|
مهام الاعلام الرياضي وقطار الاحتراف * بقلم : سامي مكاوي
نشر بتاريخ: 30/08/2010 ( آخر تحديث: 31/08/2010 الساعة: 15:56 )
مهام الاعلام الرياضي وقطار الاحتراف
الصفحات الرياضية لصحفنا الفلسطينية الثلاث : القدس ،الايام و الحياة الجديدة يبدو انها تسير في سكة متوازية مع انطلاق دوري المحترفين لكرة القدم .فقد ابدعت و تألقت الصفحات المحلية بشكل لم نعهده من قبل الا ما ندر ، و ما يثير الانتباه هو الرصد الرقمي و الاحصائي للفعاليات و الاحداث الرياضية المنبعثة من المباريات حتى ان هذه الصفحات صارت وجبة يومية شبابية تدور نقاشات حولها في الاندية و ساحات اللعب ، على عكس ما كان متبعا في السنوات العشر الماضية حيث ان المساحة الكبرى كانت مخصصة لخدمة الاعلان او لنشر ماتبثة و كالات الانباء العالمية (و كالة الانباء الفرنسية او الالمانية )... و كان الفارق الزمني بين الحدث و نشر تفاصيله اربعة و عشرين ساعة او اكثر ، اما ما ينشر حول المباريات فكان المصدر مراسلون ومتطعون يحبون ان يروا أسماءهم منشورة في الجرائد اليومية مما يرهق المحرر الرياضي في جعل الخبر قابلا للنشر ، و بالتالي فان تلك التعليقات لم تكن تغري القاريء العادي، كذلك لم تكن لعين الكاميرا الرياضية المحلية مكانا بارزا في الصفحات الرياضية الا ما ندر ... الآن تغير الحال او هو آخذ طريقة لأن يقفز قفزات واسعة اراها في الاسباب الآتية : • الدور النقدي التشجيعي للواء جبريل الرجوب لحال الاعلام الرياضي و الحث الدائم على التغيير مجاراه للحقيقة الرياضية التي خرجت من قمقها منذ اكثر من عامين مضيا . • تفوق الاعلام الرياضي الاليكتروني بريادية ( وكالة معا للاخبار)الذي سرع عملية نشر الخبر والمقالة والتعليق والنقد الرياضي في سباق مع الزمن ، و جعل من الموقع جل اهتمام الرياضيين في الملاعب و المكاتب ،بل و تعدى ذلك الى سفارات دولة فلسطين في العالم و كذلك في تجمعات الجاليات الفلسطينية في المهاجر و الشتات . • المبادرة الحالية و المشكورة لإدارة الصحف المحلية لدعم عملية تطوير الكلمة و الصورة الرياضية لتساير اهتمام الشباب و لدعم تطور رياضة كرة القدم . • انطلاق دوري المحترفين لاول مرة في فلسطين ،و لان الاعلام الرياضي هو (ترمومتر)المستوى ، و هو المحرك و الدافع للاعب و الجمهور و المدرب و النادي و الحكم و الشبل , فقد أخذ المحررون الرئيسيون للصفحات الرياضية على عاتقهم مواكبة هذه الظاهرة التي ان نجحت ستنقل كرة القدم و فلسطين الى المحافل الرياضية العربية و الاقليمية ، وهذا بحد ذاتة هدف رئيسي للقيادة السياسية الفلسطينية . و انطلاقا من هذا التغيرات اصبح الاطلاع على الصفحات الرياضية ضرورة يومية كفنجان قهوة الصباح . و اخيرا أحب ان أسجل ملاحظتين أراهما جديرتان بالاهتمام : الملاحظة الاولى : الاتجاه نحو تربية كوادر شبابية فلسطينية قادرة على إجراء التحليل الرياضي للاحداث ، وقد سبقنا في ذلك خبراء عرب نذكر منهم الخبير المصري الراحل عبدة صالح الوحش و الخبير التونسي عبد المجيد شتالي و المصري حسن المستكاوي و السوري ياسر علي الذيب . و من مراحل التحليل الرياضي جمع المعلومات و اجراء اللقاءات و جمع الوثائق و التواجد قرب الحدث و متابعته و تدوين الملاحظات ووضع اسماء اللاعبين حسب مواقعهم في الملعب فوق رسم مصغر و معرفة طرق اللعب و الجمل التكتيكية و اداء اللاعبين و السيطرة على منطقة المناورة و الهروب من الرقابة و التغطية و اللاعبون المؤثرون في مسارات اللعب و التغييرات التي يحدثها المدربون . مع الاشارة الهامة الى المهارة الفنية للاعبين و التكتيك الفردي و الجماعي و مدى جرعات التحضير المعنوي ثم استعراض البطاقة الفنية لتاريخ و مكان المباراة و الطقس السائد و الجمهور و التشكيلات و الطاقم الفني و النتيجة النهائية و اسماء محققي الاهداف و العقوبات بعدها تأتي المراجعة الشاملة لتقرير التحليل مع اجراء النقد الذاتي للمحلل جريا نحو الاجادة . و اخيرا فان النقد الرياضي هام جدا لتوضيح الصورة و نحن في اعلامنا نحتاج الى هذا المؤشر الذي ما زال الكثيرون في الوسط الرياضي يخافونه بل ويهاجمونه. ان الوظيفة الرئيسية للنقد الرياضي هي بيان المحاسن و المساوىء في محاولة لتقوية المحاسن و التقليل من المساوىء ، ولايمكن للرياضة الفلسطينية ان تنجح دون ان نفتح صدورنا لابداء وجهات النظر النقدية بحرية تامة .... مع انطلاق قطار دوري المحترفين يجب ان نعي اهمية التغيرات بدءا من النفوس و العقول و ان يحتل المكان المؤثر كل قادر على التغيير للأحسن والأسرع والأقوى . |