وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"يا لعيب يا خريب ".. حماس تطلق النار على المفاوضات المباشرة

نشر بتاريخ: 03/09/2010 ( آخر تحديث: 03/09/2010 الساعة: 00:35 )
رام الله - معا - "يا لعيب يا خريب"، هل تنطبق هذه المقولة الشعبية، على ما نفذه الجناح العسكري لكتائب عزالدين القسام بصورة مفاحئة لعمليتين عسكريتين في الخليل ورام الله، الامر الذي اعتبره مراقبون ومحللون يحمل في طياته اكثر من رسالة، اولها رفض المفاوضات الامر الاخر يكمن في مساعي حماس لتأكيد انها قادرة على خربطة كل الاوراق اذا ما تم تجاهلها وتجاهل وجودها ونفوذها في الشارع الفلسطيني.

العديد من المواطنين العاديين يتساءلون عن توقيت اختيار البدء بتنفيذ العمليات العسكرية ضد اهداف اسرائيلية متحركة في الضفة الغربية بشكل متزامن مع بدء المفاوضات، الامر الذي يعيد لاذهان اغلبية الفلسطينيين والعالم اجمع سلسلة العمليات التفجيرية التي كانت تنفذها حركات فلسطينية مسلحة بما فيها الجناح العسكري لحماس داخل اسرائيل، كلما تسربت او اعلنت الانباء عن امكانية التوصل الى اتفاق سياسي او الدخول في مرحلة جديدة من المفاوضات السياسية؟.

الناطق الرسمي باسم المؤسسة الامنية، اللواء عدنان ضميري المفوض السياسي العام، المح الى ذلك بنوع من الاتهام حينما قال في تصريح صحفي" الاحتلال يدرك ان حماس تعمل تحت سيطرته في اختيار التوقيت المناسب للعمليات كلما عقدت جولة من المفاوضات او لاح بريق امل بالحل السياسي".

وتابع "هذا ديدن حماس منذ عام 1994 وماكانت تفعله او تمارسه من تفجيرات في الباصات والمطاعم كلما كان الشهيد ياسر عرفات يبدأ جولة مفاوضات، وهو نفس ما تفعله حماس اليوم من الرئيس محمود عباس".

وشكك الضميري بحركة حماس بقوله "هي تدعي المقاومة في الضفة وتمنعها في غزة وتمارس دجلا سياسيا، وان قوى الامن الفلسطينية تؤكد انه لم يتم اعتقال اي كان على خلفية سياسية او خلفية ما جرى في الخليل"، مشيرا الى انه لا صحة للانباء التي تسوقها حركة حماس حول اعتقال مئات الاشخاص.

ورأى الضميري "بان ما تسعى اليه حماس من وراء هذه الاكاذيب هو التأثير على المفاوض الفلسطيني واضعافه امام المفاوض الاسرائيلي كما فعلت بالامس الاول عندما اعلنت مسؤوليتها عن عملية الخليل، مؤكدا ان المؤسسة الامنية وهي تمارس دورها الوطني في تحقيق الامن والامان للشعب الفلسطيني لن تتهاون مع كل مثيري الفوضى والمعتدين على القانون الذين يدعون الى انقلاب جديد في الضفة الغربية في الوقت الذي يحمون فيه حدود اسرائيل مع قطاع غزة، وان المؤسسة الامنية تقوم بواجباتها القانونية والوطنية في اطار القانون".

وكان رئيس المكتب السياسي لـ "حركة حماس، خالد مشعل، جدد رفضه اجتماع واشنطن الذي ضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم لإطلاق المفاوضات المباشرة، واعتبره "محكوماً بالفشل".

وقال مشعل إن "اجتماع واشنطن مغضوب عليه من أهل فلسطين ومن قوى المقاومة الفلسطينية ومن أحرار العالم، مشددا على "أن طريقنا هو طريق الجهاد والمقاومة وطريق العزة، أما اجتماع واشنطن فهو فاشل بلا شرعية سياسية وبلا شرعية وطنية ولا شرعية أخلاقية ولا شرعية رجولية لأنه طريق الضعفاء المهزومين الذين انفصلوا عن شعبهم واستجابوا للأمر الأميركي".

وتابع "ان نتانياهو و(الرئيس الأميركي باراك اوباما) يعلمان أن هؤلاء (الفريق الفلسطيني المفاوض) لا يمثلون شيئاً. المقاومة هي التي تمثل الشعب".

وينظر العديد من خصوم حماس الى مثل هذه التصريحات من قبل اعلى مستوى سياسي في حماس، رئيس المكتب السياسي، بانها تحمل في طياتها رسائل لا تقل اهمية عن رسائل العمليتين العسكريتين اللتان اعلنت حماس تبنيها في رام الله والخليل، موضحين انه في الوقت الذي ارادت فيه العمليات رسائل لها علاقة بتخريب الجهود الدولية المبذولة من اجل احياء عملية السلام والمفاوضات السياسية، فان خالد مشعل يسعى لتقديم نفسه كبدئل سياسي ومفاوض لقيادة السلطة الفلسطينية والرئيس عباس .

ويفسرون ذلك بالقول : ماذا يعني حديث مشعل حينما يقول " ان نتنياهو واوباما يعلمان ان الفريق الفلسطيني المفاوض لا يمثلون شيئا ؟، فهل هي رسالة خطابية يوجهها الى نتنياهو واوباما يقول فيها تعالوا عندما فنحن من يمثل الشعب الفلسطيني وليس الفريق الفلسطيني الذي تجتمعون معه في واشنطن.

ومن اللافت للنظر فان حديث حركة حماس عن المقاومة المسلحة ياتي وسط تشكيك مسؤولين في حركة فتح بمثل هذه ما يصفونه بالادعاء الحمساوي للمقاومة والقول بان حماس تقوم بتعليق كل من يطلق صاروخا باتجاه اسرائيل ، في حين تقول ان العمليات العسكرية في الضفة ترمي الى التحرير ؟!.

ورغم المواقف السياسية المتشددة التي تعلنها قيادات حماس تجاه اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية ، الا ان حركة حماس سعت جاهدة للحصول على الاعتراف بشرعية حكومتها وشرعية فوزها بالانتخابات التشريعية السابقة، بل واضطرت اثناء توليه قيادة الحكومة التاسعة للتنسيق واجراء الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي من اجل تنظيم العديد من القضايا الحياتية المرتبطة بالمواطنين واحتياجاتهم.

ويستذكر خصوم حماس السياسيين مرحلة بدايات تأسيس وانتشار السلطة الفلسطينية في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة وتأسيس السلطة بقيادة الرئيس الراحل، ياسر عرفات، بعد الانتخابات التشريعية الاولى عام 1996 التي قاطعتها حماس حينها من ضمن مجموعة فصائل اتخذت الموقف ذاته، موضحين ان النمط والتفكير اللذان وقفا خلف تنفيذ هاتين العمليتين في رام الله والخليل تؤشران بوضوح الى نفس العقلية التي كانت سائدة في منتصف التسعينات التي كانت فيها العمليات العسكرية والتفجيرية داخل اسرائيل في اعلى مستوى لها ما يعني ان لعبة القط والفأر مازال قائمة وطريقة "يالعيب ياخريب" قد تكون اكثر تعبيرا عن الوضع القائم الذي مازالت فيه حماس تبحث عن موطئ قدم لها على المستوى السياسي الدولي .