قصص ظريفة من امريكا ... سواق الاجرة يطلقون اسم بركة على باراك اوباما

نيويورك - معا - بالاضافة الى غضب سواق سيارات الاجرة من شدة الاجراءات الامنية في نيويورك ، بلغت ازمات السير ذروتها مع اغلاق خمسة شوارع رئيسة في المدينة حين وصل الرئيس الامريكي باراك اوباما الى الامم المتحدة ، الاف من رجال الشرطة انضموا الى الاف قبلهم في حماية الشوارع الاربعة المجاورة لمقر الامم في نيويورك ، ومع وصول اوباما تم اغلاق شارع خامس .

سائق سيارة الاجرة الذي اقلنا ، كان غاضبا وفهمنا منه انه من اصل هنغاري وكان يثرثر طوال الطريق ضد عقد المؤتمر في نيويورك وقال : روحوا على جنيف افضل لكم ، ولكنه حين علم اننا صحافيين فكّر قليلا وقال بخجل " ولكن كما فهمت ان نيويورك تستفيد اقتصاديا بشكل كبير من هذه المؤتمرات لذلك ابقوا عندنا لا مشكلة " فضحكنا بسعادة على بساطته و"طيب قلبه ". وحين نزلنا من سيارته سألنا بكل ظرافة " وهل في بلاد العرب لا يعلمونكم ان تعطوا سائق الاجرة بغشيش ؟؟ " فضحكنا مرة اخرى .

سائق سيارة ثانية كان يطلق ذقنه ويبدو عليه انه مسلم غير عربي / سألناه بخبث : لماذا الطرقات مزدحمة ؟ قال بكل هدوء :لان "بركة" جاء يزور المدينة .وبعدها فهمنا انه يقصد باراك اوباما ولكنه اصرّ على ان اسم الرجل الحقيقي بركة حسين وليس باراك حسين . وقبل ان ننزل همس لنا بشكل "سرّي " بعض الذين يكرهونه يطلقون عليه اسم اسامة لربط اسمه باسم العربي السعودي اسامة بن لادن .

ولمزيد من التشوق والاثارة هطلت الامطار قليلا فصار الجميع يسحب مظلته ويحتمي من الامطار الخفيفة المشاكسة ، وبالذات ذوي السحنة اليابانية فهم دائما جاهزون لكل شئ ، دائما جاهزون وانا احسدهم على ذلك ، يبتسمون وجاهزون ، يمشون وجاهزون ، يخترعون وجاهزون ، لا يصلون ويصنعون لنا ساعات تطلق صيحات الله اكبر ، لا يعرفون اللغة الانجليزية ويخترعون للامريكيين تكنولوجيا انجليزية تبهرهم ... واحيانا اشعر ان اليابان تحكم العالم وليس امريكا .وحين تجرأ احد الزملاء من الوفد للحديث مع احد اليابانيين تحت المطر ، دار بينهما حوار ظريف جعلنا نسقط ارضا من شدة الضحك . فقال صديقنا للياباني : اكيد حضرتك من اليابان فرد الاخير : لا ابدا انا ايرلندي طبعا .

لذنا جميعنا بالصمت والدهشة وهو يشرح لنا حتى فهمنا انه يحمل جنسية ايرلندية ، فقلنا له مرة واحدة : ااااااااااااااااااااه فهمنا ، حسنا وهذا ماهر صديقنا هو امريكي ويحمل جنسية امريكية . فاستغرب الرجل جدا ونظر الينا بتوجس وريبة وقال بما معناه ان اشكالنا ليست امريكية !!!! فاجبنا بسرعة وغضب : يعني انت يلي شكلك ايرلندي ... وضحكنا حتى بانت النواجذ .

وما ان القى اوباما كلمته وغادر حتى شعر اهل نيويورك بالارتياح ، ليس لان كلمته مهمة ، بل لان الطرقات سيعاد فتحها من جديد ، اما حين القى الرئيس الايراني احمدي نجاد كلمته فقد غادر الامريكيون واصدقاء الامريكيين القاعة ، ولكن الغريب ان المحطات الفضائية الامريكية قامت ببث الكلمة مباشرة على الهواء فشاهدتها كل الولايات الامريكية !!!!!

وبشكل غير مباشر طبعا ، كانت كلمة احمدي نجاد اهم من كلمة اوباما ، او لنقل اخطر من كلمة اوباما ، ومهما يكن الامر لا تستطيع الا ان تفخر بثقافة التنوع الامريكي ، فهم يتمنون الموت لاحمدي نجاد لكنهم وبما انهم قبلوا استضافة الامم المتحدة ومقرها على ارضهم فهم مضطرون رغم ان يقبلوا بدخول احمدي نجاد الى مطاراتهم واستقباله في موكب يليق برئيس دولة وعمل حراسة مناسبة له وادخاله نفس البناية التي فيها رئيس الولايات المتحدة وان يشتمهم وهم يسمعون ويبثون على الهواء مباشرة !!!