وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رغم استشهاد 150 طفلا - مخيم كشفي صيفي لأطفال رفح بالقرب من نتساريم

نشر بتاريخ: 07/07/2005 ( آخر تحديث: 07/07/2005 الساعة: 11:08 )
معا - منذ ما يزيد عن أربع سنوات منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرابة ثلاثمئة الف فلسطيني من أطفال رفح وخانيونس من الاقتراب من شاطئ البحر تحت ذرائع واهية أجدرها بالذكر حماية مجموعات من المستوطنين يروحون ويمرحون على شاطئ منع منه أصحابه الأصليون! وكبادرة للتحدي وللاقتراب من مكان يعتبره الكثير خطراً أقدم مجموعة من أطفال رفح من أقارب الشهداء الأطفال وممن دمرت منازلهم، على الإقامة في مخيم كشفي شديد القرب من مستوطنة نتساريم في رسالة أولى لإمكانات الإفادة بعد انسحاب إسرائيلي وشيك من هناك.
برلمان الطفل الفلسطيني الصغير اقام مخيم كشفي يمثل رسالة صمود وتحد إلى المحتل الذي قتل فرحتهم وشردهم ودمر منازلهم، فأقبل عدد كبير منهم من أعضاء البرلمان ومن الأطفال من داخل مخيم رفح للمشاركة في فعاليات هذا المخيم وللبقاء على قرب مع أول صافرة رحيل للمحتلين وللمستوطنين من مستوطناتهم في القطاع.
معاً كانت هناك للاطلاع على فعاليات هذا المخيم ولرصد تأملات الأطفال والقائمين على هذه الفعالية الوطنية بالقرب من إحدى المستوطنات التي شهدت استشهاد أطفال كثر لعل أقربهم إلى الذاكرة حادثة قتل الشهيد محمد الدرة.
يؤكد عبد الرؤوف بربخ أحد القائمين على هذا المخيم أن هذا المخيم الكشفي الترفيهي يأتي بعد استشهاد 150 طفلاً من رفح، وحصار أطفال رفح بشكل عام لأكثر من خمس سنوات بحيث لم يستطع أحدهم الاقتراب من شاطئ البحر إلى جانب أطفال مواصي رفح وخانيونس المحاصرين.
وبالنظر لخطورة ذلك المكان أكد بربخ أن مجموع الأطفال التحقوا بالمخيم نتيجة الاكتظاظ السكاني في قطاع غزة بحيث لم يجد القائمون على المخيم أي مكان في شاطئ بحر غزة لإقامة مخيمهم سوى بالقرب من المستوطنات التي منع الاقتراب منها على مدى العوام الأربعة الماضية، وتابع:" بالإضافة إلى أن هؤلاء الأطفال متشوقين لرؤية رحيل المستوطنين والاحتلال فأحبوا أن يكونوا أول من يشاهد انسحابهم من هذه الأرض".
وعن هدف هذا المخيم قال بربخ:" الهدف الأساسي يكمن في رسالة صمود وتحدي ورسالة للعالم للوقوف بجانب هؤلاء الأطفال حتى يعيشون كما يعيش بقية أطفال العالم".

وعما إذا ما حاول الاحتلال إخافة هؤلاء الأطفال قال بربخ:" للأسف حاول الاحتلال أن يرهب هؤلاء الأطفال بقيامهم بأول ليلة بتدريبات لإطلاق النار ورد عليه الأطفال بالأغنية الوطنية وفي الصباح التالي أرسلوا لنا رسالة أن لا يقترب الأطفال من الاسفلت القريب وإلا سيطلق عليه النار، ومساء أطلق الاحتلال ثلاث كلاب مسعورة بالقرب من هذا المخيم ولكن الأطفال تصدوا لهذه الأفعال".
أما عن نشاطات المخيم وفعالياته قال مشرف الاتصال في المخيم نضال الأخرس:" أتى هؤلاء الأطفال بعد 4 سنين حصار وجنازات وإغلاقات، ويبدأ البرنامج منذ الساعات الأولى في الصباح بسباق على الشاطئ، ومن ثم يبدأ البرنامج الترفيهي بالحديث معاً وتبادل النكات والألعاب، ولا يخاف هؤلاء الأطفال رغم قيام الدبابات أحياناً بإطلاق النيران فهؤلاء الأطفال أتوا من مخيم الصمود، وحركتهم طبيعية وقد اعتادوا على ذلك ونحن في المخيم نسعى حتى ينسى هؤلاء الأطفال أصوات إطلاق النار ، ونعلمهم على الدبكة والرسوم والسباحة، ويعلمهم بعض المشرفين على تبادل الحديث والنكات والترفيه عن أنفسهم".

ويعبر الطفل عبد المجيد النمس عن مدى سعادته بالتحاق الطفال بالمخيم الذي أشرف عليه برلمان الفلسطيني الصغير بقوله:" جينا من الجنوب من مدينة رفح عشان نرفه عن أنفسنا، والحمد لله في أطفال كثير وإقبال كبير ونحن من البرلمان الفلسطيني الصغير نشكر كل من ساهم في هذا المشروع وكل من أعطانا محاضرات" وأضاف:" أنا بوجه رسالة للعالم إحنا الأطفال مش حناكل الشوكولاتة ونرتاح إلا بعد ما ينسحب اليهود من أرضنا ونرفع علمنا على القدس عاصمة دولتنا".
ويشارك فرحة هؤلاء الأطفال عدد من الفنانين الفلسطينيين ويؤكد المطرب الوطني جمال النجار على مدى الروح الوطنية والعنفوان الذي يمثله هذا المخيم وقال:" لفت انتباهي بداية موقع المخيم أمام مستوطنة نتساريم، هؤلاء مجموعة أطفال صامدين مرابطين، يمثلون كل التحدي وكل العنفوان والمقاومة الفلسطينية، فجئت أشاركهم أفراحهم وأحزانهم وبرنامجهم التثقيفي والترفيهي بالأغنية الأنشودة الوطنية وأشارك في محاضراتهم التثقيفية والمقاومة وأتمنى أن يستمر هذا حتى اندحار آخر جندي من هذه المستوطنة".
ويطالب الأطفال في مخيمهم القريب من مستوطنة نتساريم بإرسال سيارة إسعاف هناك للبقاء على قرب منهم في حالة تعرض أحد منهم لأي حادثة كما يسجلون عتاباً على المسؤولين في الوزارات القائمة على المخيمات الصيفية الذين لم يفكر أحداً منهم بزيارتهم هناك.