وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في الذكرى السادسه لرحيل شقيقتها : محامية " مانديلا" تدعو إلى محاربة الفلتان الامني وتطبيق القانون

نشر بتاريخ: 30/06/2006 ( آخر تحديث: 30/06/2006 الساعة: 22:53 )
رام الله - معا -عماد فريج : " كلما وقع بصري على ضحية من ضحايا الانفلات الامني وفوضى السلاح تعود بي الذاكرة إلى مشهد الجريمة الفاجعه التي أودت بحياة شقيقتي ومهجة روحي "أحلام" ... وعندما أسمع أو أقرأ عن تلك الحوادث المتشابهة التي تزهق فيها الارواح البريئة الطاهرة بسلاح الجبن والطيش والانحراف أستذكر بألم رحيل أختي الصغيرة والتي لم يعرف عنها سوى الكرامة والشجاعة وحب الخير للجميع " .

بهذه الكلمات التي يعجز الكلام عن وصف أبعادها وعمق الجرح النازف الذي إنطلقت منه ، بدأت محامية مانديلا "بثينة دقماق" حديثها عن الانفلات الامني وفوضى السلاح ومخاطره في المجتمع الفلسطيني الذي يشهد غيابا حقيقيا لقانون السلطة وسلطة القانون ، ولكونها كانت من أبرز المتضررين من شبح الانفلات الامني الذي ساد المجتمع الفلسطيني ، حيث فقدت النصف الاخر من مهجة قلبها المفعم بالعطاء ، فقدت بلمح البصر وبسرعة إنطلاق الرصاص الغادر شقيقتها الصغرى " أحلام " ، وفي وسط مكان كان مليء بالنشاط والتعب للملمة قوت العيال وإطفاء نار الظمأ والجوع لعدد لا بأس به من العائلات المستورة ، هذا المكان الذي لفّته بخشوع قدسية بيت الله في "رام الله التحتا" ، حيث كانت شهيدة الكرامة " أحلام دقماق " تتخلى عن أنوثتها وليلة زفافها ، لتقف وقفة الرجال إلى جانب والدها الذي أضناه التعب ومزقت جبهته الشامخة معاناة العمل الطويل في " ملحمة العائلات " والسهر المتواصل لتأمين المستقبل لعائلته وللآخرين .

ومنذ ما يزيد عن ال20 عاما وهبت المحامية "بثينة دقماق" وقتها وجهدها ومستقبلها لقضية الاسرى والدفاع عن قضاياهم ، وشكلت من تواصلها معهم حلقة قوية من تواصلهم مع عائلاتهم وذويهم وأبنائهم ، ولعبت من خلال مسيرتها المفعمة بالعطاء دور الاخت والام والزوجة والمحامية وكانت ولا زالت علما من الاعلام التي يشهد لها بوفائها وإخلاصها لقضية الاسرى والاسيرات في السجون والمعتقلات الاسرائيلية ، جنبا إلى جنب مع عطائها ودورها كمحامية وسيدة مجتمع وناشطة حقوقية في مجال حقوق الانسان وتثبيت القضاء وترسيخ القانون .

وعند حديثها عن الجريمة المروعة التي أودت بحياة شقيقتها " أحلام " ظهيرة يوم الجمعه 1/7 عام 2000 ، والتي فيها سقطت "أحلام" ضحية للانحراف الجامح لثلة خارجة عن القانون ، بينما كانت تقوم بمهمتها في مساعدة والدها التاجر المعروف المرحوم " مطر دقماق " ، تقول محامية "مانديلا" وقد أغرورقت عينيها بالدموع ، أن أمنيتها الوحيده هي أن ينفذ حكم العدالة والقانون بكل مجرم قام بسلب الفرحة من عيون الابرياء ، وأنه لن يهدأ لها بال إلا بعد أن يتم تنفيذ القصاص بالقاتل الذي خطف روح وجسد شقيقتها في وضح النهار وعلى مرأى من عيون البشر ورجال الامن والقانون ، مطالبة صناع القرار وكافة المسؤولين والحقوقيين في السلطة الفلسطينية وحكومتها وأجهزتها القضائية بتحمل مسؤولياتهم الوطنية والمهنية .

وتضيف دقماق : أحلام كانت صديقة للجميع ، مرحة محبة للحياة ، وكانت خلوقه تضع مخافة الله أمام عينيها في كل مسلك تسلكه بحياتها ، ولذلك كان قدرها أن ترحل بينما كانت تمارس عملها في ملحمة والدها المقابلة للمسجد في يوم مقدس هو يوم الجمعة ، لقد كانت موهوبه وتسعى لخلق الخير والسعادة في كل مكان تتواجد فيه ، لم تكن تعرف الحقد والخبث ولا مكان للشر في نفسها ، " أحلام " كانت حلمنا الذي تبدد بفعل الاجرام والقتل الوحشي ... و" أحلام " هي حلمنا الذي لا يموت في ملاحقة القتلة والمجرمين حتى تأخذ العدالة مجراها ويسود القانون والقصاص لاجتثاث الاجرام والمجرمين من مجتمعنا الفلسطيني الطاهر .

أما عن نظرتها للاحداث الفلسطينية الداخلية المتصاعدة ، تقول دقماق : أن الوحدة الوطنية والمحافظة على طهارة البندقيه الفلسطينية المقاومة هي من المباديء والثوابت الاساسية المرتبطة بقدسية وطهارة نضالنا ، وهذه الثوابت يجب أن لا تمس أو تلوث بالمسلكيات الخاطئة وردود الفعل الطائشة والارتجالية المقيته ، وعلينا كفلسطينيين نعيش يوميا ويلات ومعاناة الاحتلال ، أن لا نتخلى عن عاداتنا وقيمنا الوطنية ، وأن لا ننسى مبادئنا التي نشأنا عليها ،وأن وطننا لن يكون سليما معافى إلا إذا كانت أخلاقنا ومفاهيمنا ومبادئنا سليمة ، وسلامة قضيتنا ومؤسساتنا ومواطنينا مرهونة بسلامة القضاء والعدالة والقانون .