وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نتنياهو للرئيس: "جربوني"

نشر بتاريخ: 22/08/2010 ( آخر تحديث: 22/08/2010 الساعة: 17:11 )
القدس- تقرير خاص معا- في الوقت الذي تهتم فيه جميع وسائل الاعلام في العالم بنبأ عودة المفاوضات المباشرة بين اسرائيل وم ت ف، ترى الصحافة الاسرائيلية تتعمد تهميش الخبر ودفعه الى الصفحات الداخلية، حيث خلت الصفحات الاولى الملونة من الخبر ما يشير الى أن رؤساء تحرير الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية قد اتخذوا موقفا مسبقا من العملية السياسية ويحاولون التأثير (خداع) الجمهور الاسرائيلي باتجاه ان هذه المفاوضات لا اهمية لها بل ان القضية الفلسطينية لا اهمية لها.

حتى ان الكاتب الاسرائيلي المعروف ناحوم برنيع كتب على الصفحة الاولى من "يديعوت احرونوت" تحت عنوان (فجأة جاء ببالهم ان يتفاوضوا) واشار فعلا الى ان جميع وكالات الانباء العالمية تكتب عن المفاوضات المباشرة باستثناء وسائل الاعلام الاسرائيلية!! ومن وجهة نظره ان الجمهور الاسرائيلي- حتى الذين يؤيدون السلام- صاروا اصحاب تجربة ويميزون بين احتفالات بدء المفاوضات وبين نتائج المفاوضات لذلك لم يتفاعل الاسرائيليون بقوة مع الخبر. وشكك برنيع في قدرة ورغبة القيادة الاسرائيلية في التوصل لحل كما شكك ايضا بقدرة ورغبة القيادة الفلسطينية في التوصل الى اي حل!!.

"يديعوت احرونوت" وعلى صفحتها السادسة نشرت كتابات لاهم كتابها السياسيين مثل: روني شكيد وارولي ازولاي وسميدار بيري وتسفي زينجر اجماعهم جميعا على ان العودة للمفاوضات ستكون في عكس مصلحة اسرائيل.

وقالت ان نتنياهو وان كان نجح في لي ذراع محمود عباس واعادته لطاولة المفاوضات عنوة الا انه هو الذي يعيش الضائقة الحقيقية، فاذا اوقف الاستيطان ينهار ائتلافه الحكومي، واذا لم يوقف الاستيطان سيتهمه العالم بافشال المفاوضات.

أما الكاتب شمعون شيفر فقال تحت عنوان "المصيدة" ان نتنياهو وقع في المصيدة وان اي تقدم في عملية السلام سيؤدي الى سيطرة السلطة على المزيد من الاراضي والمناطق امنيا ويؤدي الى اخلاء واجلاء عشرات الاف المستوطنين من الضفة وتجميد الاستيطان في القدس.

اما صحيفة "معاريف" فكشفت ان الولايات المتحدة الامريكية تسعى جاهدة لاعادة فتح المسار الاسرائيلي السوري بالتزامن مع المسار الفلسطيني، كما نشرت "معاريف" تقريرا يشير الى الذعر والخشية ينتشران في صفوف المستوطنات اليهودية في الضفة في حال نجحت المفاوضات مع ابو مازن.

ولم تخف "معاريف" ان مصادرها تقول ان امريكا تسعى لعمل اتفاق سلام شامل خلال عام قادم وان اللقاء القادم للتفاوض قد يكون في اسرائيل.

صحيفة "هارتس" اليسارية وهي الوحيدة التي نشرت خبر المفاوضات على الصفحة الاولى، قالت على لسان مراسلها آفي زخاروف إن القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية نزلتا عن شجرة المكابرة وعادتا الى طاولة المفاوضات، أما "ألوف بن" فاعطى تشبيها لما يحدث أنها جولة يمكن ان تحمل اسم انابولس 2.

وكالة "معا" عرفت من صحافيين اسرائيليين ان رئيس وزراء اسرائيل أوصل رسائل لقادة العالم الغربي والعربي وللرئيس عباس تتضمن كلمة واحدة فقط هي: "جرّبوني".

فهل يفعل نتنياهو ما فعله مناحيم بيغن مع الرئيس المصري السادات في عام 1978 حين انسحب الليكود من سيناء والعريش ؟. يشار إلى أن الزعيم المؤسس عرفات كان خاض جولة مفاوضات مع نتنياهو وشارون في العام 1997، افضت حينها في واي بلانتيشن الامريكية إلى اتفاقية "واي ريفير" التي انسحب الاحتلال بموجبها من أجزاء من الخليل ومساحات واسعة (ب).