وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مع حلول موسم الزيتون من يحمي المواطنين في الريف ؟!

نشر بتاريخ: 24/09/2010 ( آخر تحديث: 25/09/2010 الساعة: 23:14 )
رام الله- تحليل اخباري- معا- من يحمي حياة المواطنين وممتلكاتهم واراضيهم في ريف الضفة الغربية ؟ هذا السؤال بات مثارا في اوساط اغلبية الناس الذين يجدون انفسهم امام تهديدات مباشرة تستهدف حياتهم في قرى وبلدات الضفة في اعقاب الموجة المسعورة التي تشنها جماعات المستوطنين المتطرفين الذي يبدعون وسائل جديدة في استهداف حياة المواطنين والاعتداء على ممتلكاتهم واراضيهم الزراعية وغير الزراعية.

الحديث عن الريف يعني في مضمونه الحديث عن قرابة 70% من الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية، ففي الوقت الذي يبادر جيش الاحتلال الاسرائيلي لتوفير الحماية للمستوطنين والحفاظ على مقومات وجودهم في هذه المستعمرات التي اقيمت عنوة على مقربة من التجمعات السكانية الفلسطينية، لا يجد الفلسطينيون العزل من يدافع عنهم وحمايتهم امام الهجمات والجرائم التي ينفذها المستوطنون المسلحين خاصة ان اغلبية الريف الفلسطيني يصنف حسب اتفاقية اوسلو عام 1993 ضمن مناطق "c" التي اخرجت اغلبية الاراضي الزراعية المحيطة بالقرى والبلدات الفلسطينية من اية سيطرة فلسطينية امنية او حتى مدنية وحصرت مثل هذه الصلاحيات في يد سلطات الاحتلال وقواتها المنحازة للمستوطنين.

ما حصل في قرية بورين جنوب نابلس قبل نحو ثلاثة ايام ، يعد مؤشرا على الوسائل الجديدة في تنفيذ جرائم وانتهاكات المستوطنين بحق الفلسطينيين العزل، حينما قام العشرات من هؤلاء المستوطنين بالقدوم الى اطراف القرية محملين بالسلالم والمفارش وقاموا بقطف ثمار اشجار الزيتون في اشارة واضحة الى بدء معركة حامية الوطيس عنوانها " زيت الزيتون" قد تنشب في اغلبية ريف الضفة بين المستوطنين والمزارعين الذين يعتمدون على زيت الزيتون في مجمل حياتهم ومعيشتهم اليومية، خاصة وان موسم قطف ثمار الزيتون بات على الابواب ومن المفترض البدء به خلال اقل من 15 يوما في جميع انحاء الضفة الغربية.

رئيس مجلس قروي بورين كشف في حديث اذاعي لاذاعة "صوت فلسطين" قبل يومين، عن ان المستوطنين بدأوا بتنفيذ هذه السياسة الجديدة بناء على فتاوي حاخام يهودي يدعي بان ثمار اشجار الزيتون هي هبة من الله لليهود ومن حقهم التمتع بهذه الثمار، واشار الى ان العديد من المستوطنات بدأت بانشاء معاصر لزيت الزيتون في داخلها الامر الذي يعني ان المزارعين الفلسطينيين العزل سيكونوا امام مواجهة شاملة مع هؤلاء المستوطنين المسلحين بانواع عديدة من الاسلحة ويحظوا بحماية جيش الاحتلال بالكامل؟!.

واكثر ما يزيد من الحاحية السؤال من يحمي المواطنين وحياتهم في الريف الفلسطيني، هو ان موسم الزيتون بالنسبة للمزارعين بات لا يمر دون تعريض حياة بعضهم ان لم يكن اغلبيتهم للخطر من قبل المستوطنين المتطرفين، في حين ان الاجهزة الامنية الرسمية التابعة للسلطة الوطنية غير قادرة على العمل الامني في تلك المناطق وتوفير الحماية للمواطنين من اية اعتداءات، الامر الذي يبقى ظهر المواطن وارضه وممتلكاته مشرعا لاية اعتداءات من قبل المستوطنين، ما ينذر في حال استمرار مثل هذه الجرائم بنشوب مواجهة عنيفة شاملة في الريف الفلسطيني مع قطعان المستوطنين.

المواطنون في الريف ينتظرون السلطة الوطنية والحكومة دعم بسط نفوذها في مناطق "c"، لانهم يدركون بان الامور ستكون على كف عفريت سيما ان المستوطنين حسب ما كشفته مصادر صحيفة اسرائيلية يستعدون للمباشرة باستئناف بناء الوحدات السكنية مع نهاية ما يطلق عليه تجميد الاستيطان الذي اعلنته حكومة نتنياهو في 26 من الشهر الجاري اي بعد غد، الامر الذي سيزيد من لهيب المواجهة المنتظرة بين الفلسطينيين في الريف والمستوطنين ، ما يجعل هؤلاء المستوطنين وكانهم المتحكمون بمسار المفاوضات خاصة ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اخبر الامريكيين بعدم قدرة على مواجهة المستوطنين ومنع الاستيطان من خلال قوله " لا استطيع ضمان تجميد الاستيطان لفترة جديدة "، الامر الذي يؤشر الى ان هؤلاء المستوطنين يحصلون على الدعم السياسي والامني واللوجستي من قبل حكومتهم لضمان وجودهم في الضفة الغربية في حين ان المواطنين العزل يعيشون بلا حماية سياسية ولا امنية وسط ازدياد مشاعرهم باهمية الاعتماد على ايديهم واجسادهم في مواجهة الخطر القادم الذي ينتظر شرارة تفجيره مع حلول قطاف ثمار الزيتون.