وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الطيبي: م.ت.ف لا يمكنها ان تقبل الإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية

نشر بتاريخ: 06/09/2010 ( آخر تحديث: 06/09/2010 الساعة: 13:02 )
بيت لحم- معا- نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" مقالاً سياسياً للنائب أحمد الطيبي، رئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير، وذلك بالتزامن مع بدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، جاء فيه "بأنه لسوء الحظ وجود رئيس حكومة اسرائيلي، ألا وهو بنيامين نتنياهو، غير راغب في التوصل الى حل الدولتين لشعبين".

واستذكر د. الطيبي في مقاله تصريحاً كان أدلى به نتنياهو قبل نحو تسع سنوات بأنه سيترجم تطبيق اتفاقيات أوسلو بطريقة تمنع الوصول الى حدود 67، أي بمعنى آخر " القضاء اتفاقيات أوسلو ".

وفي كلتا الحالتين، في عهد الرئيس الامريكي بيل كلينتون، ومع الإدارة الحالية برئاسة اوباما، لا يأتي نتنياهو الى المفاوضات بنيّة حسنة، ووزيرة الخارجية الامريكية هيلري كلينتون تعرف تاريخه جيداً.

ويتابع د. الطيبي: لست الوحيد المتشائم من هذه المفاوضات، بل غالبية الفلسطينيين، والجيل الشاب يشعر بأنه مخدوع، ويتابع فشل مفاوضات تلو الأخرى وهو يرى توسيعاً للإحتلال بدلاً من ان يرى الحرية.

اما بالنسبة للرئيس الامريكي اوباما فيقول د. الطيبي انه رغم البداية الجيدة التي بدأ بها فترة رئاسته إلا أنه في الأشهر الأخيرة يستجيب لمطالب اليمين الاسرائيلي، بينما يجب الضغط من قبله ومن قبل المجتمع الدولي على رئيس الحكومة الاسرائيلي نتنياهو وعدم الانصياع لمطالب اعضاء الكونغرس الأمريكي الذين لا يعارضون السياسة الاسرائيلية.

ان هذه المفاوضات ستنهار سريعا خاصة وان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اوضح للإدارة الأمريكية انه اذا تم أي بناء في المناطق الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية فلن تستمر السلطة في المفاوضات.

في أثناء ذلك، ستنتهي فترة تجميد الاستيطان ووفقا لتصريحات الوزير اوزي لانداو فإن " الجميع سيبنون اينما شاؤوا ".

يستوجب على رئيس الحكومة نتنياهو تدعيم قاعدته وتوسيع ائتلافه ، وإن فشلت المفاوضات فإنه سيلقي باللوم على "عناد الفلسطينيين، او المقاومة والفلسطينية المسلحة ".

ولكن ماذا سيحدث في المستقبل عندما تمتلئ الاراضي الفلسطينية بالمستوطنات بحيث لن يتمكن أي زعيم اسرائيلي من اخلاء المستوطنين الذين يسكنون على الاراضي التي سلبوها؟ عندئذ سينتهي خيار حل الدولتين العادل للشعبين.

من اجل ان تنجح المفاوضات يجب التعامل مع الفلسطينيين سواء في المناطق الفلسطينية او في داخل اسرائيل بالمساواة، وأية مفاوضات تفصل المناطق الفلسطينية وبين القدس الشرقية، واية مفاوضات تفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مصيرها الفشل، كما انه لن يقبل أي مفاوض فلسطيني بالخضوع لمطلب اسرائيل بالاعتراف بها كدولة يهودية.

ان هذا المطلب غير منطقي لأنه يتجاهل مليون فلسطيني هم مواطنون في دولة اسرائيل ويجعلهم في مرتبة متدنية. يأتي ذلك في ظل قوانين موجودة أصلاً في اسرائيل يزيد عددها عن ثلاثين قانوناً تميّز ضد المواطنين العرب . ان م ت ف و الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يوقعوا على شرط كهذا يمس بوضعية الفلسطينيين المواطنين في دولة اسرائيل، ولأن ذلك ايضاً يلغي حق عودة اللاجئين الى منازلهم واراضيهم التي سلبت منهم قبل 62 عاماً.

ويختتم د. الطيبي بأن الطريق الوحيدة لنجاح المفاوضات هي بأن يرى الاسرائيليون ان الفلسطينيين متساوون معهم ، وان حل الدولتين يتطلب إلغاء جميع القوانين التي تضع اليهود في رتبة اعلى من الفلسطينيين. ان هذا ما ينبغي ان تفهمه الادارة الامريكية والا تقبل الديماغوغية الخطيرة لدى بعض رجال السياسة الذين يحاولون تفضيل الحقوق الدينية للمسيحيين واليهود في امريكا ايضا على المسلمين.

ان المساواة في الحقوق امام القانون سواء في امريكا او اسرائيل او المناطق الفلسطينية هي الفكرة الاساسية والقوية ، وهي الرسالة التي يتوجب على اوباما ان يمررها لضمان المساواة القانونية والجوهرية.