وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز القدس: العائلات المقدسية المهددة بالطرد تعاني أوضاعا معيشية صعبة

نشر بتاريخ: 02/10/2010 ( آخر تحديث: 02/10/2010 الساعة: 17:46 )
القدس- معا- نشرت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم السبت تفاصيل إضافية عن ثلاث عائلات مقدسية مهددة بالطرد من منازلها في كبانية أم هارون في حي الشيخ جراح بالقدس.

وقال المركز في بيان وصل "معا" نسخة عنه: "يتضح من المعلومات التي أدلت بها تلك العائلات بدور القائم بحراسة أملاك الغائبين في السيطرة على عقارات المقدسيين، مستغلا الوضع القانوني لإقامة تلك العائلات في المنازل المهددة بالطرد منها". في حين تكشف المعلومات عن تردي الحالة الاقتصادية لهذه الأسر، وحاجتها إلى شبكة من الأمان الاجتماعي والاقتصادي.

ففي إفادتها لوحدة البحث والتوثيق في مركز القدس تقول المواطنة فاطمة زياد سالم عبد الكريم 58 عاما: "ولقد ولدت في بيتي المهدد، ومن قبل كان والدي يقيم فيه منذ العام 1948، علما بأن عائلتي لاجئة من حيفا، وكنا نعيش بالبيت 6 شقيقات بالاضافة لشقيقين، مضيفة توفي والدي ولم يبق من أولاد إلا ثلاث بنات أنا إحداهن، حيث أقيم بالمنزل مع زوجي وأبنائي وعددنا 9 أنفار، وتقيم معي ابنتي سحر وأطفالها الثلاثة، في حين أن زوجها من الخليل ومنذ ثلاث سنوات وهو يعيش بعيدا عن أسرته لعدم حصوله على تصريح دخول للقدس".

واشارت فاطمة الى ان "بيتها الذي يتهدده الغول الاسرائيلي عبارة عن طابقين، ويوجد به غرفة وحمام ومطبخ في كل طابق. قبل ثلاث سنوات هدمت بلدية القدس مطبخا وحماما وغرفة في الطابق الثالث بحجة عدم الترخيص، مشيرة الى ان زوجها زياد أبو سالم 64 عاما، هو شخص مريض بالقلب والسكري ويستخدم الأوكسجين الاصطناعي على مدى 24 ساعة، ويعاني أيضا من ضعف بالنظر، في حين تعاني هي من مرض السكري.

واوضحت المواطنة فاطمة عد الكريم، كنا ندفع بدل إيجار المنزل لحارس أملاك الاحتلال قبل عام 1967، ومن ثم تحول الأمر إلى حارس أملاك الغائبين بعد عام 1967 وتبلغ قيمة بدل الإيجار 9 دنانير أردنية (ما يعادلها بالعملة الإسرائيلية)، وبعد الاحتلال بست سنوات، جاء احد الاشخاص من اليهود العراقيين وادعى انه يملك المنزل، وحصل على أمر قضائي بأن تدفع عائلتي له بدل الإيجار وتم ذلك، مشيرة الى "ان والديها توفيا على التوالي بين عامي 1984 و1985، وكالعادة جاء الشخص اليهودي العراقي لاستلام بدل الإيجار، وعندما علم بوفاة والدي، قال إن الوقت غير مناسب لاستلام بدل الإيجار، وبعد شهرين وصلنا إشعار من اليهودي برفع بدل الإيجار إلى 300 دولار شهريا وحصل على أمر قضائي بذلك والتزمت بالدفع لمدة أربعة شهور، ولكن وصلني إشعار آخر بان ندفع مبلغ 600 دولار، فرفضت ذلك وتوقفت عن دفع بدل الإيجار، والآن وبعد قرار المحكمة العليا في تل أبيب لا اعرف إلى أين نذهب، وبتنا نخشى الطرد من المنزل في أي وقت"

أما المواطنة انعام عبد السلام ناصر هاشم قنيبي فقالت لباحثي مركز القدس: "أنا سيدة أرملة، وأقيم في منزلي في "كبانية أم هارون" منذ 26 عاما حيث استأجرنا المنزل من حارس أملاك الغائبين بعد وفاة المستأجر السابق، وهو مواطن فلسطيني من القدس، وكنا ندفع مبلغ 60 شيقلا شهريا، ومنذ 7 سنوات توقفنا عن دفع بدل الإيجار، وذلك بناء على نصيحة المحامي الذي شرح لنا انه ما دام هناك نزاع قضائي بين الوقف الإسلامي واليهود على ملكية الأرض والمنازل في الكبانية، فليس من المنطق أن ندفع الإيجار لحارس أملاك الغائبين".

واوضحت قنيبي "بان منزلها عبارة عن غرفة نوم ومطبخ وحمام ويقيم فيه 7 أفراد بينهم 4 أطفال، ولديها ولد يدعى راتب وهو معاق بشلل أطفال، ويعمل بتصليح الراديوهات، ويستخدم العكاز بالتنقل، كما أن حفيدها حمزة ابن راتب أيضا هو معاق وعمره 11 عاما ويعاني من مشاكل في قدميه وفي الكلى، مضيفة بانها تلقت في 26/5/2010 إنذارا بإخلاء منزلها من قبل محامي حارس أملاك الغائبين وذلك خلال 45 يوما أو أن تدفع مبلغ 1200 شيقل عن كل سنة لم تسدد فيها بدل الإيجار، وإذا لم تدفع تفرض عليها غرامة 350 شيقلا عن كل يوم تمكث فيه بالمنزل بعد استلام أمر الإخلاء.

أما المواطنة نظيره عرابي بدر قنيبي- 68 عاما- وهي أيضا أرملة منذ عام 1973، فتقول :"نقيم في البيت منذ الستينات وقد استأجرناه من صبرية جميل طه. وبعد أن توفيت هذه السيدة، رفع بدل الإيجار حتى أصبح 300 شيقلا شهريا، وقبل حوالي السنتين تم رفع بدل الإيجار إلى 1900 شيقلا شهريا، ولكن المحامي قال لي بأن بيتي مستأجر محمي ولا يحق لحارس أملاك الغائبين رفع بدل الإيجار، علما بأنه يقيم معها في المنزل ابنها كريم 37 عاما وزوجته وطفليه.

واشارت قنيبي انها بتاريخ 21/5/2010 استلمت أمرا بإخلاء من حارس أملاك الغائبين، وعقدت جلسة محكمة بتاريخ 20/9/ 2010، وتم إرجاء النظر في الدعوى المرفوعة ضدها إلى 7/10/2010.