وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأسيرات وسنين العمر التي تمضي وكابوس سن اليأس

نشر بتاريخ: 30/08/2010 ( آخر تحديث: 30/08/2010 الساعة: 18:17 )
هناك بعض الأمور التي نتردد في الحديث عنها والخوض في غمارها لان الحديث فيها به من الإحراج ما به ولأننا كمجتمع فلسطيني لم ننضج بعد في نقاش مثل هذه المواضيع التي نصنفها في كثير من الأحيان بالمواضيع المحرجة.

من المعروف أن للفتاه طبيعة خاصة وفسيولوجيا معينه تجعل من موضوع العمر موضوع له خصوصية وكلما مر عام على الفتاه كلما قلت فرصها في الزواج وبالذات بعد عمر معين .

موضوع نقاشي ومحور حديثي فجره حديث لي مع أخت فاضلة وأسيرة محرره جلست معها وسألتها عن حال الأسيرات ومن بين ما قالت لي أن آخر أسيره ودعتها قالت لها ممازحه "بلغي سلامي للدكتور محمود الزهار واخبريه أن سنيين العمر تمضي ونريد انجاز الصفقة بسرعة" الكلام كان تحت إطار وباب المزاح بين أختين الأولى تحررت والثانية محكومه بالمؤبد وهي غير متزوجة ولكن للحديث معاني كثيرة وأفكار كثيرة وهواجس تخيم في عقل كل فتاة .

قد تكون رسالتي من هذا المقال وصلت وقد يكون الخوض في الحديث عن هذا الموضوع سيعرضني لانتقاد من قبل البعض ولكنه الواقع الذي انبريت أدافع عنه بما املك من رأي وقلم وكلمات أحاول أن اجمعها لتكون موضوع قابل للنقاش والحديث .

واقع الأسيرات في سجون الاحتلال غاية في الصعوبة على جميع الأصعدة وأنا هنا سأتناول موضوع العمر وسنينه التي تمضي خلف القضبان وعدم وجود موعد محدد للإفراج وهواجس التغيرات الفسيولوجية والشيب الذي بدأ يتسرب إلى الشعر والتجاعيد التي بدأت تزيد مع مرور الأيام وسن اليأس الذي يقبل بسرعة معلن وصول الفتاه لسن يصعب بعده الحمل كلها أمور موجودة في تفكير الأسيرة وذوي الأسيرة وكأن المصير المفروض عليها أن تبقى بلا أسره وبلا بيت فقط لأنها ناضلت من اجل تراب هذا الوطن

هل لأنها ضحت وناضلت عليها أن تبقى تعاني ما تبقى لها من عمر وتمنع من تكوين أسره وإنشاء بيت وتبقى تحتضن أبناء شقيقاتها وأشقاءها تحاول أن تعوض من خلالهم عاطفة الأمومة التي انتزعت منها بسبب بقائها مدة طويلة داخل الأسر.... سؤال لن أجيب عليه وساترك الإجابة مفتوحة كل حسب رأيه.

أمر أخر وظاهره بت الحظها كباحث مختص في مجال الأسرى وكعامل في هذا الحقل منذ حوالي العقد وهو أن اغلب الأسيرات المحررات غير متزوجات وهناك ابتعاد عن الاقتران بهن وهنا يجب أن نفرق بين تقدير المجتمع لهن وبين نظرة الشباب وميوله وكأن الاقتران بأسيره محررة أمر ليس سهل فهي خاضت تحقيق قاسي وتعرضت لظروف صعبه وان شخصيتها قويه .

هذه نظره خاطئة وحكم مسبق على الأمور فسنين السجن التي سرقت من عمر زهراتنا ما سرقت لن تستطع أن تسرق منهن أنوثتهن وجمال روحهن ونقاء سريرتهن وصفاء فكرهن فالفلسطينية أنثى بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وقد تمتاز الأسيرة المحررة عن غيرها من البنات والنساء بأنها خاضت تجربة لم يخضنها أكسبتهن الحنان والمعرفة والروح الخلاقة.

هذه كلمات خطرت في بالي وموضوع للنقاش اطرحه لعلنا نجد من يضيف عليه ويطوره ويصبح الأمر موضوع للنقاش تعقد له ورشه عمل تحلل الأمر وتخرجه بطريقه علميه أكثر تفصيلا.
وآمل أن تكون رسالتي من المقال وصلت فسنين العمر تمضي على أسيراتنا في سجون الاحتلال وتمر، ومع كل يوم يمر تقل فرصهن ويتغير شكلهن ويصبن بضيق .

آن الأوان أن يطلق سراح أسيراتنا وان نعمل كل ما يجب من اجل الإفراج عن حرائر فلسطين وماجداتها المختطفات في سجون الاحتلال.


كاتب و باحث مختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين 30/8/2010