وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون * بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 14/08/2010 ( آخر تحديث: 14/08/2010 الساعة: 15:54 )
الغضب الرياضي !

زاد الحد .. وطفح الكيل .. وحذرنا البغي وما ارتد ، تذكرت هذه الأنعام الثورية الفلسطينية ، في خضم مواصلة حكومة المحتل الأجنبي وضع العراقيل في في دواليب البرامج ، التي من شانها النهوض بهذا الوطن ، وإيجاد حد ادني من الثقة ، التي تساعد قيادتنا السياسية ، في إقناع المجتمع الفلسطيني بجدوى مواصلة الانخراط في العملية السلمية !

لا احكي كثيرا في السياسة ، وأترك الأمر لحسن البطل وطلال عوكل وعبد الناصر النجار .. وغيرهم من ذوي الاختصاص .. ولكن تفاقم العدوان الاحتلالي على مواريثنا الرياضية ، وإصرار حكومة اليمين الإسرائيلية ، على عدم ترك متنفس لشبابنا ، يجعل الاستحقاق السياسي يتقدم على كل الاستحقاقات ، فتصبح الرياضة جزءا من اللعبة السياسية ، عندما يصبح الرياضيون مجالا سهلا لسادية المحتلين .

ولسنا هنا بصدد الإسهاب في تعداد مظاهر الاعتداء على رياضتنا ، التي أصبحت ممارسة يومية لا توقف ، بما أدى إلى عرقلة العديد من البرامج ، التي تقوم بجهود فلسطينية ، وتلك التي تقام بالتعاون مع المؤسسات الدواية ذات الصلة ، والأجدى – كما نرى – الانخراط في انتفاضة الغضب الرياضية ، التي أطلق كبير العائلة الرياضية ، اللواء جبريل الرجوب ، شراراتها الأولى قبل أيام ، بالإعلان عن حرب لا هوادة فيها ، يتصدى في خضمها الفلسطينيون ، والخيرون على هذه البسيطة لسادية المحتل ، وينتصرون لعذابات الشباب الفلسطيني !

لقد لخص رئيس اللجنة الاولمبية اللواء الرجوب ، مظاهر العدوان على الرياضة الفلسطينية ، بمنع الرياضيين الفلسطينيين في الضفة والقطاع من التواصل ، وإجراء المباريات المحلية والدولية بسلاسة ، وحرمان الكوادر الفلسطينية في جناحي الوطن وفي الشتات من الاجتماع ، لإتمام الوحدة الاندماجية للرياضة الفلسطينية ، والمساهمة جماعيا في حالة النهوض الرياضي ، إضافة إلى حرمان نجوم الوطن من الالتحاق بالمنتخبات الوطنية ، ومنع دخول المساعدات الرياضية من الخارج ، وفرض القيود على ترميم المنشآت الرياضية القائمة ، وإقامة المنشآت الرياضية الجديدة .

في أجواء مثل هذه يشهر الفلسطيني الغضب الرياضي ، وينخرط الرياضيون الفلسطينيون في مقاومة رياضية سلمية ، تكون قواعدها الخلفية خيام الاعتصام ، التي بدأت من جوار عاصمتنا القدس ، وامتدت بسرعة إلى معظم المحافظات .

اذ .. هذا هو الرد الفلسطيني الأول بخيام الاعتصام الغاضبة ، التي تشكل المحطة الأولى للمقاومة الرياضية ... في انتظار محطات أخرى يجب أن تتوسع في كل اتجاه ، لتصل دائرة الاحتجاج إلى كل المواقع ، فيصم غضب المحتجين آذان المحتلين !

فلسطينيا .. يجب تحريم كل أشكال التواصل مع رياضي

الاحتلال ، وتجريم كل مظاهر التطبيع الرياضي ، وفضح ممارسات الاحتلال من خلال رفع رايات التنديد ، وترديد الهتافات الفاضحة لإجراءات الاحتلال خلال التظاهرات الرياضية المختلفة .

ويجب على الرياضيين العرب لعب دور متقدم في هذه المعركة ، التي يجب أن تشمل تحركات في مختلف الميادين الرياضية العربية ، وان ينخرط كل الرياضيين العرب في هذه المعركة ، حتى يصل صدى الاحتجاج الى كل الخيريين في هذه المعمورة ، وحتى تفضح ممارسات إسرائيل التعسفية بحق الرياضة الفلسطينية .. ويجب أن يتجند في هذه المعركة المسئولون الرياضيون العرب ، الأعضاء في المؤسسات الرياضية الدولية ، لدفع ملف العدوان العبري على الرياضة الفلسطينية على طاولة هذه المؤسسات .

ثم يجب نقل انتفاضة الغضب الرياضية الى ملاعب العالم ، من خلال جيش الفلسطينيين المنتشرين كالأكسجين في كل مكان .. ويجب على المؤسسات الفلسطينية عدم اليأس ومواصلة تقديم الشكاوى في كل اتجاه ، والمطالبة بتشكيل لجان تحقيق رياضية لإيصال الحقيقة إلى كل الرياضيين في العالم ، وصولا الى منع دولة الاحتلال من المشاركة في التظاهرات الرياضية الدولية والقارية ، كما حصل مع نظام الابارتيد في جنوب أفريقيا ، إذا أصر حكام إسرائيل على مواصلة عدوانهم السادي على الرياضة الفلسطينية .

يبدو أن معركتنا الرياضية مع الاحتلال ، لا تقل أهمية عن معارك الدفاع عن الأرض في بلعين ونعلين وخانيونس وبيت أمر، وبالتالي تصبح الانتفاضة الرياضية الغاضبة السلاح الفلسطينية الأكثر جدوى في هذه المرحلة ، وقد تصبح انتفاضة الملاعب أكثر إيلاما للغاضب المحتل !