وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ابو الحاج يحذر من استمرار معاناة الأسيرات الفلسطينيات وتدهور أوضاعهن

نشر بتاريخ: 15/08/2010 ( آخر تحديث: 15/08/2010 الساعة: 14:03 )
بيت لحم- معا- أطلق فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس ،تحذيرا من ان استمرار معاناة الاسيرات في سجون الاحتلال، سيؤدي الى المزيد من التدهور على حالتهم الصحية والنفسية ،كما يفاقم من معاناة اهلن وذويهن وخاصة ابناء بعض الاسيرات اللاتي تركن فلذات اكبادهن يتجرعوا الم الفراق.

وبين ابو الحاج ان الأسيرات الفلسطينيات يعشن ظروفاً اعتقالية سيئة جداً في مختلف أقسام السجون وخاصة سجن الرملة فهناك تمارس ضدهن أسوء أنواع المعاملة الغير إنسانية والمهنية التي تتمثل بالتعذيب والشتم واتخاذ الأساليب الغير قانونية التي تتمثل بالاعتقال الانفرادي وأسلوب التعمد في عدم تقديم العلاج.

ويقول ابو الحاج (بحكم أننا مركز يعنى بقضايا حقوق الإنسان فقد توصلنا إلى معلومات صحيحة وأكيدة من مصادر موثوق بها عن حال الأسيرات بشكل عام).

واعطى ابو الحاج للتدليل على ذلك مثالا الأسيرة أسماء دخل الله التي هي أم لستة أطفال تعاني من آلام حادة بسبب الأورام السرطانية لديها وحالتها الصحية سيئة جداً و رغم ذلك فإن إدارة السجن ترفض تقديم العلاج اللازم لها ولا تقدم لها سوى علاج الأكامول ،ويضيف هذا الأمر يدعنا للتساؤل حول هذا العلاج ..هل هذا الدواء مناسب لمرض مثل مرض أسماء؟.

ويعلق ابو الحاج على ذلك قائلا (بالرغم من أن القوانين الدولية واتفاقيات جنيف والعهود الدولية نصت وحددت كيفية معاملة الأسرى داخل سجون الإحتلال و على أن تكون هذه المعاملة إنسانية بالدرجة الأولى وعلى أن يتوافر داخل السجون أطقم طبية مختصة برعاية المرضى وتقديم العلاج المناسب لهم وكذلك تقديم الطعام الجيد المناسب لهم وقد تم التأكيد على ذلك في أغلب المواد القانونية الخاصة بمعاملة الأسرى، و لكن الحقيقة والواقع يثبتان عكس ذلك حيث أن الاحتلال لا يلتزم ولا يتقيد بهذه المواد ولا بأي شكل من الأشكال).

اجراءات تعسفية بحق الاسيرات

وأفاد ابو الحاج وفق تقرير صادر عن وزارة الأسرى أن قوات خاصة تدعى ( جولان ) اقتحمت غرف الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون منذ الصباح الباكر وقامت بإجراء تفتيش استفزازي واعتداء على الأسيرات وإجبارهن على التعري بحجة التفتيش والجلوس بشكل قرفصاء وبشكل مهين جدا، حيث استمر ذلك لمدة أربع ساعات متواصلة.

وقالت الأسيرة وفاء البس سكان غزة المحكومة 12 سنة ، أن إدارة السجن تقوم بتشديد الإجراءات والعقوبات المتواصلة على الأسيرات وترفض الاستجابة لمطالبهم وأنهن يتعرضن للإهانات والتهديد بفرض عقوبات عليهم كالمنع من الزيارة والعزل.

واورد ابو الحاج شكوى للاسيرة دعاء الجيوسي من طولكرم المحكومة ثلاث مؤبدات من أن إدارة سجن الدامون تفرض عليهن منذ عامين العزلة التامة بعد أن منعت إدخال أية أسيرة جديدة إلى القسم.

واضاف ابو الحاج أن الأسيرات يعانين على الزيارة من وجود الأسيرات الجنائيات حيث تتم الزيارة بشكل مشترك، وقد رفضت إدارة السجن فصل زيارة الأسيرات السياسيات عن الجنائيات اللواتي يسببن الكثير من المشاكل لهن، وأشارت الى أن غرفة الزيارة تخلو من المقاعد ومليئة بالحشرات والفئران وذات رائحة كريهة.

وأوضح ابو الحاج ( أن القسم الذي تعيش فيه الأسيرات صغير جدا بارد شتاء وحار صيفا ومليء بالحشرات والقوارض والفئران التي تعيش داخل المجاري وتنتشر بكل أنحاء السجن)

أما عن التضييقات التي تقوم بها إدارة السجن قال ابو الحاج ( أن الإدارة تمنع إدخال الأشغال اليدوية والكتب والمجلات، ووضع العراقيل أمام إدخال الأطباء للأسيرات المريضات والمماطلة في علاجهن بل المساومة على العلاج حيث تم الطلب من الأسيرة آمنة منى التوقيع على أوراق ترفض من خلالها العلاج مقابل عدم عزلها في زنازين انفرادية والأسيرة آمنة منى تعاني من أوجاع في الظهر وبحاجة إلى عملية جراحية بالإضافة إلى معاناتها من أزمة في التنفس وتمنع إدارة السجن من إدخال أطباء متخصصين لها).

وذكرابو الحاج أن عددا من الأسيرات تعرضن للعزل الانفرادي والتنكيل والعقوبات أكثر من مرة كما جرى مع الأسيرات لطيفة أبو ذراع وعبير عودة وعبير عمرو وآمنة منى ومريم ترابين وأن العزل يشهر كسلاح وعقوبة قاسية بحق الأسيرات يصاحبه منع زيارة الأهل.

رحلة عذاب الي المحاكم العسكرية

ويقول ابو الحاج بان الأسيرات الفلسطينيات وصفن رحلة السفر إلى المحاكم العسكرية الإسرائيلية بأنها رحلة عذاب قاسية يتعرضن فيها لشتى أنواع الاهانة والاستفزاز.

وقد جاء ذلك خلال شهادة الأسيرة سنابل بريك الموقوفة في سجن هشارون والمعتقلة منذ 22/9/2008 خلال لقاءها مع المحامين ويقول ابو الحاج ( الأسيرة المذكورة افادت أن إدارة السجن قامت بإخراجها الساعة السابعة والنصف صباحا لنقلها إلى محكمة سالم العسكرية وتعرضت لتفتيش استفزازي على يد قوات نحشون ، حيث حاولت خلع الشال عن رأسها , ثم قامت بتكبيلها بشدة في يديها و قدميها ، وبقيت في زنزانة الانتظار في قاعة المحكمة من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الرابعة عصرا دون ماء وطعام، إضافة إلى أن درجة الحرارة في الزنزانة عالية جدا ولا تطاق وقالت الأسيرة أنها شعرت بالاختناق داخل الزنزانة مما استدعى أن تقوم بطرق باب الزنزانة دون أي استجابة).

ومن جهة أخرى قال ابو الحاج (الأسيرة قاهرة السعدي من جنين محكومة 3 مؤبدات افادت أن إدارة السجن تنتقم من الأسيرات ، حيث تعرضت خلال زيارة أولادها لها وبعد انقطاع طويل إلى معاملة قاسية وتقليص فترة الزيارة من 45 دقيقة إلى 15 دقيقة ، ووصفت الأسيرة قاهرة الموقف بأنه كان صعبا ومؤلما فعندما رأت أولادها لم يرق للسجانين الذين بدأوا بالصراخ والشتم على الأسيرة وأولادها وقاموا بتحديد الزيارة الى 15 دقيقة، وبدأ أهلها وأولادها بالبكاء والصراخ حيث تحولت الفرحة بالزيارة إلى حزن وقهر شديدين).

زنازين العزل في الدامون

وأكد ابو الحاج ان الأسيرات فى سجن الدامون عبر رسالة وصلت لمراكز حقوقية (أن زنازين عزل الدامون وغرفة زيارة الأسيرات فيه لا يصلحن لأن يكن غرفة للآدميين بل أقرب لأن يكن حظيرة للحيوانات بأوساخهن جراء اهمال الجنائيين وسوء استخدامهم لهن.

وأكدت الأسيرات في الرسالة أن زنازين عزل الدامون وغرفة الزيارة فيه مشتركة بين الأسرى الجنائيين اليهود وبين الأسيرات الفلسطينيات الأمنيات فيه ، ويعانين الأسيرات من الحشرات والفئران وقلة النظافة وسوء استخدام الجنائيين لهن حيث ترك الأوساخ والبصق والتبول ووجود القذارات ، كما أن هواتف التواصل بين الأسيرات وأهلهن غير جيدات فى نقل الصوت ولا يوجد كراسى مناسبة بين الجانبين).

الاسيرة نيلي الصفدي (وراء الشمس والحياة)

قال ابو الحاج لكي نعرف تفاصيل اكثر عن ما جرى ويجري من معاملة قاسية بحق الاسيرات ،سنسرد حكاية الاسيرة نيلي الصفدي داخل سجون الاحتلال والتي لأكثر من 45 يوما بقيت في العزل في مركز تحقيق "بيت حتكفا" الإسرائيلي، حيث مارس المحقق الإسرائيلي كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي للضغط عليها بالاعتراف، وسط ظروف صحية و معيشية سيئة للغاية.

واضاف ابو الحاج انه (خلال التحقيق احتجزت في غرفة مظلمة دون أكل لائق أو السماح لها بتبديل ملابسها، كانت خلالها لا تعرف الليل من النهار و لا متى تصحو ومتى تنام، ومع صمود الأسيرة في التحقيق كان لا بد من الضغط عليها من خلال اعتقال كامل عائلتها، أشقائها وعائلة زوجها وإحضار زوجها المعتقل لإجبارها على الاعتراف).

ولم تتوقف معاناة الأسيرة الصفدي عند هذا، يقول ابو الحاج ( فكانت رحلتها من عزلها إلى سجن هشارون المركزي قصة معاناة أخرى، فالبوسطة، عبر السجون، أشبه بقبر متحرك طالت رحلتها فيها لأكثر من 12 ساعة متواصلة و هي مكبلة الأرجل و الأيدي و موثوقة بكرسي حديدي بلا طعام أو شراب).

وعند وصولها الى السجن الذي كانت تأمل ان يكون مكان ترتاح فيه من معاناة دام حوالي شهرين متواصلين اكتشفت ان معاناتها الحقيقة قد بدأت بشكل اوسع، و أن عليها التكييف مع الحياة بلا مقومات للعيش).

34 اسيرة لا يزلن يكابدن الالم والعذاب

وبحسب الإحصاءات الرسمية يقول ابو الحاج إن إسرائيل لا زالت تحتجز 34 أسيرة، في ثلاث سجون الأول سجن الدامون حيث تحتجز 13 أسيرة، و سجن هشارون و تقبع فيه 20 أسيرة، في حين تحتجز أسيرة و احد في عزل نفيترتسيا، وهي الأسيرة وفاء البس من قطاع غزة.

وكما توضح الإحصاءات يقول ابو الحاج (إن من بين الأسيرات سبعة أسيرات متزوجات، ثمانية منهن أمهات، في حين توزعت الحالات الشخصية لبقية الأسيرات ما بين مطلقة وعزباء و مخطوبة، وتواجه أربع أسيرات حكما بالسجن المؤبد وهن أحلام التميمي، و الأسيرة آمنة منى، و الأسيرة قاهرة السعدي، والأسيرة دعاء الجيوسي،وتتراوح أحكام بقية الأسيرات ما بين 25 عاما و حتى 3 سنوات، في حين أن ثلاثة منهم يقضين حكما إداريا دون تقديم للمحاكمة وهن منتهى الطويل، و رجاء الغول، و هناء الشلبي، في حين أن سبع أسيرات لا يزلن موقفات دون محاكمة).

داخل المعتقل وبعد الحكم

وتعاني الأسيرات الفلسطينيات الى جانب ذلك من الظروف المعيشة داخل المعتقل بعد الحكم، حيث تحتجز في سجون لا تصلح للعيش الآدمي، كما يشير ابو الحاج:" من المعروف أن سجن الدامون كان مخصصا في زمن الانتداب البريطاني ك" إسطبل" للخيول و مخزنا للتبغ حيث الرطوبة العالية و المباني القديمة ،ويتابع ابو الحاج( أن سجن هشارون لا يختلف كثيرا عن الدامون، حيث تنتشر الحشرات فيه بشكل كبير وخاصة في فصل الصيف و الرطوبة العالية و لا تدخله الشمس، إلى جانب برودة قارصة في الشتاء).

الاوضاع الصحية للاسيرات

يوضح ابو الحاج ومن خلال التقارير الواردة الى عدد من المحامين والمؤسسات، ان عدد كبير من الأسيرات في سجون الاحتلال يعانين من أمراض مزمنة تفاقمت أوضاعهن بسبب الإهمال الصحي،حيث اورد ابو الحاج ( هناك اعداد كبيرة من الأسيرات يعانين من آلام في الظهر "الديسك" مثل الأسيرة أحلام التميمي، و آمنة منى، وذلك بسبب أساليب التعذيب التي اتبعت معهن لإجبارهن على الاعتراف،كما تعاني الأسيرة "أمل جمعة" من "نزيف مستمر" في الرحم بسبب الإهمال الصحي، و الأسيرة"لطيفة أبو ذراع" تعاني من أمراض في الرحم، و التهاب أعصاب، و سكري، و تعاني الأسيرة "وفاء البس" من حروق في كل جسمها، كما تعاني عدد كبير من الأسيرات و منهن "قاهرة السعدي" و" سناء شحادة"، "ابتسام العيساوي" من الم دائم في الأسنان و اللثة).

المماطلة في تقديم العلاج

وشدد ابو الحاج على ان الاحتلال يماطل في تقديم العلاج من قبل إدارة السجن، حتى في حال تدخل المؤسسات الحقوقية من خارج السجن لإدخال أطباء تكون هناك عراقيل حيث ذكر( في هذه الحالة تحتاج الأسيرة إلى تقديم طلب للحصول على "موافقة أمنية" يتم السماح لها بإدخال الطبيب، تحتاج أحيانا إلى أكثر من ستة أشهر، و بعد ذلك يتم التنسيق ما بين المؤسسة مع إدارة السجن بحيث يتم إصدار تصريح للطبيب بدخول السجن و الالتقاء بالأسيرة و انه في حال السماح للأطباء بدخول السجن و الكشف على الأسيرة، لا يسمح للمؤسسة أن تصرف الوصفة الطبية وإدخالها إلى السجن).

سوء التغذية والمنع من الزيارة

وإلى جانب الإهمال الصحي تعاني الأسيرات من سوء التدفئة و الوجبات الغذائية المقدمة لهن من قبل إدارة السجن، حيث تقوم الأسيرات في معظم الأوقات برمي هذه الوجبات أو إعادة تصنيعها ليتمكن من استخدامها، و في الأغلب تعتمد الأسيرة على الكانتين بشكل كامل، الأمر الذي يضيف على عاتق أسرتها أعباء مالية اكبر.

وفي ذلك يقول ابو الحاج( بحسب القانون الدولي تلتزم السلطة المحتجزة للأسيرات بتقديم ثلاث وجبات لائقة، إلا آن سلطات الاحتلال تخالف هذا القانون، و ما تقدمه للأسيرات وجبتين لا تصلح للأكل ،وقد حولت سلطة الاحتلال قضية الأسرى لاستثمار اقتصادي حيث تتعمد الإهمال في تقديم الوجبات الغذائية حتى تتمكن من البيع في الكانتينا و بأسعار خيالية).

وفي معاناة إضافية،يقول ابو الحاج ، تمنع معظم الأسيرات من الزيارات الأسبوعية لأهاليهن، وخاصة الأمهات اللواتي يحرمن من زيارة أبنائهن او أزواجهن في السجن.

انتهاك الحق بالتعليم

يقول ابو الحاج لا تزال اسرائيل تحتكر العلم وتحارب الاسيرات بسلاح العلم ،حيث وكما نوهت الأسيرة آمنة( إن إدارة السجن لم تسمح سوى لاثنتين من المعتقلات لاستكمال دراسة الثانونية من أصل ست معتقلات يرغبن باستكمال الدراسة، وأكدت على أن هناك صعوبة في إدخال الكتب المدرسيةالمطلوبة.الأمر الذي يتعارض مع المبادئ الدولية التي تنص وتحث على الحق في التعليم وعلى اتخاذ الإجراءات اللأزمة لمواصلة تعليم الأسيرات القادرات أو اللواتي يرغبن في التعليم ويجب أن يكون تعليمهن في حدود المستطاع عملياً متناسقاً مع نظام التعليم العام في البلد بحيث يكون في مقدورهم بعد إطلاق سراحهن أن يواصلوا الدراسة دونع عناء)

إنتهاك الحق في الحرية الشخصية

يقول ابو الحاج (الأسيرات يتعرضن للقمع والتعذيب والدليل على ذلك أنه بتاريخ 11/3/2003 تم تحويل ست منهن إلى العزل الانفرادي كعقاب لهن لأنهن طلبن توفير مياه ساخنة للاستحمام الأمر الذي تعتبره جميع مواثيق دول العالم قانوني و طبيعي لأنها توجب توافر منشآت الاستحمام والاغتسال بالدش بحيث يكون في مقدور كل سجين ومفروضاً عليه أن يستحم أو يغتسل بدرجة حرارة متكيفة مع الطقس بالقدر الذي تتطلبه الصحة العامة تبعاً للفصل والموقع الجغرافي للمنطقة على ألا يقل ذلك عن مرة في الأسبوع في مناخ معتدل ، أيضاً يجب أن تفرض على السجناء العناية بنظافتهم الشخصية ومن أجل ذلك يجب أن يوفر لهم الماء وما تتطلبه الصحة والنظافة من أدوات).

التفتيش المهين

يذكر ابو الحاج ان هناك أسيرات يشكين من إدارة السجن عند الرغبة بتفتيشهن أثناء الزيارة المحددة لهن ويؤكد ابو الحاج ( أن الأسيرات يعانين من التفتيش المهين والمؤلم الذي يتعرضن له من قبل السجانات اللواتي يتعمدن تعرية الأسيرات هذا إلى جانب الشتائم والتلفظ بالأساليب المهينة والفاضحة من قبل السجانات رغم أن المبادئ الدولية تنص بوجوب أن يكون سلوك وأسلوب الموظفين حسن وأن يكونوا قدوة طيبة للسجناء بشكل يبعث على احترامهم لهم ، إلى جانب الإهانات اليومية من المعتقلات الجنائيات اللواتي أعتقلن بسبب ارتكابهن جريمة جنائية قد تكون جريمة قتل أو سرقة أو غير ذلك من الجرائم الجنائية ، الأمر الذي يخالف ما هو منصوص عليه ضمن المبادئ الدولية التي توجب فصل المحبوسون لأسباب وطنية أو مدنية عن المسجونين بسبب جريمة جزائية ).

توثيق تجربة الحركة النسوية الاسيرة

وقد لفت ابو الحاج الى ان مركز ابو جهاد يقوم بتوثيق تجربة الحركة النسوية الاسيرة بكل ما تضمنته من تجارب فردية وجماعية، وقصص وروايات مؤلمة، وصمود مذهل ونضال لا ينضب،ومواقف نوعية ضد السجان وإدارة السجون.

وقال ان مكتبة المركزهي الحاضنة الوطنية والسياسية والاجتماعية والإنسانية للأسيرات ، تُعيد لهن كرامتهن وتقدر نضالاتهن وتضحياتهن، وتنقل تجاربهن للاجيال القادمة بكل ما حملته ايام وسنين نضالهن من محطات مشرقه ومشرفة.

وقال ابو الحاج (أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ العام 1967 ولغاية الآن اعتقلت أكثر من 10 آلاف مواطنة فلسطينية من أعمار وشرائح مختلفة، حيث طالت الاعتقالات أمهات وزوجات وفتيات قاصرات وشقيقات لمعتقلين، ومن بينهن أكثر من 800 مواطنة اختطفهن منذ بدء إنتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000، وأربع أسيرات منهن وضعن مواليدهن خلف القضبان في ظروف قاسية جداً، ثلاثة منهن تحررن فيما لا تزال الأسيرة فاطمة الزق مع مولودها ' يوسف ' الذي أنجبته في يناير من العام الماضي داخل السجن).

وذكر ابو الحاج باول اسيرة ،الأسيرة المحررة فاطمة برناوي التي اعتقلت أواخر عام 1967 هي أول أسيرة فلسطينية، فيما تُعتبر الأسيرة المحررة سونيا الراعي التي أمضت أطول فترة اعتقال، حيث أمضت 12 عاماً في سجون الاحتلال، أما الأسيرة أحلام التميمي فهي الأعلى حكماً، حيث صدر بحقها حكماً بالسجن 16 مؤبداً ولا تزال في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الدعوة الى زيادة الاهتمام بالاسيرات المحررات

وأكد ابو الحاج ( أن تجربة الأسيرات تتشابك مع التجربة الجماعية للأسرى، لكنها أكثر ألماً، فالأسيرات كما الأسرى الذكور يتعرضن للضرب والإهانة أثناء الاعتقال ومن ثم يخضعن لصنوف مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي والعزل الإنفرادي وتنتزع منهن الإعترافات بالقوة تحت التهديد والترهيب ويصدر بحقهن أحكاماً عالية تصل للسجن المؤبد لمرة أو لمرات عدة، ويحتجزن في ظروف قاسية ولا إنسانية، ويتعرضن في كثير من الأحيان للمساس بشرفهن وكرامتهن، بالإضافة لما يواجههن من مصاعب ومعيقات اجتماعية بعد تحررهن ).

وأضاف ابو الحاج ( أن السجن وتوابعه وبغض النظر عن الفترة التي تمضيها الأسيرة داخل السجن، يترك آثاراً نفسية واجتماعية عديدة ومريرة على حياتها ومستقبلها تحتاج إلى فترات طويلة لتجاوزها، وفي أحيان كثيرة يصعب تجاوزها لتدفع ثمنها طوال حياتها، ولهذا فهي بحاجة إلى رعاية خاصة ومساندة مضاعفة).

ودعا ابو الحاج كافة الجهات المختصة والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى وتلك المعنية بشؤون المرأة، إلى عدم اقتصار اهتماماتهم بالأسيرات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وإن كان هذا مهم جداً، ولكن الأهم أيضاً الاهتمام بالأسيرات بعد تحررهن وتقدير نضالاتهن وضرورة توفير احتياجاتهن وتفهم معاناتهن التي لم تتوقف.

وأوضح ابو الحاج في هذا السياق ( إن تراجعاً كبيراً قد طرأ على درجة الاهتمام بقضية الأسيرات، فعلى الرغم من تقبل المجتمع لفكرة مشاركة المرأة في النضال ومواجهة الاحتلال وما ينتج عن ذلك من اعتقال المواطنات والذي لم يعد غريباً على شعب مُحتل، إلا أن الأسيرة الفلسطينية تعاني مشاكل اجتماعية عديدة بعد تحررها وتواجه صعوبات جمة في الإندماج ولا تحظى بدعم المجتمع ومؤسساته المختلفة وهذا يضع علامات استفهام كبيرة على مستقبل هؤلاء الأسيرات المحررات، وبالتالي فهن بحاجة إلى دعم عاجل على كافة المستويات والاتجاهات، لإنقاذ حياتهن ومستقبلهن ليس من السجن والسجان فحسب، وإنما أيضاً من تجاهل المجتمع لتضحياتهن ومعاناتهن، ومن الأمراض التي ورثنها عن السجون، وضرورة تذليل المعيقات التي تعترض اندماجهن في المجتمع).

وأكد ابو الحاج ( أن الأسيرات المحررات يمتلكن إرادة صلبة ومعنويات عالية جداً، ولم ولن يندَمنَ لبرهة واحدة على ما قدمن لأجل الوطن من تضحيات جسام وسنوات طويلة من أعمارهن خلف القضبان ومعاناة لا توصف، وإنما يخشين من صعوبات الحياة ومعيقات الاندماج في المجتمع وانعدام فرص العمل وتوفير لقمة العيش).