|
كيف لعب الحكم ضد منتخبنا ؟ * بقلم : سامي مكاوي
نشر بتاريخ: 28/09/2010 ( آخر تحديث: 28/09/2010 الساعة: 13:49 )
مهما كتبنا وفصلنا الكلام وقلنا الحقائق التي بانت مساء أمس في ملعب ستاد الملك عبدالله في العاصمة الأردنية الا ان قرار الحكم سيكون هو النافذ... هكذا القانون الدولي للعبة كرة القدم, ولن تتمكن اللجنة الفنية لبطولة اتحاد غرب آسيا من ان تلغي مباراة منتخبنا أمام اليمن وتعيد إقامتها بسبب أخطاء الحكم , حتى ولو كان خطأ فادحا غير مجرى المباراة, لكن تبقى الدماء تغلي في عروق لاعبي المنتخب الفلسطيني تحثهم على عقد العزم على إرضاء الجماهير المحبة للوطني الفدائي والتي هرعت من القدس والضفة الى عمان تحمل معها العلم والأمل ...
لست هنا بمعرض التبرير للخسارة بقدر محاولة تسطير حقيقة مؤلمة مفادها ان الحكم قصد إهداءنا الخسارة !! بعناده وإصراره على اتخاذ قرارات صعبة دون مبررات أو إشارات مبينة في القانون الدولي تنطبق على واقع الحالة الرياضية في المباراة . لم يكن متوقعا أن تخرج نتيجة مباراة منتخبنا الفلسطيني لكرة القدم بالأمس خسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد, ذلك لان حكم المباراة الاردني ناصر درويش قضى على آمال لاعبي منتخبنا وجمهوره الكبير واضعف الثقة لديهم بمواصلة مشوار بطولة اتحاد غرب آسيا بقوة اندفاعية نحو المركز المشرف الذي طالما تأكد أن المنتخب مستعد تماما للمنافسة عليه . و حكمنا الاردني لن تنساه جماهيرنا على مر التاريخ الرياضي , لقد سجلته في الذاكرة السلبية واختزنته , ذلك لأنه لم يستخدم أية مبررات قانونية للإعلان عن ضربة جزاء في الدقيقة 40 من الشوط الأول للمباراة ضد لاعبنا ماجد أبو سيدو الذي صد الكرة بقدمه وهو في الهواء من أمام صدر المهاجم اليمني داخل منطقة أل 18 ياردة مما تعتبر قانونا لعبة خطرة ينص عليها القانون الدولي بضربة حرة غير مباشرة من مكان الخطأ , ولا ينص عليها القانون بضربة جزاء . و عندما احتسب الحكم ضربة الجزاء فكأن صاعقة قد نزلت على لاعبينا, الأمر الذي أفقدهم توازنهم وتركيزهم الذهني بعد ان رأوا الحكم يلعب ضدهم !! بل وزاد الطين بله إن الحكم رفع البطاقة الحمراء بعد دقيقة من ضربة الجزاء في وجه لاعب قلب دفاع منتخبنا عبد اللطيف البهداري قبل نهاية الشوط الأول لاصطدام حارس مرمى المنتخب اليمني به حين تزحلق في ارض الملعب خلف الكرة التي كان الحارس اليمني ارتمى لتوه عليها ... وكان الأجدر بالحكم رفع البطاقة الصفراء للعب الخشن وليس لسوء السلوك !! هكذا نقول ويقول الخبراء الذين عايشوا الحدث عبر الفضائيات. وبعد كل ذلك لعب المنتخب الفلسطيني بعشرة لاعبين في الشوط الثاني... وقبل انتهاء الشوط الثاني بقليل اخرج الحكم البطاقة الصفراء الثانية للاعب منتخبنا حسام وادي فخرج من الملعب تاركا تسعة زملاء له يقارعون المنافس والحكم ! رأي خبير ولإلقاء الضوء على ما حدث فقد صرح العراقي خلف كريم المحلل الرياضي في أستوديو قناة أبو ظبي الرياضية أن احتساب الحكم الأردني ضربة جزاء هو قرار غير سليم ، وكان عليه احتساب لعبة خطرة عقوبتها ضربة حرة غير مباشرة.. لكن النتيجة النهائية ان الحكم تسرع واحتسب ضربة جزاء ولم يتأن قليلا فقام برفع البطاقة الحمراء مرتين... ولم تنفع تدخلات الكابتن رمزي صالح رئيس فريق منتخبنا لشرح أوجه الحالتين ... وكانت تلك الجزائية كانت مخيبة للآمال داخل الملعب وخارجة وعند المشاهدين من خلف الشاشة الفضية ... وأما هذه الحادثة فمثلها يحصل حتى في بطولة كأس العالم ... لذلك يقولون : الحكم سيد الملعب !! نعم الحكم سيد الملعب وسيد نفسه أيضا إذا كان مقتدرا نزيها عارفا بنصوص القانون ويعي ما يشاهده ويحكم به ... الحكم البهلوان وبالقياس كان الحكم الأردني بالأمس بهلوانا ... ركض خلف المرمى اللاعبون لحقوه يستفسرون ويحتجون ، لكن من يسمع ويعي ؟ حتى أنه حينما اخذ قرارا بطرد قلب دفاع منتخبنا عبد اللطيف البهداري كان خجولا في رفع الكارت الأحمر بالشكل ألتحكيمي !! وهو قرار خاطئ أيضا كان الأجدر بالحكم رفع الكارت الأصفر للعب الخشن بدلا من الأحمر ..!! ربما هو انتقام , ولم لا يفسر هكذا ؟ ولو وفر الحكم العناء لنفسه ورفع الكارت الأصفر لكان الأمر نصف بلاء! لكن لكل بطولة شؤون وشجون... وصحيح انه لم يكن متوقعا أن يخرج منتخبنا من أول مباراة في البطولة بدون نتيجة مقنعة ولو مهدئة ,لكنه كان ندا قويا بل متفوقا على منافسه اليمني في العديد من أوقات المباراة وهذه شهادة من المراقبين وخبراء كرة القدم. بعد حادثة هذه المباراة التي سيكون لها التأثير الكبير على الآمال التي بناها المنتخب من جراء مشاركته في هذه البطولة ماذا نقول ؟ ... نقول لمنتخبنا كما يقول العقلاء ومحبي الفدائي : للخسارة جولة واحدة تنتهي لكن للنجاح جولات وجولات... ان أمامكم امتحان آخر في يوم الأربعاء مع المنتخب العراقي , فكونوا على العهد حافظون , وقدموا مباراة كرة قدم تسرق الأنظار وتجعل المشجعين والأنصار يقفزون من مقاعدهم يصفقون بحرارة , فقط للعب الجميل والخلق الرياضي الحسن ... العبوا باسم فلسطين وباسم القدس ... ولا تحزنوا ولا تيأسوا فانتم شرفتم كرة القدم الفلسطينية ... وانتظروا المستقبل الذي يخبئ الكثير من المفاجآت . * بقلم : مدير دائرة الاعلام بالاتحاد |