وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تشييع الشهيد العاروري بعد 35 عاما من احتجاز اسرائيل جثمانه

نشر بتاريخ: 12/08/2010 ( آخر تحديث: 13/08/2010 الساعة: 11:39 )
رام الله- انطلقت من أمام مجمع فلسطين الطبي برام الله قبل ظهر اليوم الخميس مراسم تشييع جثمان الشهيد مشهور طلب العاروري، الذي أفرجت سلطات الاحتلال عن جثمانه بعد 35 عاما من احتجازه في "مقبرة الأرقام"، وسط حضور رسمي وجماهيري حاشد.

وفور خروج الجثمان ملفوفا بالعلم الوطني الفلسطيني استقبلته ثلة من حرس الشرف، وانطلقت زغاريد قريبات الشهيد لتتردد معها زغاريد عشرات النسوة اللواتي توافدن لتشييع الجثمان من قرية عارورة مسقط رأس الشهيد، ومن القرى المجاورة ومن مئات المشاركات في الجنازة وحتى ممن تواجدن بالصدفة في باحة مستشفى رام الله.

وسار في مقدمة الجنازة لفيف من القيادات الوطنية والاجتماعية يتقدمهم أبناء عائلة الشهيد، وأعضاء المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية التي انتمى لها الشهيد وقاد عملتها العسكرية النوعية " عملية لينا النابلسي" في العام 1976، قيس عبد الكريم (أبو ليلى) وتيسير خالد وهشام أبوغوش، والوزيرة ماجدة المصري، وعبد الرخيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، وصالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمين العام لحزب فدا، وصف واسع من قيادات حركة فتح السياسية والعسكرية، وقادة ألأجهزة الأمنية، والنقابات والاتحادات الشعبية، والنقابات المهنية والعمالية، وأعضاء الحملة الوطنية للإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزين، بالإضافة إلى كوادر وأعضاء الجبهة الديمقراطية الذين توافدوا من مختلف مدن ومحافظات الضفة بما فيها القدس.

وبعد ذلك انطلقت مسيرة التشييع من أمام مستشفى رام الله عبر مئات السيارات العسكرية والمدنية، وحملت السيارات الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد العاروري ورايات الجبهة الديمقراطية، وعند مخارج مدينتي رام الله والبيرة أدت المجموعات العسكرية التابعة لقوى الأمن الوطني وحرس الرئاسة التحية العسكرية للشهيد العقيد مشهور العاروري في طريقه إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه عارورة.

وكان المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قد قرر اعتبار سنوات احتجاز جثمان الشهيد العاروري من قبل سلطات الاحتلال سنوات خدمة عسكرية فعلية استمر خلالها، حتى بعد استشهاده، في أداء واجبه النضالي الوطني مستحقاً بذلك رتبة عقيد.

وثمن المكتب السياسي في بيان أصدره لهذه المناسبة كافة الجهود الوطنية التي أثمرت في حمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع للإرادة الشعبية والإفراج عن جثمان الشهيد البطل مشهور العاروري قائد عملية الشهيدة لينا النابلسي بعد أن احتجزته طيلة 34 عاماً في ما يسمى بمقابر الأرقام.

وأكدت الجبهة في بيانها أنها ستواصل العمل في إطار الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة، "من اجل إنجاز هذا الهدف الإنساني والوطني النبيل الذي هو جزء لا يتجزأ من مسيرة نضال شعبنا من اجل الحرية والاستقلال والعودة".

ودعت الجبهة إلى دعم جهود الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة كما توجهت إلى كل أنصار الحرية والعدل في العالم، وإلى الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، للمشاركة في حملة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها الصارخة للقانون الإنساني الدولي والانصياع لاتفاقيات جنيف التي تلزمها باحترام جثامين الشهداء الفلسطينيين وصون كرامتهم وتسليمهم إلى ذويهم بأسرع وقت بما يضمن دفنهم بشكل لائق وبما ينسجم مع تقاليدهم الدينية والإنسانية وصولاً إلى التصفية التامة "للطخة العار المسماة مقابر الأرقام".