|
عامل غزّي يستوقف قياديا: "وقف يا شيخ بدي أسأل إحنا مين إلنا؟"
نشر بتاريخ: 06/09/2010 ( آخر تحديث: 06/09/2010 الساعة: 15:00 )
غزة- معا- "وقف يا شيخ بدي أسأل: دايتون بقبض وشيخٌ بقبض طب وإحنا العمال مين إلنا" جاءه الرد المباشر: "إلكو الله".
وتواصل الحديث بين العامل "الغلبان" والشيخ الإمام: "بنعرف الله للجميع، بس إحنا كيف بدنا نعيش ويعيشوا أولادنا"، ولا يستقبل السائل الرد.. ويتسلل الشيخ محاصراً بالمرافقين بعد أن عجز عن الإجابة. هذا ما حدث في أحد مساجد شمال مدينة غزة حين فاجأ احد المواطنين بسؤاله المباشر احد قادة حركة حماس، متسائلاً عن أحوال آلاف العمال العاطلين عن العمل قائلاً إن الكابونات التي يتم صرفها لهم بشكل متقطع والمكرمات المالية التي يتم توزيعها بشكل موسمي لا تغني ولا تسمن من جوع. وحين راجعه جموع المصلين حول جرأته وإحراجه للشيخ الذي جاء مسلماً وآماً للمصلين في صلاة التراويح من شهر رمضان قال لهم: "مش قادر أعيش بالعربي وبعرف بينكو مين هو متلي بس ما في جرأة على الكلام لمتى؟". ويعيش في قطاع غزة عشرات الآلاف من العمال العاطلين عن العمل منهم قرابة خمسين ألف عامل كانوا يعملون داخل الخط الأخضر، وتوقفوا عن العمل منذ قرابة عشرة أعوام ولا يجدون ما يسد رمقهم وجوع عائلاتهم، بالإضافة إلى عشرات الآلاف الذين انضموا لهم بسبب الحصار الإسرائيلي وضرب كافة أركان القطاع الاقتصادي كالصيادين والعمال في مصانع الخياطة والعمال في قطاع البناء والإنشاءات وغيرهم ممن لا يستطيعون توفير لقمة العيش ليومهم. وفي حربه على قطاع غزة شتاء 2008-2009 ضرب الاحتلال الاسرائيلي قرابة 700 منشأة صناعية بالقطاع أدى لتدميرها تدميراً كاملاً وتوقف المدمر نمها جزئيا عن العمل نتيجة لعدم إدخال المواد الخام وبذلك دخل آلاف العمال في طوابير البطالة. "أم أحمد" من وسط القطاع كان زوجها يعمل في مخابز الاحتلال الإسرائيلي داخل الخط الأخضر يتقاضى بشكل يومي ما قيمته مائتي شيقل ولكنه منذ توقف عن العمل هناك وهو يبحث عن عمل إلى أن وجد فرصة في احد مخابز غزة بعد توقف عامل بها ويتقاضى منذ ذاك الوقت خمسين شيقل يذهب نصفها لأجرة الطريق من وسط القطاع لغزة وبالعكس ولا يجد في نهاية اليوم ما يكفي لسد حاجات أسرته المكونة من عشرة أطفال. أما "وسام" الذي كان يعمل في الحياكة بأحد مصانع القطاع قبل الإغلاق الإسرائيلي، فقد كان يتقاضى راتباً شهرياً يتجاوز ثلاثة آلاف شيقل ساعدته على تكوين أسرة والسكن بمنزل ذويه إلا أنه منذ وقف إدخال مواد الخياطة والأقمشة للقطاع وتوقف المصانع عن العمل لا يجد ما يسد رمق أسرته ويحاول العمل بكل ما توفر حتى لو بلغ الأجر نهاية اليوم عشرة شواقل. وعلى أبواب عيد الفطر المبارك يقف هؤلاء العمال وعائلاتهم بانتظار من يتصدق عليهم بكسوة العيد التي قد تأتي وقد لا تأتي، وبذلك يحرمون من مظاهر الاحتفال بعيد الكعك والمأكل والملبس والمشرب بعد صبر شهر كامل من رمضان بانتظار الفرحة الكبرى للصائم. |