/08/2010 ( آخر تحديث: 07/08/2010 الساعة: 23:35 )
رام الله -معا- عقد مركز المشرق للدراسات بالتعاون مع مؤسسة زهرة المدائن ندوة اليوم بعنوان"المثقف والمبدع الفلسطيني: غائب ام مغيب؟" ادارها الدكتور حسن عبد الله مدير مركز المشرق.
وتطرق د.عبد الله خلال افتتاح الندوة، الى اشكالية العلاقة بين السياسي والثقافي، الأمر الذي يطرح الكثير من الأسئلة ليس على المستوى الفلسطيني فحسب وانما على مستوى عالمي. واوضح د.عبد الله انه في التجربة الفلسطينية المعاصرة كان الثقافي والابداعي قد شكل روافع جدية للعمل الثوري من خلال التعريف بالقضية والتعبئة لصالحها، فيما اصبح الوضع الثقافي بعد اوسلو ملتبساً. وطرح د.عبد الله على المتحدثين مجموعة من الاسئلة منها كيف يقف المثقف نداً قوياً للسياسي المتراجع؟ ما هو دور المثقف في التعامل مع قضايا مهمة كالانقسام والمصالحة والوحدة الوطنية والحريات العامة، الفقر الروحي الذي يعاني منه الشباب؟ ايهما اكثر حضوراً في مشهده وفي ساحته المثقف الفلسطيني ام الاسرائيلي؟ وتحدث في الندوة الدكتور صافي صافي عن العلاقة بين السياسي والثقافي، مستنداً الى تعريف ادوارد سعيد للمثقف، الذي هو من يحمل هموم شعبه، ويناضل من اجلها، مؤكداً ان المثقف يجب ان يسبق السياسي فكرا ومعرفة واستقراءً لا ان يكون حبيساً له. وبدوره تناول د.احمد قطامش محوراً آخر، حول كيف يمكن اعادة الاعتبار لدور المثقف، معتبراً ان الثقافة هدفها الرئيس، يتمثل في الأنسنة الشاملة . واكد د د.قطامش، ان اننا بحاجة الى مثقف عضوي نقدي بالمفهوم الغرامشي، يكون قادراً على التمحيص ونقد كل الظواهر وكل ما يُنتّج، بما في ذلك نتاجاته نفسه. ورأى قطامش ان معظم المثقفين هم خارج العمل السياسي المنظم، وهذا يضعنا امام ظاهرة تتطلب دراسة جدية للوقوف على الاسباب والتجليات . وبيّن قطامش في نهاية في نهاية مداخلته ان العولمة لا تريد ثقافة، وانما تعلم علوم التعامل مع السوق ليس الا. أما رئيس تحرير وكالة معاً والخبير في الشؤون الاسرائيلية الاستاذ ناصر اللحام فقد اجرى مقارنة بين دور المثقف الفلسطيني والمثقف الاسرائيلي في هذه المرحلة، وقال ان اسرائيل قبل اوسلو شهدت حركة ثقافية نشطة، وان المثقفين عملوا على اقناع السياسي الاسرائيلي الرسمي على الذهاب الى المفاوضات وتوقيع اتفاقية اوسلو. الا ان هذا النشاط لم يستمر، حيث فشل المثقف الاسرائيلي خلال العدوان الاخير على لبنان وقبل ذلك الاعتداءات على الفلسطينيين في انتفاضة الاقصى ، من ان يكون صاحب رأي مؤثر وواضح، فبدأ هروبه من مواجهة الاسئلة الصعبة، وربما هرب عدد من المثقفين بشكل نهائي الى الخارج من منطلق ان الاسرائيلي الذي لا يريد ان يخسر نفسه عليه ان يهرب. ورأى اللحام ان السائد اليوم في اسرائيل مثقفون شوفينيون يسيطرون على دور النشر ووسائل الاعلام، بمعنى استغوال المثقف المتسلط والذي يتمتع بمعرفة عميقة على المؤسسة الثقافية والاعلامية، مقابل هيمنة السياسي غير المثقف على المؤسسة السياسية. اما على المستوى الفلسطيني فقد اعتبر الاستا ذ اللحام، ان المثقف الفلسطيني هو الآخر يهرب من الاجابة عن الاسئلة الفكرية الصعبة المركبة، ويتلهى في المباشر الجزئي غير العميق. واعتبر ان المثقفين قد اداروا ظهورهم للأحزاب او ان الاحزاب قد ادارت الظهر لهم، فمنذ سنوات لم ينتم الى معظم الفصائل اي مثقف ، ولذلك دلالات كبيرة وخطيرة، وكأن السياسي والثقافي قد غادرا ساحة التكامل والتعاضد كما كان الحال في بداية الثورة والانتفاضة الأولى، الى مرحلة يمكن تسميتها بعدم الثقة جراء تضارب المنطلقات والاتجاهات. اما الدكتور عبد المجيد سويلم، فقد عرّف المثقف بأنه ذلك الانسان المنخرط في عملية انتاج الوعي، مشدداً على ان المثقف هو ناقد دائم للسلطة، وفي تناقض معها، المثقف يبحث عن الحقيقة التي هي غير مستقرة، فيما المؤسسة تبحث عن الاستقرار والرتابة. واعتبر د. سويلم ان المؤسسة الرسمية او حتى المؤسسات الاهلية تحاول اختزال المثقف ليصبح جزءاً من ادواتها، واذا وافق المثقف او المبدع على ان يصبح برغياً في عجلتها يكون قد انهى نفسه ودوره واصبح تابعاً لا حول ولا قوة له. ورأى د.سويلم:" اننا اعتدنا ان نختصر المبدعين الكبار في زوايا صغيرة، اي ما هو موقف درويش من هذه القضية او تلك، ولم نتعامل معه ضمن رؤية شمولية تعتبر ما قدمه اكبر من جزئية معينة، وهذا ينطبق على ادوارد سعيد ايضاً الذي كان له اسهامات فكرية عالمية مفصلية". |