وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبير سياحي: قصور في تنظيم الرحلات السياحية الداخلية

نشر بتاريخ: 30/09/2010 ( آخر تحديث: 30/09/2010 الساعة: 13:07 )
القدس- معا- كشف الخبير والمرشد السياحي محمود دبش عن النقص الذي تعاني منه السياحة في فلسطين، واوجه القصور الكثيرة في خلق برامج سياحة داخلية غنية ومتنوعة، تساهم في زيادة الوعي والدخل المحلي والقومي، إذا ما تم التخطيط بشكل جيد لإستثمار هذا النشاط السياحي الفعّال كما يفعل الطرف الآخر.

وقال دبش في "لقاء الأربعاء" لنادي الصحافة الذي يُعقد برعاية مقهى الكتاب الثقافي التابع للمكتبة العلمية في القدس، ان السياحة الداخلية بأقسامها الرئيسية الثلاث (الدينية، والتعليمية، والترفيهية) هي بمثابة "بقرة حلوب" في حالة وضع برامج ومخططات مناسبة ومدروسة وخاصة لمدينة بأهمية القدس، "إذا علمنا أن الموارد الفلسطينية محدودة فلا بترول ولا معادن ولا مناجم ذهب أو حتى فحم".

ولاحظ دبش في سياق عمله الميداني السياحي وتجوله في ربوع الوطن، إفتقار جمهور المشاركين في الرحلات على مختلف مستوياتهم العلمية والثقافية بالإلمام بالمعلومات الصحيحة وجهلهم بالمحيط الجغرافي، وعدم معرفة الكثير عن تاريخ أو جغرافية المكان الفلسطيني، ولماذا أطلق على سبيل المثال أسماء الشيخ جراح أو طبريا أو الجولان أو كنيسة البشارة في الناصرة.

وعزا ذلك إلى غياب الكوادر المهنية المتعلمة والمتخصصة في هذا النوع المهم من الترويج السياحي والمعرفة الوطنية، إضافة إلى إنعدام الثقة بين المواطن ومؤسساته من جهة أخرى والتنظيم العشوائي للرحلات السياحية الترفيهية دون تحديد أهداف واضحة، إلى جانب الترفيه والتسلية مثل المعرفة والإكتشاف والتعلم، مؤكدا أن مهنة الدليل السياحي هي مهنة مجزية وتفوق الكثير من المهن من حيث المردود والعائد المادي على العاملين فيها.

وقال دبش ان العمل العشوائي والتخبط في عمل الحجوزات، وغياب الوضوح والشفافية في إتفاقيات وبرامج العمل السياحي إن وجدت، يلعب دورا واضحا في تهميش أهمية السياحة الداخلية بعكس ما يتم من ترتيب وبرامج منظمة للسياحة الأجنبية القادمة من الخارج.

ورغم ملاحظته لواقع مكاتب السياحة العربية ونقص المترجمين الذين يجيدون لغات أجنبية، الاّ أنه لم يغفل التشويش الذي يسببه الجانب الإسرائيلي بحق السياحة الفلسطينية من تخريب سمعة وأمور اخرى.

ورأى دبش أنه لا بد من العمل على خلق الإهتمامات السياحية لدى الفرد العادي في المدارس والجامعات والمؤسسات، والإيمان بضرورة التأسيس لصناعة سياحية فاعلة ومؤثرة، وما يمكن أن توفره من موارد مالية وتشغيل عاطلين عن العمل وغير ذلك، لافتا إلى طريقة التعامل مع السائح أو الزبون، والإبتعاد عن بعض المسلكيات الضارة، داعيا إلى التوعية في هذا المجال من خلال وسائل الإعلام وغيرها.

ونوه الإعلامي أحمد جلاجل إلى الضغوط الإسرائيلية على "التراجمة" العرب في سرد رواية ما يسمى بـ"الهيكل" على حساب المسجد الأقصى، وطرد وفصل كل من يخالف هذه الرواية الإسرائيلية "المختلقة و الوهمية".

ودعا الروائي عيسى القواسمي إلى الإستعانة بمرشدين سياحيين خبراء، يتميزون بأساليب شرح تعليمية ومعرفية جذابة، حتى يتمكنوا من شد إهتمام المشاركين في الرحلات السياحية الداخلية للتعرف على كل جزء من وطنهم الضائع أو المتبقي والمهدد بالضياع.

ورد الإعلامي والكاتب محمد صبيح حالة الفوضى السياحية التي تعيشها المنطقة إلى إنعدام التربية والثقافة السياحية منذ الصغر، مشيرا إلى شواهد ومعالم تاريخية يجهلها الكثيرون، وهي تقع أمام الأعين مثل العديد من أضرحة الصحابة والمجاهدين والعلماء، وأسماء بعض المناطق الإستراتيجية في القدس، مثل جبل المكبر الذي كان أسمه جبل الشياطين أو المؤامرة في القديم، ولكن قدوم الخليفة الفاتح عمر بن الخطاب جعل أسمه جبل المكبر.

وطالب صبيح بنوع من التوازن بين الأهداف الترفيهية للرحلات الداخلية، والمعرفة العلمية والنظر إلى معالم المناطق السياحية بعيون فلسطينية.

وحمّل عماد منى المهتم بالشأن الثقافي المقدسي، عدم الإهتمام بالقراءة والإطلاع المسؤولية عن الجهل السياحي سواء في فلسطين أو في معرفة العالم بشكل عام، مركزا على أهمية سياحة المدارس التي من الممكن أن تخلق جيلا واعيا بجغرافية وطنها وأهميتها السياحية.

وأيد دبش فكرة الصحفية الناشئة يارا دويك بعمل حملة توعوية في المدارس والمؤسسات عامة، قبل تنظيم الرحلات السياحية ووضع برامج لذلك، واعدا أن يحاول ترجمة هذا الإقتراح من خلال شركته السياحية..

ورد على بعض المداخلات بإمكانية تمرير بعض المعلومات من جانب المترجمين عن حقيقة الأماكن السياحية والدينية والأثرية الفلسطينية العربية الإسلامية المسيحية بطريقة ذكية وواعية دون أية مشاكل.

ودعا المعلمين والمعلمات ومدراء المدارس، لتبني رحلات سياحية ذات أبعاد تثقيفية وليس مجرد اللهو والإستمتاع، مشيرا إلى ما يعمله الجانب الآخر ويخطط له منذ سن الطفولة لهذا الغرض، لغسل أدمغة أطفالهم منذ صغرهم بأن هذه البلاد لهم، وليست للعرب والفلسطينيين.