|
الهاجري في غزة.. للقضاء على أعلى نسبة صمم في العالم
نشر بتاريخ: 02/10/2010 ( آخر تحديث: 02/10/2010 الساعة: 17:28 )
غزة- تقرير معا- انتظرنا ما يقارب الساعة حتى ينتهي من عمليته داخل غرفة العمليات بمستشفى الشفاء بغزة.. هناك حيث تنبعث رائحة التخدير والتعقيم، خرج بلباسه الازرق يضع كيسا على رأسه ويغطي آخر بقدميه.
"أنتون تنتظروني؟؟ جاوبته بنعم فرد: زين" هكذا استقبلنا الدكتور مازن الهاجري في الوقت الذي هو في الاصل استراحة ضيقة بين كل عمليتين حتى يتسنى له ان يتناول طعام الغداء ويجمع بين الصلوات، وبالنظر إلى ساعتنا بقي لدينا فقط نصف ساعة قبل أن يختفي مرة اخرى داخل غرفة العمليات ورغم ضيق الوقت لم يبخل علينا الدكتور الهاجري بأي معلومة عن المرض وانتشاره في قطاع غزة، حيث كانت الصدمة أن عدد الصم في قطاع غزة هو الاعلى في العالم نسبة الى عدد السكان، أما السبب فهو الانفجارات والحروب عدا عن الاسباب الطبيعية كزواج الاقارب والوراثة. الهاجري وهو اماراتي الجنسية يصل الى قطاع غزة للمرة الثانية باعثا الامل في نفوس عشرات من المرضى الذين تمكنوا من السمع بفضل جهاز يسمي القوقعة والتي تكلف أكثر من 22 الف دولار يوفرها الهاجري من تبرعات جمعيات خيرية. الهاجري يعمل اكثر من ست عشرة ساعة يوميا، لا يعرف ملامح القطاع فهو يصل من المعبر الى المستشفى حيث القائمة الطويلة من المنتظرين للعمليات لدرجة انه لا يجد وقتا ليصلي الصلوات في اوقاتها فيقوم بالجمع. مراسلة "معا" في غزة هدية الغول، التقت الدكتور الهاجري استشاري أذن وأنف وحنجرة وجراحة أورام الرأس متخصص في زراعة القوقعة الإلكترونية وعمليات الجيوب والأذن واجرت اللقاء التالي: •س: حدثنا عن فكرة المشروع ومن أين أتت؟ "مشروع القضاء على الصمم" جاءت فكرة المشروع على اعتبار أن العالم العربي والإسلامي يوجد به أكبر نسبة صمم مقارنة بأوروبا وغيرها من الدول لعدة أسباب سنذكرها لاحقا، هذه الاسباب بسيطة يمكن للناس ان تتغلب عليها من خلال معرف أسباب الصمم والتثقيف بكيفية الوقاية. القصد من الحملة أن هناك أسباب يستطيع الناس تغيرها فنثقف الناس فيها حتى يغيروها أما عمل الحكومات والدول فتكمن في أن تنشر ثقافة المحافظة على السمع وتطلق قوانين تثبت هذه الأمور كأن تسن قانون مثلا لتجنب الضوضاء في المطارات أو قانون يلزم العسكري بلبس واقي ضد الأصوات العالية خلال العمليات العسكرية كما انه يجب أن تقوم بتوفير اللقاحات بشكل شبه مجاني أو مجاني وتعالج الأطفال وتثقف الأطباء. أما الجزء الأخر من الحملة هي مرحلة العلاج من خلال علاج الناس المصابين بالصمم بالطريقة العلمية الصحيحة التي تبدأ عادة بالتشخيص المبكر ولبس السماعات وإذا لم يستفد من السماعة نأتي على موضوع الأجهزة الأقوى منها وهي زراعة القوقعة. •س: ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الصمم عادة وفي فلسطين خاصة؟ أسباب كثيرة منها ما قبل الولادة مثل اختيار الزوج والزوجة من عائلات بها صمم، وزواج الأقارب، والأمراض التي تحدث قبل الولادة وأثناء الحمل، وبعض الأدوية التي تعطى أثناء الحمل، إضافة إلى الولادة المتعثرة. وكذلك بعض أنواع المضادات الحيوية والتهابات السحائي والأمراض المزمنة مع تقدم العمر. وفي فلسطين تجتمع تلك الأسباب بالإضافة إلى أصوات الانفجارات التي تحدثها الصورايخ الإسرائيلية واختراق جدار الصوت على مناطق القطاع بالإضافة إلى الأصوات العالية في الأفراح التي قد تصيب ناس معينين بالصمم. •س: ما هي خصوصية مرض الصمم في فلسطين؟ نسبة الصمم في فلسطين عالية جدا لان كل الأسباب مجتمعة حيث أن في الدول التي فيها الصحة متقدمة جدا تكون فيها نسبة الصمم 1 من ألف والدول التي فيها صحة متقدمة ولكن فيها زواج الأقارب تنزل نسبة الصم من الى 1 من 500، ولكن في الدول التي فيها الصحة نازلة وفيها زواج الأقارب وصواريخ فالنسبة تكون عالية جدا وبعض الدراسات تقول أن نسبة الصمم في فلسطين قريبة من 1 من 100 وممكن تكون أكثر ونسبة الأطفال الذين يعانون من مشاكل في السمع أكثر بكثير وتصل 4 من 100 طفل وهنا الحديث يدور عن الأطفال الذين لديهم صمم حاد و يحتاج إلى سماعات وقد يحتاج إلى زراعة قوقعة. •س: كم هي عدد عمليات زراعة القوقعة التي أجريت في فلسطين ومن هم المرضى المستهدفون بهذه العمليات؟ بلغت عدد حالات الزراعة في قطاع غزة ما يقارب الـ80 حالة خلال الزيارتين والمرضى المستهدفون هو كل مريض لا يستفيد من المعينات السمعية، إضافة إلى الأطفال الذين يعانون من فقد السمع فجأة أو تدريجياً إلا أننا نحاول إعطاء الأقل عمرا أولوية الزراعة. وهنا نوضح أنه لعلاج الصمم ككل نستخدم السماعة وإذا لم يستفد الشخص الاصم منها ولم تعطه السمع الواضح وتمكنه من التعامل مع الناس ويتواصل معهم فهنا يحتاج إلى زراعة قوقعة التي تقسم المرضى الى اقسام:قسم سمع وتكلم ثم فقد السمعة فزراعة القوقعة لهذه الفئة تعطي أفضل النتائج في مدة قصيرة ويعيش حياة طبيعية ويعاود السمع في مدة لا تزيد عن الشهر وهذه الحالات نقدمها على كل الحالات. أما حالات من الولادة أو ما قبل الكلام فقد السمع هذه لها خاصية أخرى فهي تتعلم وتتكلم ولكن على حسب العمر وكل ما كان العمل اقل من 5-7-10 سنوات كل ما كانت النتيجة اكبر وهذه المرة اخترنا لزراعة القوقعة ما يعطينا افضل النتائج وهي العمر حيث أصبح لدينا قانون معين في اختيار الناس. •س: ما هي نسبة نجاح عمليات زراعة القوقعة في فلسطين؟ أي عمليات زراعة قوقعة في العالم في أحسن المراكز فيها نسبة لا تقل عن 4 إلى 8% من المشاكل والمضاعفات ولكن نسبة النجاح تتراوح ما بين 92 إلى 96% من ناحية جراحية، أما من ناحية السمع فنسبة النجاح 100%أي أن الطفل يستطيع أن يسمع بأذنه بشكل جيد وبعد أن يسمع سيتكلم ولكن كلامه سيعتمد على أمور كثيرة منها التعليم واهتمام الأهل وذكاء الطفل والأمور النفسية الأخرى. من الناحية الجراحية كان هناك بعض المشاكل في عمليات زراعة القوقعة في قطاع غزة بعد الزيارة الأولى التي كان يجب ان يتبعها الزيارة الثانية لمتابعة الحالات وإجراء تدريب موسع لقسم السمعيات التي تعنى بالبرمجة والتأهيل وصيانة الأجهزة للنطق، كما حدثت بعض الالتهابات لبعض الحالات إلا أن معظم المشاكل التي رأيتها هي من اقل المشاكل مقارنة بالدول الأخرى. •س: ما النتائج المترتبة على ما بعد زراعة القوقعة؟ أول نتيجة مترتبة على تشغيل الجهاز أن تختفي إعاقة من أصل أربع إعاقات الموجودة عند الأصم الأبكم فالأصم لديه إعاقات كثيرة وبالتالي فهو أسوا من الأعمى وبالتالي متى تم تشغيل الجهاز اصبح بإمكانه أن يتعلم ويصل إلى أعلى المراتب وذلك خلال مدة من البرمجة وكل ما كان عمره اقل كلما كانت الأمور سهلة وسريعة ويبدأ التعليم كما يعلم الرضيع وهنا لا يحتاج إلى تأهيل. •س: كم تبلغ تكلفة زراعة القوقعة وما هو مصدر التمويل؟ تبلغ تكلفة الجهاز فقط 22 الف و500 دولار فقط ومصدر التمويل يعتمد على جمعيات خيرية في الخليج. •س: بالنسبة الى مستشفيات القطاع هل هي مؤهلة لاستقبال هكذا عمليات؟ من ناحية المعدات الجراحية وغرفة العمليات والتعقيم والكادر الطبي فهذا متوفر اما القواقع فهذه يتم جلبها من الخارج اما فيما يخص موضوع تأهيل المعاق بعد الزراعة بدأت وزارة الصحة في غزة تهتم في هذا الجانب من خلال توظيفها لعدد من الأطباء المتخصصين في هذا المجال ونحن ما نستطيع المساعدة به هو ان ننتدب عن طريق الهلال الأحمر القطري ناس تأخذ دورات لتعليم النطق وتعود لتعلم غيرها من الأطباء أما من ناحية الصيانة وقطع الغيار والبطارية هذا كله متوفر لأطفال القطاع بدون مقابل لان التبرع متوفر إلا أن هذا الأمر صعب استمراره بحيث كل ما زاد العدد كلما كان صعب ان توفر هذه المعدات. • س: ماذا بخصوص قطع الغيار والبطاريات التي قد يحتاجها المريض هل هي متوفر؟ عدد الذي زرعوا قوقعة في قطاع غزة فوق ال80 حالة استطعنا توفير قطع الغيار بضعف العدد الموجود اما الأجهزة الخارجية فالشركة تحدد أن يوفر 10% فقط بمعنى ان المرة السابقة زرعنا 40 قوقعة فوفرنا 5 قطع خارجية زيادة أي 10% وزيادة وخلال الفترة الي فاتت وصلت عدد القطع الخارجية الى 7 او 10 قطع. انتهت زيارتنا للهاجري على امل ان يتسنى له بعض الوقت لزيارة قطاع غزة بعيدا عن غرفة العمليات. |