وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لهذه الأسباب خرج منتخبنا من بطولة غرب آسيا "خالي الوفاض" ..!!

نشر بتاريخ: 30/09/2010 ( آخر تحديث: 01/10/2010 الساعة: 10:23 )
القدس - معا - ناصر العباسي - إنتهت مشاركة منتخبنا الوطني الفلسطيني لكرة القدم في بطولة غرب آسيا السادسة التي استضافتها العاصمة الأردنية عمان، وقد خرج الوطني بقيادة المدير الفني موسى البزاز خالي الوفاض من هذه البطولة بعد خسارتين متتاليتين أمام المنتخب اليمني 1/3 والمنتخب العراقي صفر/3.

وقد تفاجئت الجماهير الفلسطينية بالمستوى الذي ظهر عليه الوطني خلال المباريات حيث كانت تمني النفس بتقديم مستوى جيد يليق بحجم الحراك الرياضي المتميز الذي تحقق خلال العاميين الماضيين بقيادة اللواء جبريل الرجوب وتوج ذلك بإطلاق دوري القدس للمحترفين، لكن الأداء جاء على غير المتوقع وبالتالي خرجنا من "المولد بلا حمص".

وحقيقة الأمر ومن وجهة نظر شخصية فقد وقع الوطني في أخطاء متعددة قبل وخلال المشاركة في هذه البطولة لعل أبرزها :
عدم خوض الوطني مباريات تجريبية داخل الوطن أو خارجه من أجل الوقوف على إمكانات اللاعبين وبالتالي إكتساب الإحتكاك قبل المشاركة في بطولة رسمية وهذا ما ظهر واضحا في عدم إنسجام خطوط الوطني والإعتماد على المهارات الفردية التي لم تفيد الوطني في تحقيق نتائج إيجابية.

اما السبب الثاني فهو التواضع في حجم الإستعداد للمنتخب الذي اكتفى بإقامة معسكر تدريبي داخلي على استاد الشهيد فيصل الحسيني بدون اللاعبين المحترفين رغم أننا على ثقة بإن اتحاد الكرة لم يبخل أبدا في تقديم كل ما يلزم لاستعداد الوطني، لكن هذا القرار هو قرار الجهاز الفني وهو من يتحمل مسؤوليته بشكل كامل ..!!.

وهنا أتساءل لماذا توقف نشاط المنتخب الوطني بعد انتهاء الدوري السابق بالموسم الماضي، ولماذا لم يقم الجهاز الفني خلال تلك الفترة باقامة معسكر تدريبي ولقاءات تجريبية داخل الوطن مع فرق محلية او منتخبات محافظات لكي يحافظ على مستوى اللاعبين بدلا أن نتفاجأ بمستوى البعض خلال لقاءات البطولة ..!!.

اما السبب الثالث بإعتقادي هو عدم معرفة المستوى الحقيقي للاعبينا المحترفين خارج الوطن وكان من الواجب متابعتهم بشكل جيد قبل الإعلان عن تلك الأسماء، فمثلا لم يقدم ماجد أبو سيدو المحترف بالسالمية الكويتي الشيئ الكثير، وكان نقطة ضعف واضحة في مباراة اليمن الاولى رغم انه يجيد اللعب في مركز الظهير الأيمن، إضافة الى ذلك تراجع مستوى المهاجم فهد عتال لاعب الوحدات الأردني الذي لم يقدم أي شيئ يذكر في هذه البطولة، أما أحمد كشكش فقد بذل جهودا كبيرة خلال المباريات لكن كانت على حساب الفاعلية الهجومية بعد أن ساند الفريق بالعودة الى منطقة المناورة لتحضير بعض الكرات التي لم تجد من يستثمرها بالمقدمة، أما قائد المنتخب رمزي صالح فقد أثبت أنه الحارس الأفضل في صفوف الوطني ولولا تألقه في المباريات لكانت الغلة أكثر بكثير في شباكنا، وظهر أنه استفاد خلال مسيرة الإحتراف مع الاهلي المصري ومشاركته الدائمة مع ناديه الجديد "المريخ السوداني".

أما المحترف الخامس وهو عبد اللطيف البهداري فلم يختبر الا في شوط واحد امام المنتخب اليمني بعد تلقيه البطاقة الحمراء نتيجة احتكاكه المتعمد مع الحارس الوطني والاعتراض المبالغ فيه مع حكم اللقاء.

والسبب الرابع يتعلق بحكم اللقاء الأردني ناصر درويش الذي قاد مباراة فلسطين واليمن، وهو أحد الأسباب الرئيسية في خسارتنا باللقاء الاول بعد ان إحتسب ركلة جزاء خيالية، ولم يكتف بهذا الحد بل قام بطرد اللاعبان عبد اللطيف البهداري وحسام وادي وكان بإمكانه الإكتفاء برفع البطاقة الصفراء، لكن طرد البهداري كان نقطة التحول في البطولة بعد أن إنكشف الدفاع الفلسطيني في الشوط الثاني من مباراة اليمن وكذلك في مباراة المنتخب العراقي.

السبب الخامس مرتبط بالإعداد النفسي للاعبين قبيل المشاركة بالبطولة فقد ظهر على وجوه اللاعبين النرفزة غير المبررة في كثير من الأحيان والمبالغة قي إرتكاب الأخطاء على الفريق المنافس والاعتراض على حكم اللقاء بشكل جماعي، وهذا ما حدث في لقاء اليمن عندما قام بعض اللاعبين بارتكاب الأخطاء التي كلفت الفريق بطاقات حمراء خاصة اننا المنتخب الاكثر حصولا على البطاقات الحمراء وبلغت 3 بطاقات في لقاءين وهذا له علاقة بالثقافة الرياضية للإحتراف.

اما السبب السادس يتعلق باختيارات الجهاز الفني للاعبين وعدم ضم لاعبين متميزين امثال مهاجم الهلال المقدسي مراد عليان الذي يمتلك مواصفات المهاجم النموذجي بعد أن حصل على لقب الهداف بالدوري السابق وحاليا يتصدر قائمة الهدافين في دوري المحترفين برصيد 6 أهداف في 4 لقاءات.

إضافة الى ذلك هناك مدافع المكبر رأفت عياد الذي يمتلك إمكانات فنية وبدنية عالية استطاع توظيفها مع الوطني في لقاءات سابقة وهو ما جعل مدرب الاولمبي الكابتن التليلي من استدعاء عياد للمعسكر التدريبي الذي يقام حاليا للاولمبي وهو دليل على إمكانات هذا اللاعب، وكان من المفترض الإستعانة ببعض لاعبينا المحترفين بالخارج خاصة ان مشاركتهم مع الوطني خلال الفترة الماضية ايجابية ومنهم اللاعب محمد شطريت الذي تميز في لقاء دينمو موسكو والذي اقيم على استاد اريحا مطلع العام الجاري ومعه محمد سماره المحترف بالدوري المصري مع نادي المقاولون العرب، اضافة الى غيرهم من اللاعبين المحترفين خارج الوطن، لذلك تفاجئنا بمشاركة بعض اللاعبين الذين لم يثبتوا قدراتهم خلال الفترة الماضية خاصة في الاسابيع الاولى من لقاءات دوري المحترفين.

السبب السابع هو تواضع مستوى الخط الخلفي للوطني بعد أن وقع في اخطاء ساذجه وعدم القدرة على تشتيت الكرات بالشكل المناسب من داخل الصندوق وكذلك التواضع في صنع الهجمات والارتداد والتغطيه الجيدة في الهجمات المرتدة، وأيضا يبدو أن مشكلة الوطني ما زالت قائمة بغياب صانع الالعاب الذي يجيد قيادة الهجمات على مرمى الفريق المنافس وهذا استمرارا لتلك المشكلة منذ لقاءات سابقة كان آخرها في لقاء المنتخب الموريتاني رغم الإشادة بلاعبي خط الوسط العمور والعبيد الا ان كراتهم لم تجد من يترجمها الى اهداف نتيجة تواضه الفاعلية الهجومية وخرجنا من البطولة بهدف وحيد سجله سليمان العبيد واعتبر أجمل اهداف البطولة حتى الآن، بل واحد من اجمل ما سجله المنتخب الوطني في مشاركاته الخارجية و لا ننسى تواضع مستوى لاعبين آخرين .

كل هذه الأسباب وغيرها جعلت الوطني في المركز الأخير في البطولة فنحن المنتخب الوحيد الذي لم يحصل على أي نقطه ونحن اكثر المنتخبات حصولا على البطاقات الحمراء ونحن من سجل هدف وحيد بالبطولة ونحن من لعب بتشكيلة للاعبين اختلفت من مباراة الى اخرى ونحن من لعب بطريقة غير واضحة ...الخ .

لا نريد ان نطيل لكن مصلحة المنتخب من مصلحة الوطن ونجتهد بالكتابة عن الوطني من اجل مناقشة كافة الامور السلبية وتعزيز النواجي الإيجابية، ونحن على ثقة ان اتحاد الكرة بقيادة اللواء الرجوب سيناقش باستفاضة اسباب خروج الوطني من خلال تقارير فنية وإدارية لهذه البطولة وحتى مسآئلة المشرفين على المنتخب، ولا مانع من تشكيل لجنة فنية تدرس اسباب الخروج الغير متوقع وحتما سيتخذ الاتحاد القرارات المناسبة التي تصب في مصلحة المنتخب الوطني من أجل مستقبل واعد ومشرف للكرة الفلسطينية.