وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاسرى القدامى.. ألم متضاعف وأمل طال انتظاره

نشر بتاريخ: 29/08/2010 ( آخر تحديث: 29/08/2010 الساعة: 14:38 )
بيت لحم- معا- أعرب فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس، عن فخره ببطولات وتضحيات الاسرى القدامى وبصمودهم الإسطوري، إلا أنه في الوقت ذاته عبر عن حزنه وخجله من إستمرار احتجازهم، وعدم التمكن من تحريرهم، معتبراً أن لا معنى لأي عملية تبادل قادمة لا تشمل إطلاق سراحهم ،وبين أنه إذا استمر هذا الحال فسنجد أمامنا العام القادم أكثر من أسير وقد مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثين عاماً ، وسينضم العشرات من الأسرى لقائمة من أمضوا أكثر من عشرين عاماً ، وبدلاً من أن يسجلوا أرقاماً فإنهم سيضطرون رغماً عنهم لأن يسجلوا صفحات في موسوعة "غينتس" العالمية.

وأوضح ابو الحاج أن مصطلح " الأسرى القدامى " يطلق على قدامى الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو في سبتمبر عام 1993 ، وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في 4 آيار 1994 ، باعتبارهم قدامى الأسرى ، حيث أن أقل واحد منهم مضى على اعتقاله سبعة عشر عاماً ، فيما أقدمهم مضى على اعتقاله أكثر من اثنين و ثلاثين عاماً ، وهؤلاء ليسوا من منطقة جغرافية واحدة ، بل من مناطق جغرافية مختلفة ومنهم من مناطق تتخطى حدود فلسطين.

وأكد ابو الحاج أن لهؤلاء الأسرى القدامى حكايات وقصص طويلة تحتاج لمجلدات ولأشهر الكتاب والشعراء والمؤرخين لتدوينها ، وهم يعانون ضعف ما يعانيه الأسرى الآخرون ، ولكل منهم قصصه وحكاياته ، فهم أفنوا زهرات شبابهم خلف القضبان ، وتعرضوا لصنوف مختلفة من التعذيب وتنقلوا للعيش من سجن لآخر ومن زنزانة إلى أخرى ، وذاقوا مرارة العزل بأنواعه المختلفة ، وعاصروا أجيال وأجيال ، فاستقبلوا آلاف الأسرى الجدد ، وودعوا أمثالهم ، ومنهم من أمضى من عمره في السجن أكثر مما أمضى خارجه ، وبينهم من ترك أبنائه أطفالاً ، ليلتقي بهم ويعانقهم للمرة الأولى وهم أسرى مثله خلف القضبان كالأسير فخري البرغوثي الذي اجتمع بنجليه في سجن عسقلان ليحتضنهم لأول مرة بعد اعتقال استمر تسعة وعشرين عاماً ، والأمر نفسه بالنسبة للاسير أحمد أبو السعود الذي ترك أولاده الخمسة في السنوات الأولى من عمرهم ليلتقي هو وأحد أبناءه بعد أكثر من عشرين عاماً في السجن بدلاً من أن يلتقيا في منزل العائلة كباقي الناس.

وأضاف أن منهم من كبر أبناؤه وتزوجوا، واكتفى لأن يرسل لهم ببعض الكلمات كهدية بمناسبة زفافهم بدلاً من أن يحضر حفل الزفاف بنفسه، ومنهم من فقد والديه أو احداهما ، دون أن يُسمح لهُ بأن يُلقي ولو حتى نظرة الوداع الأخير عليهما قبل الدفن ، وبعضهم محروم من زيارة الأهل منذ سنوات، و الكثير منهم لم يرَ أحبة وأصدقاء له منذ لحظة اعتقاله، بل ونسى صورهم وملامح جيرانه وحتى أقربائه.

وعن أوضاعهم المعيشية والصحية يؤكد ابو الحاج أنهم يعيشون كباقي الأسرى، فلا اعتبار لكبر سنهم أو لعدد السنين الطويلة التي أمضوها وآثارها السلبية عليهم من جراء ظروف السجون التى هي أصلاً لا تتناسب وأبسط الحياة البشرية وتفتقر لأدنى الحقوق الإنسانية ، وإلى وسائل الرعاية الصحية، وهم يعيشون مع باقي الأسرى في ذات الظروف الإعتقالية القاسية ويتعرضون لما يتعرض له الأسرى من معاملة غير إنسانية واستفزازات يومية وقمع متواصل ومداهمة غرفهم بشكل مفاجئ ليلاً ونهاراً واجراء تفتيشات استفزازية ، وفي أحياناً كثيرة ولأتفه الأسباب تقدم الإدارة على عزل بعضهم في زنازين انفرادية ، كما وتجري تنقلات مستمرة لهم خشية من تأثيراتهم على الأسرى ولإحداث ارباكات وعدم استقرار داخل السجون ، مما يعني جدلياً معاناة للأهل ، حيث عليهم التنقل معهم متحملين اشكال مختلفة من العذاب والمعاناة.

وأعرب ابو الحاج عن قلقه الشديد على أوضاعهم الصحية ، حيث أن جميعهم يعانون من أمراض مختلفة وبدرجات متفاوتة ، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد ، مما يفاقم أمراضهم ويؤدي الى استفحالها ، ويعرض حياتهم للخطر ، ومنهم من يعاني من أمراض خطيرة تستدعي عمليات عاجلة ، ولكن نادراً ما يتم نقل أحدهم إلى ما يسمى مستشفى سجن الرملة ، في ظل نقص العلاج الضروري وعدم السماح بادخاله من الخارج وهذا مخالف لكل الإتفاقيات الدولية التي تلزم الدول الحاجزة على توفير العيادات المناسبة والعلاج والأدوية الضرورية ، وجزء منهم إلتحقوا بقافلة شهداء الحركة الأسيرة ، بعد ان ساءت وتدهورت اوضاعهم الصحية ، ورفض سلطات الإحتلال الإفراج عنهم رغم مرور سنوات طوال على اعتقالهم مثل الأسير محمد حسن ابوهدوان من القدس، والذى استشهد فى مستشفى اساف هروفيه الاسرائيلى بتاريخ 4-11-2004 ، بعد أمضى (19 عاماً) في الأسر، وأيضاً الأسير يوسف دياب العرعير من غزة والذي استشهد في سجن الرملة بتاريخ 20-6-1998.

وتطرق ابو الحاج في معرض تقريره الذي يسلط الضوء من خلاله الى عمداء اسرى القدس وقطاع غزة وفلسطيني الداخل ، إلى الموقف الإسرائيلي منهم، مؤكداً أن حكومات الإحتلال المتعاقبة لا زالت متمسكة بشروطها ومعاييرها المجحفة الظالمة ، حيث تصف هؤلاء القدامى ( بالأيادي الملطخة بالدماء ) ، وبالتالي ترفض إطلاق سراحهم ، وبالتالي تم استبعادهم من الإفراجات التي أعقبت اتفاق أوسلو والإتفاقيات الأخرى ، ومن كافة الدفعات التي أطلق سراحها خلال إنتفاضة الأقصى، ليس هذا فحسب بل عملية التبادل مع حزب الله في يناير 2004 لم تتضمن هي الأخرى أيٍ من هؤلاء الأسرى القدامى أيضاً.

فؤاد الرازم (عميد الاسرى المقدسيين)

(قريباً من القدس وفي سلوان تحديداً ولد وعاش طفولته البريئة، نما وترعرع في جنبات الأقصى، حيث تلقى تعليمه الأساسي والإعدادي في مدرسة سلوان، وأكمل دراسته الثانوية في "مدرسة الأمة" بالقرب من المسجد الأقصى المبارك)،بهذه الكلمات ابتدأ ابو الحاج سرد حكاية الاسير الرازم والذي اعاد التذكير بسيرته التي تلتها شقيقته له، فهو عميد الأسرى المقدسيين والمحكوم عليه مدى الحياة، حيث تحدثت شقيقته عن مراحل حياته منذ الطفولة والشباب وصولاً للإعتقال وما بعده.

وتذكر نبيله أن شقيقها فؤاد قاسم عرفات الرازم الذي ولد بتاريخ 9/12/1957 قد تعلق بالقدس والوطن كتعلق الطفل بأمه، وكانت لواقعة تل الزعتر دور كبير في صياغة طريقة تفكيره.

وتردف: (خلال دراسته في مدرسة الأمة كان يقف وراء تنظيم الأنشطة الطلابية وفي مقدمتها المسيرات الإحجاجية، عدا عن كونه إنسان ملتزم أخلاقيا ومتدينا ومنخرطا في حفظ القرآن الكريم، وما أن أنهى دراسته الثانوية بمعدل 87 % حتى التحق في كلية الدعوة وأصول الدين في بيت حنينا التابعة لجامعة القدس وكان أثناء ذلك يعمل إماما وخطيبا في مسجد البلدة).

وتذكر شقيقته "بأنه ورغم صغر سنه إلا إنه كان من المواظبين على الصلاة في مسجد الأقصى ومن ثم قرر الحج إلى بيت الله الحرام وبعد أن عاد بأيام حصل ما لم يكن في حسباننا، عشرات من الجنود يقتحمون المنزل والمستهدف هو فؤاد، إعتقل وتم اقتياده إلى أحد مراكز التحقيق".

جلسات التحقيق والنطق بالحكم

وحول ما جرى اثناء التحقيق يقول ابو الحاج (تعرض فؤاد لتعذيب شديد وقاس خلال فترة التحقيق لإرغامه على الاعتراف ولكنه رفض، واثر ذلك قامت قوات الإحتلال وفي خطوة للضغط على فؤاد باعتقال والديه لإرغامه على الإعتراف، واستمر احتجازهم لمدة يومين، ولم يطلق سراحهم إلا بعد ان تردت حالتهم الصحية، وخصوصاً الأم التي كانت مريضةً أصلاً، حيث تم الإفراج عنهم على الساعة الرابعة فجراً، حينها كان الجو ماطراً والبرد شديداً ما حتم نقلهما إلى المشفى للعلاج).

ومن اجل زيادة الضغط عليه تقول نبيلة (أصر فؤاد على موقفه، وبعد فترة وجيزة عادت قوات الإحتلال الكرة ولكن هذه المرة إعتقلتني أنا مع والدتي وسُقنا مباشرةً إلى فؤاد في غرفة التحقيق، حيث بدت عليه علامات التعذيب والإرهاق وقال له المحققون: "إذا لم تعترف فأنت تعلم ما سيجري بحق شقيقتك وأمك"، فقلت له وقتها: "لا تهتم فؤاد، أنت ليس الأول ولا الآخر من الذين يعتقلون، إصبر"، وما أن سمعونا حتى أخرجونا بالقوة وهجموا علينا ورمونا في غرفة لمدة 12 ساعة ).

ويقول ابو الحاج بعد 36 جلسة سابقة من المحاكمات جاء وقت النطق بالحكم في 9/6/1982، حيث سُمح لوالدته فقط بالحضور وبقي أفراد الأسرة خارج مبنى المحكمة بانتظار إصدار الحكم، وبعد النطق بالحكم الظالم لثلاث مؤبدات وأحد عشر عاماً، هجم فؤاد مع أحد زملائه على القاضي، ولكن الحراس رشوهم بالغاز المسيل للدموع وأوسعوهم ضرباً حتى فقد فؤاد وعيه داخل المحكمة وقُيد ونُقل إلى سجن الرملة، وخرجت والدته وقتها تصيح وتبكي وتقول قتلوا فؤاد).

الحرمان من الزيارة لفترة طويلة وتردي حالته الصحية

وحول ذلك يقول ابو الحاج (بالرغم من الطلب المتكرر لفؤاد لرؤية والدته المريضة، إلا أن الاحتلال رفض ذلك بالمطلق، وبقي فؤاد ست سنوات دون أن يرى والدته وهو لا يدري بأنها في الأيام الأخيرة من عمرها، وشاء القدر بان توافق إدارة السجون بعد تدخل العديد من الوساطات على السماح لوالدة فؤاد بزيارة ابنها، ولكن لم يكن يتوقع فؤاد بان تأتيه والدته وهي مسجاة على سرير في سيارة إسعاف، ولا تقوى حتى على النطق، ليراها للمرة الأخيرة وليذرف دموع الحزن و لم تمض إلا 13 يوما حتى فاضت روحها إلى السماء).

وتكشف نبيلة بان شقيقها يعاني من مشاكل صحية أبرزها مشكلة في العينين بالإضافة إلى آلام في المعدة وضعف بالحجاب الحاجز، وذلك بسبب التعذيب ، لكن إدارة مصلحة السجون ترفض علاجه أو تمكينه من ذلك.

عميد اسرى قطاع غزة (سليم الكيال) زار معظم السجون فمتى يحط في بيته

قرابة قرابة سبعة وعشرين عاما قضاها متنقلاً بين السجون الإسرائيلية؛ التي دخلها منذ أن كان في ريعان شبابه، ليصبح بعد هذا الوقت الطويل والمؤلم، عميد أسرى القطاع كما انه سينضم مجبراً غير مخير إلى قائمة الأسرى القدامى ، ويزيد ابو الحاج في معرض كلامه عن الاسير الكيال ، الأسير سليم علي إبراهيم الكيال (أبو دعاء)، ولد في عام 1953 في حي الزيتون في مدينة غزة، تزوج بعد أن حصل على شهادة الدبلوم في الميكانيكا ولديه ابنةً أسماها دعاء.

طفولته واعتقاله

يقول ابو الحاج ان شقيقه أبو إسماعيل الكيال تحدث عنه بالقول(عرف سليم منذ طفولته على انه هادئ، ولكنه في ذات الوقت اعتقل ثلاث مرات من قبل جيش الإحتلال في الفترة بين عامي 1976 و1982، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة إثر إعتقاله الرابع والأخير عام 1983).

ويضيف ابو الحاج على ما قاله شقيقه (الأسير الكيال والذي يبلغ عمره الآن 57 عاماً سيدخل عامه الإعتقالي الـ 26 ، مأسور الآن في سجن نفحة الصحراوي بعد أن زار معظم سجون الإحتلال، متنقلا بينها، ليوقع على جدران زنازينها إني مررت من هنا وسطرت معاناتي الكبيرة).

ولدت وزفت لبيت زوجها بسكب الدموع على غياب الوالد

ويضيف أبو إسماعيل: (بعد زواج سليم بشهور قليلة تم إعتقاله وكانت زوجته حينئذ في شهور الحمل الأولى، ولدت إبنته دعاء بعيداً عن حضنه ورعايته، الأمر الذي جعل من ولادتها مناسبة لاسترجاع الآهات وسكب الدموع على الفراق والبعد، فكبرت دعاء في حضن والدتها المكلومة، دون أن تظفر بتقبيل والدها، أو حتى ملامسة جسده أو رؤية وجهه دون عازل أو قضبان حديدية).

ويشير الى أن ابنة أخيه دعاء، التي أصبحت في هذه الأيام فتاة كبيرة وخُطبت، دأبت على تأجيل موعد زفافها، أملاً بخروج والدها من السجن، ولكن في نهاية الأمر إضطرت الى الزفاف لبيت عريسها دون أن يخرجها والدها من بيت أهلها بيده، وكتب على العائلة أن يكون يوم زفاف إبنتهم مناسبة لسكب الدموع الأليمة على فراق الأب.

الحالة الصحية

وحول حالته الصحية اوضح ابو الحاج من ان الأسير سليم الكيال يعاني من عدة أمراض أخطرها السكري والضغط في ظل الإهمال الطبي المتبع من قبل إدارة مصلحة السجون، وان القلق يحوم حول حالته الصحية التي تزداد سوءا كلما ازدادت ايا وسنين اعتقاله وان وضعه الصحي صعب، نتيجة لآثار سنوات السجن الطويلة ونقص الرعاية الطبية اللازمة، في السجون الإسرائيلية.

ويردف ابو الحاج قائلا (انقضت ثلاثة اعوام، منذ أن منعت سلطات الإحتلال أسرى قطاع غزة من زيارات ذويهم، لم يرى فيهما الكيال اهله وذويه، فآخر زيارة له كانت قبل ثلاثة اعوام، وفي الفترة التي سبقت ذلك كانت الزيارة مسموحة لزوجته وشقيقه الأكبر فقط، كل أسبوعين مرة).

أما والدة الأسير سليم فما زالت تتمنى أمنيةً واحدةً في حياتها، وهي أن ترى إبنها وهي على قيد الحياة، ويضيف أبو إسماعيل ،دائما تقول الوالدة أتمنى أن أرى سليم قبل الموت ويكفيني أن أراه حتى لو كلفني ذلك موتي مباشرة بعد رؤيته.

سامي يونس اقدم اسير من أراضي 48، (27 عاما) في الاسر وعتمة الزنازين

شيخ هرم، أكل الشيب رأسه وأصبح ابيضاً، لا ضير فذلك الأمر حتمي إذا تحدثنا عن شخص أصبح عمره يشارف 79 عاماً، أتعبته الأمراض والمعاناة ولا زال مأسوراً ،بهذه الكلمات وصف ابو الحاج الأسير سامي خالد سلامة يونس (أبو نادر) ولد بتاريخ 5/1/1932 في قرية عارة في أراضي الخط الأخضر، وعاش طفولته فيها، كبر ونما وكان يرى ويسمع ما ألم بقومه من معاناة وتمييز عنصري.

ويضيف ابو الحاج كوثر إبنة الأسير التي تركها وهي فتاة صغيرة، تتحدث عن والدها الأسير، وتذكر بأنه كان إنسان حنوناً يعمل بكل ما أوتي من قوة حتى يوفر الحياة الكريمة للعائلة، حيث كان يعمل سائق سيارة أجرة.

كيف جرى الاعتقال؟

يصف ابو الحاج عملية الاعتقال بقوله ( بعد منتصف الليل، وفي بلدة عارة من قرى المثلث، بتاريخ 5/1/1983، بصورة وحشية اقتحمت عشرات السيارات العسكرية بلدة عارة وطوقت منزل الاسير سامي، وقد اصيبت العائلة بالدهشة فلم يعهد عن أي منهم بأنه قد تعرض للإحتلال وتسائلت من المطلوب؟ بعد قليل ذهل من في البيت عندما أدركوا بأن الهدف من العملية هوالوالد سامي، حيث تم نقله إلى مركز تحقيق ومكث عدة شهور حيث وُجهت له عدة تهم).

الحكم

يقول ابو الحاج(في البداية أصدرت المحكمة حكماً بالإعدام ضد سامي وهذا جعل الجميع يصاب بصدمة أكبر، ولكن وبعد أن قدم له بالاستئناف تم تخفيض الحكم، حيث أصدرت المحكمة حكماً بالسجن مدى الحياة، وان كان هذا حكماً هو الأخر ظالماً ومؤلماً إلا انه يبقى أفضل من الإعدام، لأنه الأمل بالإفراج يبقىً).

ويشير ابو الحاج الى أن الاسيرسامي( يعتبر حالياً عميد الأسرى الفلسطينيين من داخل أراضي عام 48، بل إنه يشكل حالة فريدة في تاريخ البشرية، فعمره اقترب من الثمانين، وما زالت دولة الإحتلال تستمر في أسره ومفاقمة معاناته).

الامراض المزمنة

ولفت ابو الحاج انه من خلال ما افادت به عائلة سامي وبعض الجهات التي تتابع قضايا اسرى الداخل يعاني سامي من أمراض عديدة وأنه أصيب بجلطة قلبية، كما انه أجرى عملية لإزالة ورم في الأمعاء، ويعاني من إلتهابات في المفاصل والعينين والأذنين، الأمر الذي يتطلب تناوله لحوالي عشرين حبة من الدواء يومياً، وهذا بحد ذاته يتطلب أن تتوفر له عناية خاصة، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا إذا كان بين أهله.

ويعتبر أبو نادر حالياً واحداً من بين أهم الأسرى القدماء في سجون الاحتلال، حيث يعتبر مسئولاً عن تنظيم الفعاليات في السجن، ويلعب دوراً كبيراً في حل أي إشكالية تقع في السجون بحسب ما تقوله بينه ابو الحاج.

الوصية

يقول ابو الحاج ان سامي وبعد ان قارب الثمانين ولم يبق من الحياة إلا وقتاً، وفي ظل عدم تمكنه من الخروج، يوصي أهله دائماً بان يتمسكوا بحقوقهم حتى لو آخر يوم في حياتهم.

وتكشف كوثر بان والدها أوصى العائلة، أنه في حال توفي في سجون الاحتلال أن يأخذوه إلى بلدته وبيته حيث قال لهم (إذا مت واستلمتم جثتي من إدارة السجون، فلا تستعجلوا في دفني، خذوني إلى بلدتي واتركوني قليلاً في البيت انغمس في الذاكرة وأودع المكان الذي أحببت).

وتذكر بان والدها ما زال لديه الأمل بأن يرى النور وخصوصاً في أعقاب الحديث عن وجود بوادر لإبرام إتفاق تبادل للأسرى(والدي في كل الصفقات الماضية كان يصاب بالإحباط واليأس لأنها كانت تستثني فلسطينيي أراضي الخط الأخضر، ولكنه في هذه المرة يعول كثيراً على عملية التبادل الآتية، وكله أمل بان يتم النظر إلى أسرى أراضي 48 أنهم جزء لا يتجزأ من الأسرى الفلسطينيين، وعدم الخضوع لشروط الإحتلال الذي يريد أن يستثنينا من عمليات التبادل).