|
اكاديمي فلسطيني :إغلاق المؤسسات الخيرية إستراتيجية إسرائيلية لعزل حركات المقاومة عن محيطها المجتمعي
نشر بتاريخ: 03/07/2006 ( آخر تحديث: 03/07/2006 الساعة: 19:16 )
نابلس-سلفيت-معا-قال الأكاديمي د. فريد أبو ضهير المحاضر في قسم الصحافة بجامعة النجاح الوطنية بنابلس إن الاستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة حركات المقاومة الفلسطينية استندت منذ زمن بعيد -وبخاصة في بداية التسعينات عندما ناقش الأوروبيون والأمريكان والإسرائيليين ما يسمى بـ"تجفيف الينابيع"- إلى العمل على تفكيك البنى التي تستند عليها هذه الحركات على اعتبار أنها تستمد وجودها وقوتها منها.
وأوضح أبو ضهير أن (إسرائيل) تعتبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية قاعدة اجتماعية سياسية ثقافية واقتصادية وأيضا تمد المقاومة بأسباب الوجود، والاهم من ذلك تمدها بالدعم الجماهيري والتأييد الواسع بين الناس. وتابع "بمعنى أخر، فإن (إسرائيل) تهدف إلى عزل هذه الحركات عن محيطها المجتمعي من أجل إضعافها أولا وتسهيلا لاستهدافها ثانيا". جاء حديث أبو ضهير تعقيبا على إقدام قوات الاحتلال اليوم الاثنين على مداهمة مصنع الصفا للألبان التابع للجنة زكاة نابلس وإغلاقه بشكل كامل لمدة عام وذلك بتسليم العاملين فيه قرارا من الحاكم العسكري الصهيوني بذلك. كما أغلقت قوات الاحتلال مستوصف الأقصى التابع لجمعية القرآن والسنة، لمدة عام. ويقدم المستوصف خدمات صحية للمواطنين، شبه مجانية، منذ افتتاحه قبل عامين، ويديره الشيخ جهاد عجوة، الذي نفى انتمائه لأي حركة سياسية. كما أغلقت جمعية المرأة المسلمة التي تُعنى بشؤون المرأة من الناحية الاجتماعية والسياسية والثقافية لمدة عامين، بقرار من الحاكم العسكري كذلك. وعن اثر هذه السياسة، أوضح الأكاديمي الفلسطيني إن هناك عدة تداعيات، منها ما هو إيجابي وأخر سلبي، فمن ناحية أن تعاطف الناس والتفافهم وثقتهم بهذه الحركات تتزايد لان المقياس لدى المواطن مرتبط بدرجة التصادم مع الاحتلال، فكلما زاد التصادم ثبت في وجدان الجماهير أن هذه الحركات وطنية. "هذا يبقى في إطار التعاطف، ويمكن أن يتحول إلى التفاف حقيقي حين يتعرض المواطن لمثل ما تتعرض له هذه المؤسسات، وحين تقترب من همومه أكثر وتشكل عامل إسناد له في مواجهة التحديات"، يضيف أبو ضهير. لكنه حذر في الوقت نفسه من ابتعاد الناس عنها خوفا من الاستهداف خاصة إذا ما توفرت البدائل، حيث يقول "استهداف هذه المؤسسات يمكن أن يجعل الناس يبتعدون عنها وينأون بأنفسهم عن التعامل معها خاصة إذا ما توفرت البدائل... فالموظف يبحث عن وظيفة في مؤسسة غير مستهدفة، وكذلك المواطن الذي يستفيد من خدماتها". وحذر أبو ضهير كذلك من تفكك اللحمة الوطنية، ونجاح الاحتلال في عزل جهات معينة عن محيطها الاجتماعي، "في هذه الحالة فقط يمكننا القول أن الاحتلال نجح في تحقيق أهدافه". ويوافقه الإعلامي نواف العامر الخبير في شؤون الحركات الإسلامية الرأي، قائلا إن "(إسرائيل) تسعى لقطع الهواء عن رئتي حماس الاجتماعية بمنعها إيصال المساعدات لقطاع واسع من الفقراء والمرضى والأيتام في ظل حصار متواصل وصمت ورضا عربي عن الجريمة التي ترتكب يوميا بحق الشعب الفلسطيني. وتابع "الهدف هو المس بشبكة الأمان الاجتماعية لحماس التي طالما أمدتها بقاعدة عريضة من مختلف شرائح المجتمع، أثمرت أصواتا انتخابية ونتائج شكلت انقلابا في النظام السياسي الفلسطيني. وشدد العامر على أن (إسرائيل) لا تميز بين مؤسسات العمل الخيري التابعة لحماس وبين تلك التي تقدم الخدمات بشكل طوعي دون أية علاقة مع الحركة، وبالتالي تساهم في زيادة رقعة الجوع والفقر. وعن الخطوات الواجب عملها، قال "على الفقراء والمتضررين أن يتنادوا ويتحدون بأنفسهم القرار الصهيوني بافتتاح تلك المؤسسات والسكن والإقامة فيها كملاذ أخير لهم وانتظار الاعتقال الذي قد يوفر لهم جزءا من الحاجيات بعد أن منعتهم أن ينالوه بأيدي فلسطينية". من جهته قال الدكتور عبد الرحيم الحنبلي رئيس لجنة الزكاة ومدير المصنع الصفا بنابلس إن "هذه الخطوة غير المسبوقة تستهدف ضرب الاقتصاد بالدرجة الأولى وكل ما يمت لهذا الشعب بصلة، والمقصود منها ضرب البنى التحتية والمؤسسات التي تخدم الجميع دون النظر إلى انتماءاتهم أو أفكارهم"، مؤكدا أن القضية المهمة أن الاحتلال يريد تدمير العمل الاجتماعي والخيري في فلسطين لما له من اثر فاعل في خدمة المواطنين وخاصة الفقراء والمحتاجين". وأوضح الحنبلي أن مصنعه يعمل برأس مال قيمته 6 مليون دولار، ويشغل 76 عاملاً، ويعيل مئات الأسر من خلال العمل المباشر فيه أو بصورة غير مباشرة كالمزارعين ومربي الأبقار وناقلي الحليب وغيرهم. |