وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صورة قلمية:في قراوة بني حسان الصراع على طريق الحرية ما زال مفتوحاً!

نشر بتاريخ: 01/09/2010 ( آخر تحديث: 01/09/2010 الساعة: 20:53 )
بيت لحم - معا - يلخص طريق الحرية في قراوة بني حسان، والذي جرى افتتاحه صباح اليوم من قبل رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وأهالي البلدة، قصة صراع مع الاحتلال.. فأهل القراوة، الذين تنادوا في بداية العام لمنع مستوطني "خفات يئير العشوائية" من السيطرة على نبع النويطف، أظهروا إرادة عنيدة ليس فقط في مواجهة المستوطنين ومحاولاتهم سرقة أراضي ومياه البلدة، بل وكذلك أثناء قيامهم بشق الطريق والسعي إلى تعبيده.

فبعد تعهد د.سلام فياض بالاستجابة لمطالب الأهالي، بشق الطريق الرابط بين البلدة والنبع، لدى إحيائه لذكرى يوم الأرض في آذار الماضي بالتضامن مع أهالي ومزارعي البلدة، لتمكينهم من الوصول بيسر وسهولة إلى النبع الذي يبعد حوالي كيلو متر ونصف عن وسط البلدة، كان العمل قد بدأ بعد أيام من تلك الزيارة وإتصل الليل بالنهار للإسراع في إنجازه .. نعم كانت المعركة والسباق مع الزمن يحتدان يومياً تارة باعتراض الجيش على العمل، وأخرى بمحاولة وقفه، وثالثة بمصادرة معدات الشركة المنفذة... وأخيراً بالتهديد بإزالته، وعلى نفقة البلدية التي لم "تلتزم" حسب إدعاء الجيش لأخطارات جيش الاحتلال وأوامره!!

بالمقابل الأهالي وصلوا، وعلى مدار أشهر، الليل بالنهار للتأكد من إكمال العمل وكأن كل واحد منهم، من رئيس البلدية وحتى أخر فرد في البلدة يحاول تأكيد مشاركته وشرف الإسهام في انجاز هذا الطريق.

نعم... لقد سادت أجواء، تشبه حالت الحرب التي تدور رحاها بين أهل البلدة البسطاء وحاجتهم للطريق الذي يوصلهم لمياه النبع ولأرضهم وحقهم في الحياة عليها وحمايتها من عدوان المستوطنين عليها، وبين الاحتلال وجيشه ومستوطنيه وأطماعهم في السيطرة، وتهديدهم بالتدمير والتخريب.

وحتى اللحظة فقد تمكن أهالي البلدة من تحقيق الانتصار رغم أن المعركة لم تنته بعد... فخشية الأهالي ما زالت قائمة من تنفيذ وعيد الاحتلال بالتدمير والإزالة... ولكن إرادة الأهالي وعنادهم لم يتراجع، بل يتعزز بوعد فياض لهم، ليس فقط في تنفيذ وعده وتعبيد الطريق ومتابعته لذلك يومياً. بل وعده الساري بأن من حق أهالي القراوة أن يكون لهم طريقهم، ويحموا أرضهم وماءهم، وأن يكون لهم منتزههم بل وحديقتهم الوطنية، وأن يعيشوا بحرية وكرامة، كباقي خلق الله من شعوب الأرض. وإن نفذ المحتل وعيده بالتخريب والتدمير، فسيكون أهالي قراوة بني حسان على موعد مع إعادة البناء، وفوراً. نعم هم يدمرون ونحن نبني... هم يزرعون الموت والدمار ونحن نسعى للحياة والاستقرار.

هذا الوعد والالتزام بتنفيذه هو الذي جعل أهالي البلدة، كما قال رئيس بلديتها، يطلقون اسم فياض على الشارع وفاءً له على وفائه لوعده، الأمر الذي لم يفرح سلام فياض كثيراً، فكتب لهم يشد على أياديهم، ويرجوهم بإطلاق اسم "طريق الحرية" على الشارع وهذا ما كان ... ومع ذلك فما زال الصراع على طريق الحرية مفتوحاً.

ويبقى السؤال هل تنجح مفاوضات واشنطن بانهاء الصراع على طريق الحرية وفتحه... لتنفتح بعد ذلك جميع الطرق باتجاه الوطن الحر المستقل؟