النسر الذهبي يظهر بمنطقة واد القلط لأول مرة

بيت لحم- معا- سجّل باحثو علم الطيور في جمعية "الحياة البرية" في فلسطين، خلال هذا الأسبوع رؤية النسر الذهبي في منطقة واد القلط شرق القدس، لأول مرة في تاريخ البحث العلمي الفلسطيني.

وأكد باحثو الجمعية عماد الأطرش المدير التنفيذي للجمعية، وبهاء اسحق أن النسر الذهبي يعتبر من الطيور الفريدة من نوعها وعددها في طبيعة فلسطين، وهو الذي يمثل شعار السلطة الوطنية الفلسطينية، وأنه بهذا التسجيل تضيف الحياة البرية موقعا جديدا لهذا الطير، بالإضافة إلى المواقع الأخرى التي تم تسجيله فيها، وهي منطقة تقوع برية القدس من محافظة بيت لحم، وطمون في محافظة طوباس.

وأضاف باحثو الجمعية أن هذا الطير يعتبر وجوده في الطبيعة فريدا، وهو من الطيور المميزة في فلسطين الطبيعية، وأن رصده في هذه المنطقة هو دليل على مدى حركته وتواجده في هذا النظام البيئي في مناطق السفوح الشرقية من جبال القدس، مؤكدين أن تسجيله صعب جدا في الطبيعة، بسبب اعداده القليلة التي لا تتعدى في الوقت الحاضر عن عشرة أزواج فقط.

وعن عمره قال الباحث اسحق بأن تقديرهم له هو ما بين السنة الثانية والثالثة، بناء على استنادهم للبقع البيضاء في أسفل الأجنحة، ولونه البني الغامق، علما بأن فترة نضجه هي الأربع سنوات، كما لوحظ أنه قادم من منطقة جبال رام الله إلى منطقة عيون واد القلط ليتغذى ويصطاد فرائسه، ويصل إرتفاع النسر الذهبي عن الأرض بحوالي المتر، وعرض أجنحته أثناء طيرانه تصل إلى 230سم.

ومن جهة ثانية فقد وصل للحياة البرية أيضا الأسبوع الماضي ما يقارب 50 الف قطعة من حلقات التحجيل الخاصة بدراسة وتحجيل الطيور باسم" الحياة البرية-فلسطين"، وتمتاز عن الموجودة حاليا لدى الجمعية بأهميتها المتخصصة بملامائتها الإنسانية والرفيقة بأرجل الطيور، وهي بجميع المقاسات ابتداء من حجم عصفور الشمس الفلسطيني حتى طيور اللقلق والطيور الجارحة والبجع.

وتم التبرع بها من قبل مؤسسة بريطانية"WETLAND TRUST" وسيتم إلغاء الأرقام الحالية الموجودة في فلسطين، والإكتفاء بما قد تم استخدامه منذ تأسيس الجمعية عام2000 وحتى هذا الشهر، وستقوم الجمعية بإبلاغ المؤسسات الدولية العاملة في تحجيل ودراسة الطيور بهذا الأمر، وإعتماد الأرقام الجديدة وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزراة الزراعة الفلسطينية وسلطة جودة البيئة.

وعقب الأطرش أن الجمعية في هذا الأسبوع وضعت خطة ميدانية لعملية تحجيل الطيور في الفترة القادمة في بعض المناطق الطبيعية في الضفة الغربية، لدراسة فترة هجرة الطيور الخريفية الحالية التي بدأت منتصف الشهر الماضي، لدراسة علاقة التغير المناخي على هجرة الطيور ومعرفة المزيد عن المعلومات التي تم تسجيلها في وقت سابق، بالإضافة إلى إنضمام باحث بلجيكي في علم الطيور في هذه الفترة أيضا، ومشاركة الجمعية في مؤتمر بالهند لعلماء الطيور في العالم لمناقشة الأبحاث البيئية المتعلقة بها.

وتلقت الجمعية دعوة من وزارة الزراعة الأمريكية بشأن مشاركة الباحث م. طلال بني عودة، في دورة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر في ولاية سان فرنسيسكو في مجال علم الطيور وتحجيلها ودراستها بالطرق العلمية، وسوف يكون هذا أول تعاون ثنائي في تدريب باحثوا الجمعية في علم الطيور.