وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحر يفرض الاقامة الجبرية داخل المنازل والتسُّوق الليلي أحد الحلول

نشر بتاريخ: 19/08/2010 ( آخر تحديث: 19/08/2010 الساعة: 15:57 )
بيت لحم- تقرير معا- الطقس وارتفاع درجات الحرارة، الشغل الشاغل والحديث المهيمن على الناس هذه الأيام، فلا يكاد سائق في سيارة أو مواطن يسير في الشّارع إلا وفي فمه الكثير مما يقوله، ويعبّر به عن صعوبة التعامل مع هذه الحالة الجّوية غير المسبوقة في بلادنا.

الشّوارع تبدو خالية من المارة وكذلك الاسّواق وبعض التّجار لجأ الى الهرب من أشعة الشمس الحارقة ليجلس أسفل مظلة أو في ظل بناية مجاورة، طلبا للبرودة وهربا من قسوة الحرارة.

ثماني درجان مؤية فوق المعدل العام، كانت كفيلة أن تجعل من المواطنين يبحثون عن سبل للتخفيف من الحرارة، وبما أن هذا الجو لم يكن معهودا في السابق فالكثير من المواطنين لا يملك مكيّفات للهواء في منزله، لذلك زاد الاقبال على شراء هذه المكيّفات التي بدأت أسعارها تنخفض، فيما اضحت المراوح التي كان انتشارها كبيرا في الصيف "العادي" لا تُجدي نفعا فالهواء يبقى ساخنا رغم دوران المروحة، ولا يجلب الانتعاش للمواطنين.

سائق سيارة أجرة، قال إنه لم ير في حياته مثل هذه الحرارة، وقرر أن يذهب الى منزله فترة الظهيرة والعودة في ساعات المساء عندما تخف وطأة الحر، ويتساءل عن جدى الخروج في هذا الوقت للعمل، ما دامت الشوارع شبه خالية من الناس والمتسوقين؟.

دعوة للتسوق الليلي

هذه الحالة كانت قد دفعت النائب م. عبد الرحمن زيدان إلى دعوة التجار والمواطنين، إلى اعتماد التسوق الليلي والتشجيع عليه تفادياً للتعرض لأشعة الشمس والجفاف بسبب الحر الشديد.

وطالب النائب الهيئات الحكومية والبلديات إلى اتخاذ الإجراءات الادارية والتنظيمية والامنية اللازمة، لفتح الاسواق خلال ساعات الليل خصوصاً في الأيام القليلة التي تسبق شهر رمضان الكريم، لما تشهده من ازدحام في الاسواق، وكذلك خلال الشهر الفضيل تحضيراً للعام الدراسي القادم.

مواطنون كثيرون قابلتهم "معا" أبدوا تأييدهم لهذه الفكرة، معتبرين أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة الى هذا الحد الكبير يحتم على الجهات المسؤولة التفكير في مواجهة هذه المستجدات بما يخفف من معاناة المواطن، ويجنبه الكثير من المخاطر خاصة في حال اصطحاب الاطفال للتسوق عشية الاعياد وافتتاح العام الدراسي الجديد.

المدن التي "تنام مبكرا" تخسر أكثر

ويقول عزام أبو السعود مدير الغرفة التجارية في القدس والكاتب المتخصص في الشأن الاقتصادي، إن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلبا على الاقتصاد، فالأصل أن أي شخص يذهب للتسوق في الفترة المناسبة والتي تتحدد بفترة العمل المحدودة في البلد، وهي الفترة التي تتوسط النهار وفيها تكون درجات الحرارة في أوجها.

وخلال حديثه لـ "معا" أكد أبو السعود أن موجات الحر تسبب بسرعة تلف المنتجات التي تدخل الاسواق، خاصة التمور خلال شهر رمضان، والتي يكون مصدرها- في أسواق القدس- التجار الاسرائيليون الذين يستغلون رمضان لتسويق بضاعتهم التي عجزوا عن تسويقها في اسواقهم والتي عادة ما تكون قد قاربت على انتهاء صلاحيتها، ومع هذه الحرارة المرتفة وإذا لم تحفظ في برادات خاصة فإنها حتما ستفسد وتتسبب بالضرر للمواطنين.

ولفت إلى أن مدينة القدس التي "تنام مبكرا" تخسر الكثير اقتصاديا، فالناس بسبب الطقس الحار تفضل أن تنزل في فترة متأخرة من المساء لبرود الجو، وحبذ أبو السعود لو أن مدينة القدس تلجأ الى التسوق المتأخر بالليل، خاصة أنها تشهد حركة سياحية، فبدلا من ان يتوجه السائح للقدس الغربية، ياتي للشق الفلسطيني من المدينة وينفق أمواله في الشراء من المحلات العربية.

وتجدر الإشارة إلى أن الأسواق في المدن الفلسطينية تغلق أبوابها في وقت مبكر يوميا، من الساعة 7- 8 مساء، ولوحظ في الآونة الاخيرة ان اطراف المدن تحافظ على حركة تسوق حتى ساعات متأخرة، نظرا لخروج المواطنين في ساعات انخفاض درجات الحرارة وللترويح عن انفسهم بعد عناء يوم حار.

وظهر اليوم أعلنت منظمة نجمة داوود الحراء أن أحد الشبان البالغ من العمر ( 23 عاما) في منطقة النقب اصيب بضربة سمش، ونقل الى مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع وحالته صعبة.

ولا بد هنا من ذكر بعض المخاطر المترتبة على التعرض للشمس الحارقة:

الحروق الشمسية: تكون الفرصة للإصابة بحروق الشمس أكبر بين الساعة 10 صباحاً إلى الساعة 4 بعد الظهر حيث تكون أشعة الشمس في أسطع حالاتها وحدوث الحروق الجلدية يكون أسهل في الأيام الحارة حيث أن الحرارة تزيد من تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية لكنك قد تصاب بالحروق إذا تعرض الجلد لأشعة الشمس لفترة زمنية طويلة فإن الجلد سيحمر ويزداد احمراره بمرور 24 ساعة وتسبب حروق الشمس في الحالات الشديدة ضعف الجلد وشعوراً بالألم وحدوث انتفاخات وتكون نافطات ومن الأعراض الإضافية حدوث حمى وقشعريرة واضطرابات في المعدة وبعض التشويش.

وهذا يشير إلى الإصابة بحرق شمس شديد ويتطلب عناية طبية فورية. وفي حال أصبت بحرق شمسي شديد أو بدأت بالإصابة بالحمى فإن طبيبك الجلدي قد يوصي بإعطائك عقاراً يقلل من الانتفاخ والألم ويمنع حدوث الالتهاب.

للأسف لا يوجد هناك علاج سريع لحروق الشمس البسيطة لكن قد يساعد استخدام ضمادات مبللة باردة أو استخدام مراهم سائلة مريحة.

الاسمرار: يكون جلد الذين يعملون في الخارج أو يتمشون دون استخدام واقيات الشمس خشناً ويظهرهم بأنهم أكبر سناً كما قد تسبب الشمس ظهور نمش يدعى ببقع التقدم بالعمر بفجوات قشرية تدعى بالتقرنات الأكتينية والتي قد تتحول إلى سرطان. تظهر هذه التغيرات الجلدية بعد مرور سنوات من التعرض للشمس ولذا فإن حماية الأطفال من الشمس هو أمرٌ مهم جداً حيث إن معظم التعرض للشمس في حياتنا يكون قبل سن العشرين .

التجاعيد: يرتبط ظهور التجاعيد مباشرة مع التعرض للشمس ويمكن ازديادها بسبب التدخين ويمكن أن يعالجها طبيب الجلدية أو الجراح بطرق جراحية عادة منها التقشير الكيميائي أو الليزر أو كشط الجلد أو بحشوات التعبئة.

سرطان الجلد: يحدث أكثر من 90% من أنواع سرطانات الجلد بسبب التعرض لأشعة الشمس وأكثر المناطق التي يظهر بها الوجه والرقبة والأذنان والساعدان واليدان. وأكثر الأنواع الشائعة لسرطان الجلد هو سرطان الخلية القاعدية وسرطان الخلية الحرشفية والورم القتاميني. يظهر سرطان الخلية القاعدية على الوجه والأذنين والأنف وحول الفم للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة ويبدأ ظهوره على هيئة بقع حمراء أو انتفاخات لامعة أو زهرية أو حمراء أو بيضاء وقد يكون مشرباً أو فيه جُرح مفتوح لا يُشفى أو يُشفى فقط مؤقتاً ويمكن علاج هذا النوع من السرطانات بسهولة إذا عُولج مبكراً. أما سرطان الخلية الحرشفية فهو عادة ما يظهر على شكل بقع حرشفية أو في حالات نادرة إذا لم يُعالج قد يكون مميتاً.

الورم القتاميني: هو أكثر أنواع سرطانات الجلد خطورة وعادة ما يظهر على شكل رقع تشبه الشامة، سوداء أو بنية اللون وبحواف غير واضحة وبعض الأحيان يكون متعدد الألوان بظلال اللون الأحمر والأزرق والأبيض ويحدث هذا النوع من السرطانات في أي مكان على الجسم وفي حال اكتشافه مبكراً يمكن علاجه أما إذا تم تجاهله فإنه ينتشر عبر الجسم ويمكن أن يكون مميتاً.

ردود فعل تحسسية: يعاني بعض الناس من تحسس للشمس وقد تظهر ردود الفعل هذه بعد فترة زمنية وجيزة من التعرض للشمس وأكثر الأعراض التحسسية ظهوراً هي ظهور نتوءات أو تجمعات أو نافطات أو بقع حمراء وفي بعض الأحيان تكون ردود الفعل هذه بسبب مستحضرات التجميل أو عطور أو نباتات أو أدوية مصنوعة أو مركبات شمسية كما أن العقاقير مثل عقاقير منع الحمل والمضادات الحيوية وضغط الدم والتهاب المفاصل وأدوية الاكتئاب كلها قد تسبب طفحاً جلدياً عند التعرض للشمس وفي حال حدوث هذا يستطيع الطبيب الجلدي تقديم المساعدة.