وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ومع ذلك ... سنحترف *بقلم: خالد اسحق الغول

نشر بتاريخ: 26/08/2010 ( آخر تحديث: 26/08/2010 الساعة: 19:58 )
ملاعب تتوالد وتتهيأ لاستقبال الجماهير واللاعبين وتشهد أعراساً مفتوحة ... ديناميات داخلية تعيد انتاج البنى والهيكليات لعلها تواكب التحولات.. منافسات تسخن بدفء القلوب وتشتعل بنار الانتماء، جماهير متعطشة للعب الجميل والمنافسات الحرة والنظيفة ترافق فرقها في كل ملعب، وتصدح في كل مدرج بحب فرقها وتعلن وفاءها الدائم.. طموحات واحلام وهواجس غزيرة وعزيزة تراود كل لاعب ومدرب ومشجع ترصدها الاضواء وتلهث خلفها الكاميرات الباحثة عن سر هذا الحضور المثير رغم برنامج التغييب المكثف.. منظومة عمل يسيرها فريق يتحفز باندفاع وثقة كي يثبت للعالم ان هذا الشعب عصي على الانحناء، عنيد امام حتمية الاقصاء الواهمة عن ركب الرياضة العالمية.

اذن هي صافرة الاحتراف تتململ بين شفتي الحكم الاول، في اللقاء الاول، في التجربة الاولى، وفي التحدي الاكبر..
تنشد كل العيون والعقول والقلوب الى يوم افتتاح المأثرة الرياضية التي تجابه الريح العاتية التي تلبد سماءنا، وتنحت في الصخر المعيق الواقف بحقد في طريقنا، والتي نخوضها بما تيسر لنا من حب وانتماء وجسارة وعشق للوطن.

علينا ان نعترف قبل ان نحترف .. ثم ان نحترف بعقلانية وتخطيط.. علينا ان نعترف بعقلانية وواقعية اننا في ظل ظرف استثنائي، ومنذ ان ندرك هذه الحقيقة ونعمل وفقا لتعقيداتها، فاننا لن نضع اليد على الخد، ونندب حظنا العاثر وننتظر. وهذا ما كان، وهذا ما تقرر. وان لم نكن قادرين على ابتكار حيلنا المعهودة في الالتفاف على القيد فلن نكون احرارا على الاطلاق، وان لم ننجح في ابتكار صياغاتنا الخاصة للحياة فاننا لا نستحقها، وهنا مكمن التحدي.

أراني أقف حائراً في المنتصف: بين عقل يطرح مئة سؤال عن ظروف وشروط ومقومات وعوامل نجاح برنامج الاحتراف المخطط له في فلسطين، عقل يحاكم الامور في بداياتها حسب المقدمات والظروف، وفي نهاياتها حسب النتائج والخواتيم.
وبين قلب يتناغم مع كل بصيص امل ينزرع في قلب ووجدان كل رياضي فلسطيني ينهمك بحرارة وينشغل بدأب في رصف الطريق بحب وصدق من اجل نهوض كروي يقول القلب ان اولى معالمه تتبدى في تحقق هذا الحلم الجميل، حلم ان ندخل في منطومة الاحتراف بجرأة وقوة، حتى وان تغاضينا قليلا عن عقل لحوح يتأنى ويواظب على طرح الاسئلة.

اسمح لي يا سيادة اللواء جبريل الرجوب ان اختلف معك واقول ان الظروف لم تنضج تماما، ولكن دعنا نتفق ونؤكد معا باننا لن نكون الفلسطينيين الذين عرفهم العالم إن لم نواظب على مخاطبة المستحيل، وإن لم نتقن نطح المخارز.