وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزة تحترق.. والجاني شبه معلوم

نشر بتاريخ: 25/09/2010 ( آخر تحديث: 25/09/2010 الساعة: 15:11 )
غزة- معا- تسيطر حالة من الرعب على الأوساط السياحية والترفيهية في غزة بسبب حملة الاغلاقات التي قامت بها الحكومة المقالة ضد العديد من المنشآت السياحية والترفيهية الموجودة في القطاع.

ووصلت حالة الرعب ذروتها يوم الأحد الماضي عندما اقتحم مسلحون يعتقد أنهم محسوبون على حركة حماس منتجع "كريزي ووتر" الواقع في منطقة الشيخ عجلين على شاطئ بحر غزة وقاموا باحراق مبانيه ومنشآته ولم يغادروا المكان إلا بعد أن تأكدوا من أن هذا المنتجع الذي بدأ نشاطه منذ ‏4‏ أشهر فقط لن يعود للعمل مرة أخرى‏.‏

وجاء إحراق منتجع "كريزي ووتر" والذي يشارك في ملكيته المهندس علاء الاعرج وزير الاقتصاد السابق في حكومة حماس في وقت كان المنتجع مغلقا فيه بالفعل بقرار إداري صادر من النائب العام لحماس في الخامس من سبتمبر ينص على إغلاق المنتجع لمدة‏ 21‏ يوما بدون ذكر أسباب‏، وذلك بعد عشرة أيام فقط من عودة "كريزي ووتر" للعمل بعد قيام الشرطة التابعة للحكومة المقالة باغلاق المنتجع لمدة‏ 3‏ أيام بدءا من‏ 20‏ أغسطس الماضي بحجة إقامة حفلات غنائية ماجنة‏.‏

ويعتقد المواطنون في غزة أن الدور آت لا محالة على مطعم ومنتجع الاورينت هاوس ‏(‏البيتش سابقا‏)‏ بعد أن أغلقته شرطة المقالة في ‏15‏ سبتمبر الحالي ولمدة‏ 3‏ أيام بتهمة السماح بالاختلاط بين الجنسين وإقامة حفلات راقصة‏.‏

ورصدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ‏(ديوان المظالم‏)‏ العديد من حالات الاغلاق لمنتجات وملاهي ومطاعم في غزة خلال الشهرين الأخيرين بالمخالفة للقوانين والحريات العامة‏.‏

وقالت الهيئة- في تقريرها- إن الشرطة اغلقت كلا من مطعم السماك ومنتجعات سما غزة وصالة البيدر للاحتفالات ونادي الفروسية لفترات مختلفة لأسباب منها السماح بالاختلاط وتدخين النساء للشيشة وإقامة حفلات ماجنة رغم أن تلك المنشآت تعمل بنفس الأسلوب منذ سنوات طويلة‏.‏

ويعتقد المواطنون في غزة‏، أن عمليات المداهمة والاغلاقات والتهديدات التي تصدر من حماس أو شرطتها أو رجال الدين الموالين لها ضد المنشآت الموجودة في القطاع تأتي دائما كمقدمات للاعتداء عليها أو إحراقها مثلما حدث مع المخيمات الصيفية للأطفال التي تنظمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين‏، حيث جري إحراقها مرتين خلال شهري مايو ويونيو الماضيين بعد أن صدرت بيانات من قيادات متشددة في حماس انتقدت السماح بالاختلاط فيها بين التلاميذ والتلميذات فيها‏، وبعدها قام عشرات المسلحين باحراقها وقيدت الشرطة الحادثين ضد مجهولين‏، كما قيدت من قبل حوادث إحراق العديد من نوادي الإنترنت ومحال للحلاقة الحريمي‏.‏

ويتندر السكان في القطاع من وصف المسلحين الذين هاجموا كريزي ووتر وقبلها مخيمات الأطفال الصيفية التابعة للأونروا على شواطئ غزة والنصيرات بالمجهولين مؤكدين أنه لا يمكن لعشرات المسلحين التحرك بحرية ودخول مكان كبير والقيام باحراقه على مدى ساعة تقريبا بدون أن يكونوا معلومين لشرطة حماس والتي تملأ كل مكان في القطاع وتتندر بقدرتها على تحقيق الأمن والأمان‏، ويرون أن المتهمين شبه المعلومين عن جميع الحالات هم من المتشددين الذين ينتمون للجناح الأكثر تشددا في الحركة التي تحكم غزة بدون منازع‏.‏

كتب أشرف أبو الهول
* الموضوع منشور في الأهرام الصفحة الثالثة عدد السبت 25 سبتمبر 2010.