وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مجمع فلسطين الطبي : عمليات جراحية معقده ووزراء ينتظرون

نشر بتاريخ: 22/09/2010 ( آخر تحديث: 22/09/2010 الساعة: 23:14 )
نابلس-معا- تجلس العجوز أم طلال خليل من قرية كفر راعي بمحافظة جنين بجانب سرير ولدها مازن ، الذي أجرى له الوفد الألماني الذي قدم إلى فلسطين مؤخرا عملية جراحية معقدة لاستئصال ورام في الدماغ في مجمع فلسطين الطبي في رام الله .

وتقول أم طلال والممرضة تعكف على تغير كيس المغذي الوريدي لابنها : الحمد لله على كل شيء ، لقد قامت الطواقم الطبية الأجنبية والمحلية بعملها على أتم وجه، لقد منحونا فرصة علاج ابني مازن على يد أفضل الجراحين في العالم ولكن في داخل وطننا ، وتضيف باللهجة المحلية " ما في داعي نتحكم بره ، الله يحفظ حكومتنا ودكاترتنا ، الخدمة ممتازة شكرا لوزير الصحة وللطاقم الأجنبي والمحلي ولكل اللي ساعدوا ابني لحتى خرج من العملية سالم " .

مازن الذي أجرى العملية الجراحية كان يستمع لكلام والدته قال : الطواقم هنا ممتازة وعمليتي كما علمت أجراها خيرة أطباء العالم الذين قدموا إلى هنا ، الحمد لله أجريت العملية صباح أمس ومساء تمكنت من المشي والحركة والأكل وها أنا بين أسرتي .

ويقول جمال شقيق مازن : الحمد لله أصبح مجمع فلسطين الطبي مفخرة ، مازن ها هو كما تروه بكامل وعيه والعملية نجحت بعدما قيل لنا أنها خطيرة جدا وبحاجة إلى إجراءها على يد اكبر الجراحين في العالم ، وها هي وزارة الصحة تستقدم الفريق الطبي الألماني ، والخدمة ممتازة والأمر المهم بعد سلامة شقيقي أن تكلفة العملية بالنسبة لنا " صفر " حيث لم نسأل هنا حتى عن التامين الصحي .

رئيس الوفد الطبي د. علي معروف ، فلسطيني من قضاء عكا من بلدة " القاسي " ومولود في لبنان ، قدم إلى فلسطين حتى ألان أكثر من تسع مرات كما يقول ، "وفي كل مرة أجد نفسي مضطرا لان أعود لأخدم أبناء شعبي واجلب أفضل الخبرات العالمية للاحتكاك مع الطواقم الطبية هنا .

يضيف د. معروف " بدأنا منذ العام 98 بالحضور إلى فلسطين عبر الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين في ألمانيا ، وذلك من اجل إدخال العمليات الجراحية المتطورة في مجال الطب من ألمانيا إلى هنا في فلسطين بالتعاون مع الإخوة الزملاء الأطباء المحليين ، حتى نقوم بإجراء العمليات الجراحية التي لا تجرى هنا ، تولدت لدينا قناعة أن هناك كوادر فلسطينية موجودة ومستعدة للعمل هنا ولكنها تحتاج إلى خبرات ، حيث أن الوفود التي تأتي من خلال الجمعية هم أطباء على مستوى عالمي عالي في أوروبا والعالم ، فعلى سبيل المثال يقول د. معروف ، موجود معنا اليوم البروفيسور فوغل ، هذا الجراح العالمي الذي احتفل قبل نحو شهرين باجراءه عشرة الآلاف عملية جراحية معقده في مجال أورام الدماغ والذي اشرف أيضا على علاج الشهيد ياسر عرفات ، وبعد حديث وزير الصحة معه كما علمت ، يفكر جديا بالقدوم مرة أخرى إلى فلسطين والمكوث عاما كاملا على الاقل ، كذلك بروفيسور غيتس الذي يعتبر واحدا من أشهر جراحي العالم للأطفال في أوروبا والبروفيسور فابريسيوس كبير جراحي المسالك والمثانة في العالم ود. طارق الزعيّن جراح الأعصاب العالمي الذي كان طبيبا خاصا لعدد من الرؤساء في العالم .

وعن سبب قدوم الأطباء العالميين إلى فلسطين لمساعدة أبناءها يقول د. معروف " تولدت لدى زملاءنا في الغرب ، سيما ألمانيا وبعد اختلاطنا معهم مشاعر إنسانية نبيلة عن الشعب الفلسطيني والأذى الذي يتعرض له تاريخيا من قبل الاحتلال ، حتى أصبحوا على قناعة تامة بالمجيء إلى هنا وخدمة أبناء شعبنا ، كذلك لا نبخل عليهم نقوم برحلات للاماكن المقدسة كالقدس وبيت لحم ، ويشاهدوا كل ما يدور خلال هذه الزيارات ومع شرح منا عن واقع الاحتلال وجدار الضم والتوسع والمخاطر التي تحيط بالمجتمع الفلسطيني خصوصا الصحية نتيجة الاحتلال وإجراءاته .

وعن التنسيق لأجل القدوم يقول د. معروف : ننسق عبر الجمعية الطبية الألمانية العربية في ألمانيا مع وزارة الصحة الفلسطينية التي ننتهز المناسبة للثناء على وزيرها د. فتحي أبو مغلي الذي نكن له كل التقدير والاحترام ولا نخفيكم أننا ربما نتشجع أكثر للقدوم بعدما نجد كل التعاون والترحاب منه ومن طواقم الوزارة ، فلقد زارنا د. أبو مغلي في ألمانيا وتشرفنا بتوقيع اتفاقية ( تلي ميديسن ) بين رام الله وبرلين والتي بدأ العمل بها بالفعل على ارض الواقع وهي تبرع من وزارة الصحة الألمانية عن طريق جمعيتنا .

وعن المجمع الطبي ينهي د. معروف حديثه : عندما بدأ البناء هنا ، حضرنا وقدمنا خبراتنا من اجل إنجاح فكره المشروع ولاقينا تجاوبا كاملا ، لديكم اليوم غرف عمليات متطورة كما في أوروبا والاهم أننا وفي الماضي عندما أجرينا عدد من العمليات الجراحية المعقدة ، تفاجئنا هذه المرة أن الطواقم المحلية أتقنتها تماما كما كنا نحن من قام بها ، وهذا بفضل العقلية الفلسطينية المشهود لها دوليا ، مع التأكيد أننا سوف نعود كل 6 أسابيع من اجل إجراء العمليات الجراحية المعقدة .

بدوره يقول د. حسني العطاري المدير الطبي لمجمع فلسطين الطبي أن الوفد الذي تكون من خمسة أطباء معروفين على مستوى العالم في جراحات الأعصاب والعظام والأطفال كانوا قد شخصوا ودرسوا حالات لأكثر من 300 مريض راجعهم فور وصولهم ، وقرروا بعدها إجراء عشرات العمليات المعقدة وذلك لمرضى من كافة محافظات الوطن حتى مرضى من المحافظات الجنوبية " غزة ".

ويشرح د. عطاري بفخر نجاح عمليتين معقدتين في أول يوم قام الأطباء فيه بالعمل ، احدها للمريض مازن من جنين والثانية لمريضة من الخليل ، إضافة إلى عدد كبير من العمليات التي جرت ولا تزال تجرى بنجاح باهر على أن يغادر الوفد يوم السبت القادم كما هو مقرر له ويعاود المجيء إلى فلسطين خلال الشهرين القادمين .

ويختم د. عطاري حديثه بالإشارة إلى قدوم عدد لا بأس به من الشخصيات الاعتبارية والوزراء خلال عمل الطاقم للاستفادة من وجوده ، مضيفا : حضور دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض والعلاج في مجمع فلسطين الطبي أعطى حافزا للمسؤولين للقدوم والعلاج هنا ، وبصراحة بتنا نشاهد على وجوههم علامات الرضا على المستوى الرائع الذي يشاهدونه .

بدوره قال د. امجد كيوان المدير التنفيذي للمجمع أن عددا لا بأس به استفاد من قدوم الوفد ، كذلك الأطباء المحليين الذين أتيحت لهم فرصة الاحتكاك مع خيرة الطواقم الطبية في العالم ، مضيفا : طلب المراجعين منا أن يمكث الوفد أكثر ، وان يطلع على حالات أكثر ، بعيدا عن الحالات الخطيرة والمعقدة ، أصبح لدى الناس أمل بالعلاج داخل الوطن ، من اجل مسح ثقافة أن العلاج فقط هو خارج الوطن ، ومع الأيام نعد مواطننا الفلسطيني باستقدام خيرة الوفود الطبية من اجل توفير أفضل خدمة علاجية للمواطن داخل وطنه ، حيث نتيح أيضا للمريض فرصة متابعة علاجه بعد العملية الجراحية ، نحن نطمح أن تكون مراكزنا الطبية كما أوروبا وأمريكا ، وان لا نقارن أنفسنا فقط بدول الجوار .

نائب محافظ نابلس عنان الاتيرة والتي كانت في مجمع فلسطين الطبي تنتظر من اجل معاينها من قبل الوفد الطبي الألماني قالت : بالفعل المكان والخدمة الطبية ممتازة ، هنالك نقلة نوعية بات الكل يشاهدها في مرافق وزارة الصحة لا سيما في مجمع فلسطين الطبي هنا وكذلك في رفيديا بنابلس وعالية في الخليل ، خبرة طبية ، تنظم ، نظافة ومعاملة حسنة يستحقها المواطن الفلسطيني الذي ضحى ، لا أقول أنها معاملة خاصة بي فقط ، لقد انتظرت وشاهدت منذ الصباح ثلاثة مرضى ممن اجري لهم تصوير طبقي وشاهدت ملامح الرضى على المرضى من أداء الطواقم الطبية هنا ، وشاهدت عددا من الوزراء كذلك يرتادون المكان للعلاج .

وتضيف الاتيرة : بإيجاد مراكز طبية متقدمة مثل هذه ، سوف تتلاشى فكره العلاج بالخارج رويدا رويدا ، لكن مع التحسين التدريجي للخدمات الصحية وأيضا أهمية دور المواطن على الحفاظ على هذه المقدرات التي هي ملك له أولا وأخيرا .