والمخفي اعظم!!!

كتبت هبه اصلان- سياسية ٌ فذة ، تحمل جغرافيا المكان وتاريخه على كتفها ، وتتقدم ، عرفناها بمنصبها ، سمعناها تصرح وتناضل ... للتاريخ حاميةٌ ، فهي أول امرأةٍ فلسطينية تحمل حقيبة السياحة في ظل حكومة الوحدة الوطنية ، مدينة الزبابدة بمثابة الاب لها ، اما بلدها الثاني فهي المانيا التي عاشت فيها 12 عاما.

واذا سألت من تكون ، فهي وزيرة السياحة والاثار الفلسطينية الدكتورة خلود دعيبس ، التي كانت ضيفة الحلقة الاولى من برنامج " المخفي اعظم " ، الذي يبث على قناة " ميكس " وقنوات شبكة " معا " التلفزيونية.

المخفي اعظم برنامج حواري ، يقدمه الاعلامي فادي زغايرة ،الذي يزيل لنا الستار عن خفايا شخصيات معروفة جماهيريا ، سواء سياسية او اجتماعية او اعلامية ، فتجده مع فقرات البرنامج الاربع يكشف لنا شيئا فشيئا عن المفترض ان يكون خطا احمر.

الوزيرة دعيبس تحدثت عن بلدتها الزبابدة بفخر منقطع النظير ، فهي تفخر انها ابنة هذا القرية المعطاءة ،تباهت بعائلتها ، بأهلها ، بأرضها التي انتجت مثيلاتها .

هانوفر ، المدينة الالمانية الخضراء احتضنتها بأبنيتها القديمة طيلة فترة دراستها حتى حصلت على الدكتوراة ، ولها فيها من الذكريات ما يفيض .
للكلمة الف معنى ، معانيها الرمزية ، معانيها في الذاكرة والحلم .. الكلمة تخفي اعظم الاحاسيس خلف بحورها .. لكل شخصية كلماتها ، لكل شخصية سياقها الخاص ، كما لكل شخصية ما تخفي .

الحرية كلمة تتعطش لها الوزيرة ، فهي كل شيء في حياتها ، بالتأكيد لانها ابنة الشعب الفلسطيني اما المكان ، فروحه هي التي تكوّن الانسان ، فمنه تبدأ واليه تعود ، في حين التراث الفلسطيني جزء من الهوية المعرضة للخطر ، والتي تساهم من خلال منصبها بالحفاظ عليه .

د. خلود دعيبس ، ام فلسطينية حقيقية ، وان قصرت بحكم انشغالها في بعض الامور ، فالام تبقى ام عصرية حديثة في تعاملها مع ابناءها ، تسعى لان تكون لكل منهم شخصيته المستقلة.
نظرت الى صورة والديها بحنين ، فهي الابنة البكر الحنون ، التي تفتخر ببساطة والديها .
اما الرئيس الراحل ابو عمار ، فوجدت الحزن بتقاسيم وجهه ، حزن لا يخلو من الامل بالمستقبل ، نظرته نظرة شموخ وعزة ، فهو وان رحل فقد ترك لنا ما نعتاش به من فخر وعزة.
بالعمل ، وان كانت وزيرة فهي ابنة وزارة السياحة سابقا ، بين اروقتها عملت ، قدمت الكثير وجنت في نهاية المطاف حصاد عطائها ، لكن هذا الحصاد وان جعلها وزيرة ابقاها انسانة تتعامل مع الجميع بمودة لا تخلو من الاحترام.

ثلاث سنوات ونصف مضت ولا تزال ابنة الزبابدة البسيطة ، المعطاءة ، تحمل على كاهلها مهام وملفات لا تعرف اين نقطة النهاية ، فهي لا تخطط ولا تفكر كثيرا ، تفكر فقط ان امامها تحدٍ كبير وتحاول ان تسابق الزمن لتحدث الايجابي من التغيير الذي يجعلها تؤسس لما هو افضل .

هذه كانت الوزيرة خلود دعيبس ، بحزنها ، بفرحها ، بقوتها وضعفها ، هي الام الحنون ، والوزيرة التي استحقت منصبها بجدارة ، كشفنا عن خفاياها ، التي لا يعرفها الكثيرين ، معنا بكت وضحكت ، شرحت وتكتمت ، وبالنهاية كانت معنا الانسانة التي تأبى ان تكون غير ذلك .

مخرج " المخفي الاعظم " فراس عبد الرحمن ، تحدث عن البرنامج واعتبره الاول في فلسطين من حيث الفكرة والمضمون ،وقال : " تعودنا دائما من الشخصيات السياسية الجدية ، وكأنها محرومة من كل شيء ، فينسى الواحد منهم انه اب او ام لديه ابناء واحفاد ، عنده مشاعر ولديه قصص وروايات من الجميل ان يشارك غيره فيها، وهذا البرنامج استطاع ان يسلط الضوء على الشخصيات لنرى الوجه الانساني لها ، ونتطرق لمسائل اشكالية عليها الكثير من التساؤلات".

ويستضف برنامج المخفي اعظم في حلقة الليلة الدكتور مصطفى البرغوثي للغوص معه في خبايا حياته.

" المخفي اعظم " تشاهدونه كل سبت في تمام العاشرة مساء" ، على فضائية " ميكس " وقنوات شبكة " معا " التلفزيونية.