وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

86% الفضائيات العربية تساهم في تشكيل الرأي العام الفلسطيني وفق اجندتها

نشر بتاريخ: 13/08/2010 ( آخر تحديث: 13/08/2010 الساعة: 08:31 )
رام الله- معا- اكد د. تيسير عاروري المحاضر في جامعة بيرزيت ان الاعلام الفلسطيني بحاجة ماسة الى التطوير والتحديث، من اجل الحد من تأثير الفضائيات العربية بشكل عام، والاخبارية منها بشكل خاص في تشكيل الرأي العام الفلسطيني وبلورة توجهاته السياسية.

واضاف عاروري خلال برنامج "رأي عام" الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن انه وفي ظل التقدم والتطور التكنولوجي الذي بات ميزة عصرنا الحالي، فأنه لا يمكن اغلاق الفضاء، ومنع الفضائيات العربية والاجنبية من الوصول الى المنازل، كما لا يمكن الغاء الانترنت، وبالتالي لا يمكن الحد من تأثير تلك الوسائل على الرأي العام الفلسطيني، الا بتطوير الاعلام الوطني، وزيادة كفاءته وجودته.

واوضح عاروري ان تطوير الاعلام الفلسطيني يتعلق بمجموعة من القضايا، ابرزها ايلاءه الاهتمام الكافي من قبل الجمهور، وكذلك ايلاءه الاهمية التي يستحقها من قبل السياسيين الفلسطينيين وصناع القرار، مبينا ان هناك تذمر في الاوساط الاعلامية الفلسطينية من تفضيل الكثير من الشخصيات السياسية لوسائل الاعلام الاجنبية والعربية على حسابهم، وهو ما يعني يشير الى وجود "عقدة نقص تجاه ما هو وطني".

وشبه المحاضر في جامعة بيرزيت حال الاعلام المحلي، بحال المنتج الوطني، الذي تم استعادة هيبته، ودعمه من خلال قرار مقاطعة منتجات المستوطنات، والذي ساهم الاعلام المحلي في تعميم تلك الثقافة، ودعم القرار ، مما يتطلب دعم الاعلام المحلي بذات الصورة.

واضاف عاروري ان تطوير الاعلام المحلي والفضائيات الفلسطينية، يجب ان يبدأ بتطوير الفضائية الفلسطينية، على الصعيد الفني والتقني، كذلك مراعاة المصداقية اثناء تغطيتها الاخبارية، مشيراً انه طوال فترة السنوات الماضية لم تكن الفضائية الفلسطينية تمتاز بالمصداقية ، لذلك هناك مشوار صعب لانجاز هذا الامر.

وحول اذا ما كان هناك تطوراً قد طرأ على عمل واداء الفضائية الفلسطينية خلال الفترة الماضية، قال عاروري ان هناك تطورا ايجابيا ملاحظا على صورة الفضائية الفلسطينية وما تقدمه، مشيرا الى ضرورة الاستمرار في ذلك التطور والبناء عليه، مؤكدا في ذات الوقت انها ما زالت بعيدة جدا عن طموحات المواطن الفلسطيني.

ودعا العاروري الى دراسة تجربة الاعلام المحلي في المدن والمحافظات الفلسطينية، ومعرفة مدى مساهمتها في التأثير على الرأي العام وتقييمها من اجل العمل على تطويرها للحد من التأثير السلبي للفضائيات غير الفلسطينية.

وحول اهتمام الفضائيات العربية الاخبارية بالقضية الفلسطينية بشكل كبير، قال المحاضر في جامعة بيرزيت ان ذلك الاهتمام يشير الى اهمية القضية الفلسطينية في الشرق الاوسط، بأعتبارها قضية محورية مركزية لا يمكن تجاهلها، ومن جهة اخرى من السهل على الفضائيات العربية ان تتخذ من القضية الفلسطينية "حصان طرواده" من اجل تمرير سياساتها الخاصة، والتأثير على الرأي العام الفلسطيني والعربي وفق اجندتها.

واكد عاروري ان الفضائيات العربية نجحت في التأثير على القرار السياسي الفلسطيني، وهذا الامر نلمسه من خلال مواقف الاحزاب السياسية التي تظهر على الفضائيات، اضافة الى ان معظم الفضائيات العربية لديها قوائم سوداء باسماء سياسيين فلسطينيين، ممنوعون من الظهورعليها، وهذا ما يعني ارتباط تلك الفضائيات بسياسات معينة تسعى الى تمريرها الى الجمهور.

وكان تلفزيون وطن قد طرح استطلاعا للرأي عبر صفحتة الالكترونية حول مدى مساهمة الفضائيات العربية الاخبارية في تشكيل الرأي العام الفلسطيني السياسي وفق الاجندة والرؤى السياسية لحكوماتها، حيث رأى 86% من المصوتين ان الفضائيات العربية تساهم في تشكيل الرأي العام السياسي الفلسطيني وفق ما تريد، في حين رأى 14% من المصوتين ان الفضائيات العربية الاخبارية لا تساهم في تشكيل الرأي وفق اجندة سياسية خاصة بحكوماتها.