وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نعم لسيادة القانون ...لا لِحَكَم الجهات الأربع !! * بقلم : جواد غنام

نشر بتاريخ: 15/09/2010 ( آخر تحديث: 15/09/2010 الساعة: 11:59 )
تابعت بعض مباريات دوري المحترفين وتابعت اغلب تعليقات الاعلام الرياضي عليها وتابعت بجدية اللون الجديد الذي ظهر في صحافتنا الرياضية وهو تعليقات مدربي الفرق في المؤتمر الصحفي الذي يلي كل مباراة .

وكم يثلج الصدر عندما يصل المدرب الى درجة القناعة بنتيجة المباراة له او عليه بحيث يلمس القاريء مدى المهنية التي وصل اليها مدربنا ، فتجده ينأى عن الشطط وتحميل خسارة فريقه لهذا او ذاك ، او كما اعتدنا عليه التعليق على شماعة الحكم ، وهي نقطة اعتبرها في صالح المدرب الفلسطيني ، مع وجود من لم يصدق نفسه حتى الان بانه مدرب فريق محترف ، وهذا هو المرض الذي اعيا الطب والدواء ، وبالتالي تجده يعيش حتى الان في جلباب الهرطقة الاعلامية وتعليق خسارته على اطراف هي بريئة من ذلك براءة الذئب من دم يوسف .

فالمدرب الذي يحترم نفسه ، عليه اولا ان ينظر الى نفسه بمرآة وطنية خالصة ليكتشف عيوبها لا ان ينظر الى مرآة made in china لانها لن تعطه حقيقة نفسه ، وهنا اقول على المدرب ان يعقد محكمة لنفسه قبل ان يطالب بعقد محاكم لغيره ، وان يقيم نفسه ولاعبيه بمقياس الخلق الحسن قبل ان يطالب بتقييم غيره ، وهي رسالة مشفرة ابعثها الى اولي الامر الرياضي مفادها ان تصريحات المدرب ضد احد اطراف العملية الرياضية سواء كان الحكم وهو الطرف الاهم او الاتحاد او الفريق الخصم ، هي بمثابة تحريض سافر ضد العملية الرياضية ككل ، وتحريض واضح للخروج على ذلك الطرف. وبالتالي لابد من وجود رادع لتلك التصريحات التي تسيء لكل الاطراف والتي ان تركت هكذا اعتقد انها ستكون ذات اصداء على المدى القريب .

وكما هو الحال لدى المدربين فهو الحال أيضا لدى الحكام ، فكما يوجد مدرب مهني واعي لما يقول ويتصرف ، فهناك حكام يتصرفون وفق حرفية القانون وصرامته وحياديته ، وهناك من يتصف بالمرونة ويتعامل بما يسمى روح القانون ، ولكن ضمن دائرة وأساسية القانون ، وهناك وللأسف الشديد وأقولها بمرارة ، من اتخذ من التوزيع الجغرافي والجهات الأربع واللون واللهجة والجبل والوادي قانونا له ، فصال وجال في الملاعب بصفارته التي تنفث تفرقة وعنصرية ومرضا نفسيا قبل كل شيء .

وقد يقول قائل أنني أتجنى أو أوجه اتهامات دون مبرر ، لكني أؤكد أن ذلك واقع ملموس وموجود في ملاعبنا ، وقد احترقت فرق ولاعبين من نار هذه القلة من الحكام .

وانهي حديثي بمطلب بل أمل من الجهات الرياضية المسئولة أن تكون حازمة وجادة مع هؤلاء كما هي حازمة مع الأندية واللاعبين والجماهير ، حتى تبقى الساحة الرياضية نقية محافظة على عذريتها من أي حمل خبيث تأتي به رياح هؤلاء ولكي لا تفسد جيلا كاملا ، مطالبا بمزيد من التشديد على أطراف العملية الرياضية بان تكون حدود الملعب كلها شمالا فلسطين وجنوبا فلسطين وغربا فلسطين وشرقا فلسطين ووسطا فلسطين ، حتى تبقى الراية موحدة وتبقى اللهجة واحدة وتبقى الكلمة واحدة هي فلسطين ، وبالتالي تفويت الفرصة على مرضى الجهات الأربع ومرضى العمى الذين لا ينظرون إلى الحقيقة بعين المنطق.