|
في لهيب آب: هدية الغلبان مولد كهرباء وهوَّاية
نشر بتاريخ: 23/08/2010 ( آخر تحديث: 23/08/2010 الساعة: 17:33 )
غزة- معا- ينطلق هذا العنوان من وعود قدمها رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية لأحد العائلات الفقيرة في القطاع بعد أن تناول معهم طعام الإفطار في يوم رمضاني حار هذا العام.
الدافع لهذه الوعود هو ما لمسه رئيس الوزراء المقال من ارتفاع غير مسبوق في درجة حرارة البيت المكوّن من غرفة واحدة مفتوحة على ما يسمى بـ "الحمام" على مساحة 20 مترا فقط دون منفذ للهواء أو للشمس، فكان نصيب رب الأسرة وعداً بتزويد مساحة بيته الضيّقة بماتور للكهرباء ومروحة "للتهوية" وبالطبع وظيفة بأحد الوزارات الحكومية. مولدات الكهرباء صرعة جديدة تفرض نفسها على المواطن الغزيّ رغم ضحاياها المتزايدين يوماً بعد يوم، آخر الضحايا هو الشاب ابراهيم مازن ابو عزيز ( 17عاماً) لقي مصرعه إثر ماس كهربائي نتج عن خلل فني بمولد الكهرباء بمنزله بمحافظة خان يونس مساء أمس الأحد حيث وصل إلى مجمع ناصر الطبي جثة هامدة. هو الخلل ذاته الذي أصاب مولد كهرباء عائلة الصحفي محمد السوافيري بغزة مساء أمس حين، احترق المولد في لحظة الإفطار، إلا أن مشيئة الله جنبت العائلة خسارة بالأرواح. الصحفي محمد السوافيري من غزة احترقت يدا والده وهو يحاول إطفاء نيران اشتعلت في مولد الكهرباء الخاص بمنزلهم، وحين بدأت النيران تقترب من أنابيب غاز المنزل هبّ الجيران لمساعدة العائلة المتضررة وأطفأوا ما استطاعوا إلى حين قدوم طواقم الدفاع المدني. هذا المشهد يتكرر يومياً في قطاع غزة المحاصر و"المعاقب" بقطع التيار الكهربائي عنه في لهيب آب هو الأمر الذي دفع الأهالي لشراء مولدات للكهرباء التي تصدمك بضوضائها وعجيجها ولكنها "شر لا بد منه". يقول الصحفي السوافيري: "لما رحنا على مستشفى الشفا وأخذنا الوالد كان مليان بالمحروقين، اللي محروق نصه واللي محروق كله مش باين إلا وجهة، يعني الشعب كله منيل ومغلوب على أمره". ويتابع في مقال له باللهجة العامية: "الناس بتموت من أجل قضية كبيرة وهامة مشان تدخل فيها الجنة وإحنا بنموت مشان قضية الكهرباء اللي صارت حديث الساعة بالنسبة للناس". قبل أيام اشتعلت النيران بمطبخ سيدة من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة حين كان زوجها يملأ المولد بالبنزين، فأتت النيران على ثيابه وزوجته وطفلتيه وتركتهم في حالة من الحروق يرثى لها. وتمتلئ مشافي قطاع غزة بالمصابين بحروق ناجمة عن اشتعال النيران بمنازلهم جراء احتراق مولدات الكهرباء وحسب الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ، فإن الفتى أبو عزيز هو الضحية رقم47 خلال العام الجاري بعد ان شهد الشهران الماضيان إصابات بالحروق دون ضحايا، فيما راح ضحية هذه المولدات العام الماضي 86 مواطناً والعام الذي سبقه توفي 22 مواطناً جراء اشتعال مولدات الكهرباء. أما عدد المصابين بحروق بالغة وتشوهات بالوجه والجسم في مشافي القطاع فقد زاد عددهم عن 170 مواطنا بينهم أطفال ونساء فيما عدد المصابين بحروق متوسطة وطفيفة فعددهم أكثر من 280 مواطناً هم جميعاً ضحايا المولدات الكهربائية التي اجبروا على استخدامها في قيظ صيف آب. |