وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد الافطار ....... يكتبها: عمر الجعفري

نشر بتاريخ: 26/08/2010 ( آخر تحديث: 27/08/2010 الساعة: 09:13 )
في اليوم السادس عشر من رمضان نقول :
أصدرت اللجنة الاولمبية الفلسطينية يوم امس بيانا يطلب من كافة الاتحادات الرياضية ابلاغها عن اي مشاركة خارجية قبل حدوثها ، وكان القرار الاهم هو تعميم اللجنة الاولمبية على كافة الاتحادت الرياضية بضرورة عدم المشاركة في اي نشاط تتواجد فيه اسرائيل نتيجة لوضعها العراقيل امام الرياضة الفلسطينية " كما قال بيان الاولمبية ".

دعوني هنا اتذكر حادثة حصلت معي عام 1977 وانا طالب في جامعة بيروت العربية حيث درست علم الجغرافيا ، ففي يوم من ايام شهر تموز وبينما كنا نستعد لتقديم امتحانات نهاية العام الدراسي في واحدة من اكبر الجامعات العربية ، واذ بسرب من الطائرات الاسرائيلية يمر فوق منطقة الجامعة الموجودة في مدينة بيروت مخترقا حاجز الصوت ، رجعنا يومها الى البيت ، فوجدنا مجموعة من الطلاب الخليجيين الذين كانوا يسكنون في نفس العمارة لا زالوا يختبئون في المدخل خوفا من غارة اسرائيلية محتملة .

تحدثنا يومها معهم عن الرجعية العربية بلغة الثوار والثوريين ، وتحدثنا عن حرب تشرين بلغة ابناء المخيم الذين سيعودون الى ارضهم بعد حين ، وعرجنا في حديثنا على الاحتلال الاسرائيلي بإعتبارنا طلاب قادمين من الضفة الغربية ، كما تحدثنا عن المقاطعة العربية التي كانت تفرضها الدول العربية على البضائع الاسرائيلية وعلى الشركات التي كانت تتعامل مع اسرائيل ، فقفز يومها احدهم من مكانه محتدا وقال : " يكفي ان دول الخليج تقاطع البضائع الاسرائيلية وتلتزم ببنود المقاطعة العربية في الوقت الذي تتسابقون انتم كفلسطينيين على شراء هذه البضائع من الاسرائيليين ،واضاف نحن نستجيب لقرارات المقاطعة العربية اكثر منكم .

هذه الحادثة ذكرتني قبل ايام بحادثة مماثلة عندما رفض لاعب التايكوندو الايراني مقابلة لاعب اسرائيلي ضمن اولمبيات الشباب في سنغافورة ، وخسر اللاعب الايراني البطولة لان بلاده واهله وفهمه السياسي والديني يرفضان اللعب مع الاسرائيليين ، وقد حدثت مثل هذه الحادثة اكثر من مرة ، حيث امتنع العديد من اللاعبين عن مقابلة لاعبين اسرائيليين تضامنا معنا او كما يقولون بالعامية "كرمال فلسطين " "ولاجل عيون فلسطين " ودعما لاهل فلسطين المرابطين .

هذا يحدث في الوقت الذي يتسابق فيه البعض على اقامة علاقات مع الاسرائليين بأخذ مجموعة من الاطفال للعب كرة القدم في الداخل أو باصطحاب مجموعة من الشباب الى احدى الدول الاوروبية لعقد لقاءات تعارفية ولازالة الجليد بين الشعبين وفق فهمهم ، يحدث هذا دون حسيب او رقيب ، في الوقت الذي يمنع لاعب فلسطيني يحمل كرة في يده من الالتحاق بمنتخب بلاده او يعتقل لاعب كرة قدم وهو قادم من غزة لا لشيء الا لسبب واحد هو ان هذا اللاعب يعشق علم بلاده ويحب كرة القدم .

ان القرار الذي اتخذته اللجنة الاولمبية جدير بالاهتمام والمتابعة والوقوف عنده ، فالقرار ومغزاه وابعاده جاءت واضحة ولا لبس فيها ، ولا تحتمل الا تفسيرا واحد ، وهو منع الاتحادات الفلسطينية من المشاركة في البطولات التي يشارك فيها الاسرائيليون لا لشيء الا لسبب واحد انهم يريدون ان يمنعوا عنا الهواء والماء والحركة .