وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فروانة: نجاح المفاوضات مرهون بكيفية تناولها وتعاطيها مع قضية الأسرى

نشر بتاريخ: 02/09/2010 ( آخر تحديث: 02/09/2010 الساعة: 11:21 )
غزة- معا- اعتبر الأسير السابق، الباحث المتخصص بقضايا الأسرى، عبد الناصر فروانة، أن نجاح المفاوضات المباشرة والتي اعلن عن انطلاقها اليوم، مرهون بكيفية عرض قضية الأسرى واستعراض أهميتها وانعكاساتها على المنطقة ودرجة تمسك الشعب الفلسطيني بها، ومدى استعداد "اسرائيل" للتخلي عن مماطلتها وشروطها، ومدى تفهم الأطراف الراعية للمفاوضات لذلك، وآلية تعاطيها وتجاوبها معها ودرجة نزاهتها وانصافها وضغطها على تل ابيب للالتزام بتنفيذ استحقاقاتها بما يساهم في استمرار المفاوضات وإنجاحها .

ورأى فروانة بأن استمرار إسرائيل بتمسكها بمعاييرها وتنصلها من استحقاقات نصوص الاتفاقات السابقة المبرمة مع السلطة الوطنية ذات العلاقة بالأسرى وإصرارها على استمرار احتجاز مئات الأسرى منذ عشرات السنين ورفضها إطلاق سراحهم، واستخدامها لهذه القضية كورقة للابتزاز والمساومة وتحويلها لـ "بادرات حسن نية"، سيقود بالتأكيد الى فقدان الثقة بالمفاوضات والحكم عليها بالفشل، على اعتبار أن قضية الأسرى هي المعيار الأساسي لنجاح المفاوضات.

وفي الوقت ذاته ناشد فروانة الرئيس "أبومازن " والوفد المفاوض، بوضع قضية الأسرى على سلم أولويات المفاوضات، والتمسك بالإفراج عن "الأسرى القدامى" منذ ما قبل اتفاقية أوسلو 1993، كاستحقاق سياسي لاتفاقيات سابقة وتحديداً "اتفاقية شرم الشيخ الموقعة في سبتمبر 1999 "، واعتبار ذلك مقدمة أساسية لإطلاق سراح كافة الأسرى، وشرطاً أساسياً لاستمرار المفاوضات ونجاحها على قاعدة أن قضية الأسرى من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها أو التخلي عن أجزاء منها، وأنها بوصلة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشار فروانة، إلى ضرورة إطلاق حملة تضامنية واسعة جداً وبأشكال متعددة تضامناً مع الأسرى تتزامن مع بدء المفاوضات، وذلك بهدف إبراز معاناتهم أمامالعالم أجمع، وظروف احتجازهم وما يتعرضون له من انتهاكات فظة وجرائم خطيرة، لا سيما القدامى والأطفال والمرضى والنساء. مؤكداً واستناداً لتجارب سابقة بأن حملة من هذا القبيل ستظهر للعالم مدى أهميتها ومكانتها لدى الشعب الفلسطيني، وهي وسيلة مهمة جداً لدعم المفاوض الفلسطيني وتعزيز موقفه من هذه القضية.

ودعا فروانة الجانب الفلسطيني إلى ضرورة تقييم التجربة الماضية بما حملته من ايجابيات وسلبيات، والاستفادة منها وتجاوز الأخطاء والثغرات التي تخللتها، ولإشراك المتخصص دوما بقضية الأسرى في جولات المفاوضات اللاحقة.

وتوقع فروانة بأن تقدم "إسرائيل" على الإعلان عن استعدادها لإطلاق سراح المئات من الأسرى عشية عيد الفطر السعيد كبادرة "حسن نية" لدعم المفاوضات.

وفي هذا السياق قال فروانة بان الإفراج عن أي أسير هو مكسب فلسطيني وانجاز ولكن يجب أن يتمسك الجميع بضرورة المشاركة في اعداد القوائم والمطالبة الملحة بشمول هذه الإفراجات الأسرى القدامى، وهنا سيتجلى الموقف الإسرائيلي بوضوح من عملية التفاوض ومدى جديته بديمومتها ونجاحها.

ودعا فروانة العالم أجمع والأطراف الراعية للمفاوضات والمهتمة بها والمؤيدة لها، أن يدركوا بأن الشعب الفلسطيني لم ولن يقبل بمفاوضات سياسية لا تكفل الإفراج عن أسراه، وأنه لا يمكن الحديث عن استمرار المفاوضات ونجاحها دون أن يتزامن ذلك مع إطلاق سراح أسرى قدامى ضمن جدول زمني واضح وملزم.