وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشاعر يناشد الرئيس وهنية وفياض باطلاق سراح المعتقلين بمناسبة رمضان

نشر بتاريخ: 10/08/2010 ( آخر تحديث: 11/08/2010 الساعة: 09:09 )
بيت لحم-معا-بعث الدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء السابق في حكومة حماس العاشرة رسالة الى الرئيس محمود عباس واسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ناشدهم فيها باطلاق سراح كافة المعتقلين من الجانبين في غزة والضفة بمناسبة شهر رمضان المبارك.

وهذا نص الرسالة التي بعث بها للرئيس عباس ومثلها لهنية وفياض":

فخامة السيد الرئيس حفظكم الله وأدامكم لكل خير
الموضوع: المناشدة للإفراج عن المعتقلين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
السلام عليكم، وتحية طيبة، وكل عام وأنتم والوطن بخير، وبعد

فإنني أبعث لكم بهذا الكتاب لتهنئتكم والدعاء لكم بحلول شهر رمضان المبارك، ولمناشدتكم للتكرّم بالإفراج عن المعتقلين لدينا، حتى يعودوا لأسرهم وأبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم كسائر خلق الله في هذا الشهر الكريم. وليس في هذه المناشدة أي غرابة؛ فقد اعتاد الرؤساء على إصدار عفوٍ في سائر المناسبات الوطنية والدينية عن المعارضين السياسيين بل وحتى عن المجرمين أحياناً. فكيف إذا كان المعتقلون من الإخوة الشرفاء، وما سُجنوا إلا على خلفية الانقسام البغيض مهما حاولنا التأويل.

وليسمح لي فخامة السيد الرئيس وسائر أصحاب القرار في هذا البلد المنقسم على حاله تحت الاحتلال، أن أُشير إلى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجوننا الفلسطينية هم بالمئات. وبالتالي، فإن أضعاف هذا العدد من النساء والأطفال والآباء والأمهات الفلسطينيات يبكون دماً على تغييب معيليهم وفلذات أكبادهم في سجوننا. وهم بهذا ينضمون إلى آلاف العائلات الفلسطينية التي تبكي فراق أبنائها في الأسر، وكأن الفلسطينيين قد كُتب عليهم الأسى كل الوقت، فإن لم يكن بسبب الغريب فليكن بسبب القريب. بل ولعل بعض الأهل ملزمون بالبكاء على أبنائهم مرتين وأكثر.

وأرجو الإشارة إلى أنني وكلُّ غيورٍ في الوطن ندعو للإفراج عن المعتقلين على امتداد هذا الوطن، مِن غير دخولٍ في مقارنات مقيتة بين الضفة والقطاع، لنعرف فداحة المأساة هنا أو هناك. فليس هذا هو المقصود من هذه المناشدة. وظلمُ مواطنٍ واحدٍ هو ظلمٌ للوطن كله. ومَن أحيا نفساً واحدة فكأنما أحيا الناس جميعاً، فكيف بمن يهب الحرية لمئات المعتقلين؟

فلماذا لا نبادر إلى اتخاذ خطوة جريئة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين لدينا حتى دون انتظارٍ لما يفعله الآخرون هنا أو هناك؟ وحتى دون انتظارٍ لمصالحة طال انتظارها دون جدوى؟ ولماذا لا نتسابق لحماية المواطن وكسبه إلى جانبنا بدل قهره ودفعه للكفر بكل شيء؟

سيدي الرئيس، أرجو أن نفتح صدورنا للمواطنين، وأن نستمع لصرخاتهم، وأن نرحم ضعفهم، وأن نتجاوز حتى عن إساءتهم. وعندها، سنجد الحضن الدافئ لنا وسط شعبنا، وإلا انفض الناس من حولنا حتى لو كنا في ثياب الأنبياء.

سيدي الرئيس، حفظكم الله، أرفع لفخامتكم هذه المناشدة للإفراج عن المعتقلين، وأستحلفكم بالله العظيم، أن نرحم المواطنين وأن لا نجعل المساكين المعتقلين يدفعون ثمن الخلافات الفلسطينية التي احتار في حلّها الكبار. وكلي أملٌ في كرمكم وعفوكم، وأن تعتبروا هذا الكتاب بمثابة رسالةٍ مباشرة من أبنائكم المعذبين ومن عائلاتهم التي تعاني كل الوقت. ومَعاذ الله، وأنتم في مقامكم وقَدركم، أن تتركوا أبناءكم المعتقلين وأهلهم فريسةً لكل سوء.
المخلص الداعي لكم، وزير التربية والتعليم السابق
د. ناصر الدين الشاعر 8/8/2010