|
فتح ملفات المؤسسات المقدسية في صالون الاحد
نشر بتاريخ: 08/08/2010 ( آخر تحديث: 08/08/2010 الساعة: 21:26 )
القدس-معا- أفاض مسؤولون رسميون ومجتمعيون مقدسيون خلال لقاء في صالون الاحد الثقافي التابع للمكتبة العلمية في القدس بالتعاون مع نادي الصحفيين المقدسي في وصف الواقع المرير الذي تمر به القدس ومؤسساتها من جراء الاستهداف الاسرائيلي الذي يطال كل تفصيل من تفاصيل حياة المواطنين الفلسطينيين بغية حسم قضية القدس وتغيير معالمها العربية نهائيا .
واستهل احمد رويضي رئيس وحدة القدس في ديوان الرئاسة حديثه بتصنيف انواع المؤسسات القائمة في القدس من مؤسسات ذات امكانيات ولها دور في التنمية مثل الاغاثة الطبية والزراعية ومؤسسات تقوم على المشاريع كالملتقى الفكري العربي وباسيا ومؤسسات تطوعية وهي الاكبر من مراكز شبابية ونسوية ومؤسسات اعلامية وفنية وثقافية . واكد ان هذه المؤسسات هي الاقرب الى برنامج الدعم الوطني وهي بحاجة الى تنمية وتفعيل للمحافظة على الوجود المؤسساتي في القدس عدا المسشتفيات والمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية التي تملك خططا منهجية منظمة مثل المقاصد والمطلع ومدارس الاوقاف الاسلامية . وقال ان وحدة القدس والمحافظة تهدف ال مساعدة هذه المؤسسات لاحياء المظاهر ذات الطابع العربي والاسلامي من خلال النشاطات والفعاليات لوقف الاعتداءات على المقابر الاسلامية على سبيل المثال والتصدي لمفاهيم الحدائق التوراتية واحياء المناسبات الاجتماعية والدينية والحضارية المرتبطة بالقدس والمخيمات الصيفية وتحول دون اندماج بعض هذه المؤسسات بالمؤسسة الاسرائيلية . واوضح انه لكي نحافظ على مؤسسات القدس وندعمها ونفعلها اطلقت خطة شاملة منذ عهد الراحل فيصل الحسيني شملت مختلف القطاعات الحياتية بعد دراسة الواقع الميداني وتشخيصه ومعرفة احتياجات كل قطاع من شباب وامرأة وتعليم وصحة واعلام ..الخ وتم فتح حوارمع الاتحاد الاوروبي للمساهمة في دعم وتنفيذ الخطة. واشار الى العديد من الخطط الطموحة في هذا المجال وهي خطة التخطيط الحضري التي قامت على اساس تنمية تحت الاحتلال في القدس على اعتبار ان القدس في الحل النهائي ستغدو عاصمة للدولة المستقلة وان هناك تسعة سيناريوهات في هذا المجال. واعتبر الرويضي ان جميع الاتفاقيات بخصوص دعم القدس تتم من خلال الرئاسة وهذا له مدلول سياسي كبير. في حين يتم دعم المشاريع الصغيرة وبناء قدرات المؤسسات المقدسية حيث تم دعم 290 مؤسسة مقدسية حتى الان . وتطرق الى تأسيس اللجنة العليا للقدس المؤلفة من الرئاسة ورئاسة الوزراء والمحافظة وقطاع من المجلس التشريعي واخر من القطاع الفلسطيني الخاص لتواصل دعم المؤسسات المقدسية وايجاد ميزانية خاصة للقدس لاول مرة منذ عام 1994 والعمل على تنفيذ مشاريع تخدم المجتمع المقدسي مشيرا الى انه ينقصنا مركز اعلامي فلسطيني برؤيا فلسطينية . واشار الى انه في الاونة الاخيرة تلقت 50 مؤسسة مقدسية دعما ماليا. وطالب ان يعرف كل فرد ومؤسسة دوره وان يتم التركيز على مفاهيم الديمقراطية في المؤسسات وبناء قدرات هذه المؤسسات لتستجيب لآليات ومطاليب الدعم . واضاف انه يجري التخطيط لتشكيل الائتلافات والشبكات بين المؤسسات المشابهة لمواجهة ضعف الامكانيات وتلبية الاحتياجات . وقدر الدعم المالي الشهري المطلوب للقدس شهريا حتى تقوم المؤسسات بدورها الفاعل بمئة مليون دولار . واعتبر ان الاحتلال بطبيعة الحال هو العائق المركزي حيث ان العديد من المؤسسات مغلقة ولا بد من العمل المستمر على اعادة فتح المؤسسات المغلقة او المهاجرة الى خارج حدود القدس. وختم بضرورة تفعيل المؤسسات المقدسية الحصن الاخير لمواجهة الاخطار. وقال ان هناك اخطاء كبيرة قد حصلت وارثا كبيرا يجب تجاوزه. واستفاض احمد سرور رئيس رابطة الاندية في القدس بالحديث عن هموم المؤسسات المقدسية ومنها رابطة الاندية التي اسست عام 1997 بسبب غياب عمل وزارة الشباب نتيجة لجدار الفصل العنصري حول القدس وهي تعمل على غرار رابطة الاندية في الضفة قبل مجيء السلطة الوطنية. وقال ان هناك 44 نادي عضوا في الرابطة منها 21 خارج الجدار و 23 داخل الجدار.وتكمن مهمة الرابطة في احتضان الاندية والتواصل معها وتأمين رعاية الوزارة الفلسطينية لها للخروج من المعاناة وسياسة التهميش بحقها خاصة وان المؤسسات المانحة تضع شروطا منها عدم دعم المؤسسات داخل الجدار وهنا يأتي دور الرابطة في البحث والتفتيش عن جهات مانحة لدعم الاندية وهي مؤسسات ذات طبيعة تطوعية لها هيئات عامة ومرخصة من وزارة الشباب والرياضة. واعتبر ان المؤسسات المقدسية تعاني من عدة معوقات منها الجدار العازل وبالتالي حرمان الفرق الفلسطينية من اللعب في القدس في حين يسعى الاسرائيليون الى ايجاد مراكز شبابية وجماهيرية لاستقطاب الشباب المقدسي مستغلين امكانياتهم الضخمة لصياغة افكار الشباب بما يخدم سيطرتهم على القدس . وتركز اندية القدس على الاجيال من سن 10-18 سنة وزجهم في فعاليات ونشاطات اجتماعية ورياضية وكشفية ذات مضامين وطنية فلسطينية. واشار الى دعم بيت مال القدس لمخيمات صيفية من خلال الاندية . ولكن لدى محاولتنا عمل قرية رياضية مصغرة سارعت السلطات الاسرائيلية الى اغلاق مقر الرابطة. وذكر سرور صعوبة التعايش في ظل المستوطنات التي اقيم بعضها بحانب اندية شبابية مثل نادي سلوان وما يتعرض له نادي العربي بيت صفافا وما يفعله مركز بيرس من تطبيع خطير في هذا المجال. والمح الى عدم وجود هيئات ادارية مؤهلة مما اضطر الرابطة لعقد دورات تأهيلية في مجالات المحاسبة والادارة ودورات لبعض الحكام الجدد . وخلص الى المطالبة ببرامج موزاية لما يقوم به الاسرائيليون في القدس. ودعا د. ميشيل بحبح من نادي دلاسال القدس الهيئات الرسمية الفلسطينية الى مشاركة مؤسسات القدس الرؤيا الاستراتيجية لتعرف كل مؤسسة طبيعة دورها وما عليها تقديمه من امور حتى تكون هناك شفافية ومحاسبة وتنفيذ الخطط والبرامج على احس واكمل وجه. فلا بد من رؤيا استراتيجية واحدة لمؤسسات القدس حتى يكون عملها مثمرا ومؤثرا. وحذر د. وائل ابو عرفة من عملية الاسرلة المستمرة بشكل منهجي في مختلف مفاصل الحيلة المقدسية وسعي اسرائيل الى غسيل الادمغة ..! وطالب بالتعريف بالمؤسسة ودورها ووظيفتها ومهامها . وحذر من الدور التطبيعي لمركز بيرس الذي يستغل الاموال القادمة باسم الشعب الفلسطيني ويقوم بترويج لسياسة الاحتلال. واشار الى ان جميع المؤسسات على مختلف انواعها تندرج تحت لواء الثقافة التي هي مظلة جميع المؤسسات . وطالب بضخ دم جديد في العديد من المؤسسات المقدسية القائمة والابتعاد عن الفردية في ادارة المؤسسات . وقال يجب ان نتعلم اصطياد السمك وليس اخذ سمكة مجانا في كل مرة.. اذا ارنا النهوض بمجتمعنا المقدسي ومؤسساته..! وهاجم عقلية تغطية الشمس بغربال ووضع القمامة تحت السجادة والواسطات والمحسوبيات . واكد على اهمية الثقة بالمؤسسات وتتابع الاجيال ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وكل واحد في مجال تخصصه. وكزت الاعلامية ميرفت العزة – ابو السعود- على اهمية التوعبة وتنظيم ورش العمل لتوعية الشباب والمؤسسات لوضع اليد على الجرح وحماية الشباب المقدسي من ظاهرة الاغتراب في الوطن والتقليد الاعمى لمسلكيات المجتمع الاسرائيلي الاستهلاكي البعيد عن القيم العربية الاصيلة. واستهجنت ظاهرة الفلتان الاجتماعي والاخلاقي في المدينة وعدم وجود آليات و مرجعيات قادرة عل تصحيح المسار. وقال احمد صيام عضو الامانة العامة في نقابة الصحفيين ان منظومة القيم اصيبت في مقتل وضربت من جذورها وان حالة من العبث والفلتان تنتشر في شوارع القدس تثير الغثيان .. والاحتلال يواصل لعب دوره القذر في تغييب الانتماء الوطني لدى الشباب .. ولا بد للسلطة الوطنية من فرض وجودها لاعادة الثقة بها ورفع مكانتها بين الجماهير في القدس.. وقال ان قتامة الوضع في القدس وسيطرة الاحتلال عليها لا يعفي السلطة من ممارسة دورها وفرض وجودها بكل السبل المتاحة وغير المتاحة.. وطالب بوضع برنامج موحد والعمل على اعادة زرع وغرس القيم والاخلاق في اجيال الشباب وتهيئة القدس لتكون فعلا عاصمة الدولة الفلسطينية المقبلة. ونوه الاعلامي المقدسي محمد عبد ربه الى ظواهر اجتماعية وامنية خطيرة تتمثل بمحاولات تجنيد الشباب المقدسي فيما يسمى بالخدمة المدنية الاسرائيلية وحذر من انسلاخ الفرد من منظومة القيم وظاهرة تغلغل المؤسسة الاسرائيلية الرسمية واذرعها المختلفة في الحياة المقدسية على حساب دور المؤسسة الفلسطينية الوطنية بسبب الفراغ والتقصير وعدم وجود معالجة حقيقية للوضع القائم. وتساءل عماد منى عن مسؤولية الاحتلال عن الشعب المحتل في ظل هذ المعادلة المختلة. |