|
الكهرباء "لعبة السياسين": بعد الخصم الصورة لا زالت مظلمة في غزة
نشر بتاريخ: 30/09/2010 ( آخر تحديث: 30/09/2010 الساعة: 15:14 )
غزة - تقرير معا - "خصموا 170 شيقل شهريا وما شفنا الكهرباء يعني بالعربي ضحك على اللحى" وآخر يقول:" يجب خصم 170 شيقل يوميا حتى ننعم بالكهرباء!!".
هذا لسان حال المواطنين في قطاع غزة الذين لا زالوا يعانون من قطع التيار الكهربائي باستمرار رغم خصم 170 شيقل من رواتب موظفي القطاع العام بالحكومتين المقالة في غزة والحكومة في الضفة الغربية، ولا زال الحال على ما هو عليه... بل يزداد الإحباط في الشارع الغزي إثر أنباء عن اشتداد الأزمة وزيادة فترات قطع التيار الكهربائي عن القطاع بذريعة "الأعياد اليهودية وإغلاق المعابر" حتى قال أحد الموظفين :" يخصموا عني كل راتبي وما بدنا كهرباء" أو بمعنى آخر:" فيها وبلاها عايشين". تجولت مراسلة "معا" خضرة حمدان في شوارع غزة واستطلعت اراء المواطنين، فأحد الموظفين قال متندراً:" ما بنفع لازم نفجر محطة الكهرباء بإيدينا وما بدنا الخصم" أما الإحساس العام والسائد أن هناك وسيلة تحايل لامتصاص غضب الشارع عبر توجيه الموظفين لتعبئة النماذج بفروع شركة الكهرباء في قطاع غزة. ابو أحمد من غزة موظف برتبة ملازم أول بالسلطة قال:" ما الذي يضمن لي أن حقي الذي صادروه مني عنوة وهو 170 شيقل سيعود لي، وكذلك ماذا سيفعلون بالنماذج وكيف أعرف أنهم سيخصمون عن صاحب العقار الذي استأجر عنده"؟ أبو خليل من خانيونس قال ان الطريقة التي خصم بها 170 شيقل من موظفي الحكومتين تلقائية وغير مدروسة وأجبر الموظفون على تعبئة نماذج لامتصاص غضبهم. وقال الموظف خالد لبد مدرس أن الخصم طال راتبه وراتب زوجته رغم التزامه بتسديد ما عليه من فاتورة الكهرباء وأنه لم يتبق لهما من الراتب ما يعيلان به أسرتهما وأشقائه الصغار ووالدته وابنه الذي ينهي تعليمه العالي. ويعتقد الموظفون أن ما يجري "لعبة سياسية" بين طرفي الحكم في الضفة وغزة وأنهم الضحايا لها كما في باقي مناحي الحياة التي تلقت ضربات قاضية بفعل الانقسام السياسي. تبدو الصورة مظلمة مع اقتراب صرف رواتب الموظفين الحكوميين بغزة والضفة وخوف الموظفين من الخصم التلقائي والآلي على رواتبهم على غرار الخصم الذي تم شهر آب الماضي، ومطالبتاهم بزيادة الراتب مقابل الخصم. جمال الدردساوي مدير علاقات شركة كهرباء غزة قال :" أن الصورة ستزيد ظلمة وقتامة وأن الأزمة ستشتد في ضوء نقص توريد الوقود لقطاع غزة منذ مطلع الأسبوع الجاري حتى منتصف الأسبوع القادم بسبب إغلاق المعابر، مشيرا إلى أنه تم إرسال 34 مليون شيقل لوزارة المالية بالضفة الغربية لابتياع الوقود اللازم وان مولداً واحدا فقط يعمل داخل محطة الطاقة وانه يلزم لتشغيل مولدين مبلغ 55 مليون شيقل شهرياً". وفي ضوء ما يرد للقطاع من وقود فإن المواطن سيعتاد على الظلام حيث سيتم إمداده بالكهرباء 8 ساعات يوميا وفصلها 8 أخرى ثم سيعاد وصلها لـ8 ساعات أخرى ثم فصلها 8 أخرى وبذلك يكون معدل الفصل تقريبا 16 ساعة بشكل يشابه "عمل السكة الحديدية" وليس بشكل يومي. وماذا عن النماذج التي قام الموظفون بتعبئتها وهل سيتم الخصم من رواتبهم الشهرين القادمين، يقول الدردساوي أنه لا يمكن بالمطلق حتى اللحظة استيضاح الصورة في ضوء النماذج التي قام الموظفون بتعبئتها داعيا وزارة مالية رام الله لتسليم الشركة بغزة قيد المقاصة الخاص بخصومات الموظفين حتى يتسنى للشركة احتساب قيمة الخصومات التي تمت على الراتب من فواتير الكهرباء ومعالجة وتسوية أوضاع الملتزمين بالسداد حسب الكشوفات التي تمت تعبئتها. تأسف "معا" فلا إجابة من محطة التوليد أو من وزارة المالية حول ما سيتم غدا أو بعد غد. |