|
قريبا: سفن ورقية من بحر غزة للعالم
نشر بتاريخ: 06/10/2010 ( آخر تحديث: 06/10/2010 الساعة: 14:18 )
غزة- معا- ستبحر "مونولوجات غزة" في العاشرة صباحا من يوم 17/10/2010 مغادرة شواطئ غزة ومتجهة إلى بلدان العالم في قوارب ورقية. لن تعترضها قوات البحرية الإسرائيلية هذه المرة في المياه الإقليمية، ولن تطلق النيران عليها، كونها أجساماً مشبوهة. ستبحر في عرض البحر متجهة إلى موانئ العالم لتفرغ حمولتها على منصات المسارح الدولية.
ستوصل مشاعر مختلفة لشابات وشبان فلسطينيين من قطاع غزة، مشاعر خاصة وفردية لم يحظى العالم بسماعها عبر وسائل الإعلام. إنها "مونولوجات غزة"، مونولوجات ذاتية، لأطفال من غزة حول تجاربهم الحياتية ما قبل، أثناء وما بعد الحرب على غزة. هكذا بدأت الفكرة... أثناء الحرب على غزة، مشهد عنيف، دام يصعب على المرء تحمله. حتى على شاشات التلفاز. جرحى وقتلى من الأطفال والكبار، في الشوارع أو يملؤون ممرات المستشفيات التي عجزت أسرتها عن استيعابهم. الأعداد آخذة بالازدياد بشكل مخيف يوميا... وجميعنا وقف عاجزا أمام هذه المشاهد. التصقنا أمام أجهزة التلفاز لساعات طويلة يوميا، يعتصرنا الحزن والأسى، الغضب والعجز. ارتأت الفنانة إيمان عون، وهي المديرة الفنية لمسرح عشتار، في تلك الأوقات العصيبة، أنه لا بد من التحرك والقيام بعمل ما تجاه ما يجري في قطاع غزة، لا بد من عمل يكسر القوالب التي صنعها الإعلام عن غزة وسكانها عبر تقديم أبنائها كأعداد وضحايا.. بل أنهم أفراد لهم أحلامهم، آمالهم ومخاوفهم. وبدأ العمل... 33 طالب وطالبة تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عام، أتوا من خلفيات متعددة ومواقع مختلفة من الذين تعرضوا للعدوان بشكل مباشر وغير مباشر. انتسبوا لدورة تدريب مسرحي تم التركيز فيها على موضوع الأحلام، الآمال والمخاوف، قبل، خلال وبعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. كتب الأطفال مونولوجاتهم الشخصية البعيدة عن الخطابات السياسية أو وصف الأحداث المروعة، ساعدهم مدرب المجموعة الفنان علي أبو ياسين على جعل مخيلتهم محورا للعمل باستخدام تقنيات مسرح المضطهدين لأغوستو بوال، والدراما العلاجية وسرد القصص والأنشطة التي ستعيد معنى الحياة الطبيعية للأطفال... وتابعهم الأخصائي النفسي ناضل شعث الذي عمل على مساعدة الأطفال بالتحدث عن تجاربهم الصادمة التي تعرضوا لها والتي تتعدى القدرة الطبيعية على التحمل أثناء الهجوم على غزة. وقدم لهم الدعم النفسي من خلال الإرشاد الفردي والجماعي لإعادة التوازن النفسي الدي فقدوه. حيث أجمع أخصائيو الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية أن العنف والحصار الذي يتعرض له البالغين والصغار في قطاع غزة، أدى إلى تهديد جدي للصحة النفسية والوضع الاجتماعي، فهم بحاجة إلى مجهود هائل لمساعدتهم في التعامل مع تجاربهم وإعادة بناء حياتهم. في المرحلة الأولى بحث مسرح عشتار عن شركاء حول العالم لمشاركته هذه المغامرة الثقافية والإنسانية، ثم جمع هذه المونولوجات وترجمها إلى اللغات الانكليزية والفرنسية ووزعها على الشركاء حيث سيقوم كل شريك بتدريب مجموعة من ذوي الأعمار الشبيهة، كل في بلده، لإلقاء هذه المونولوجات كل بلغته يوم 17/10/2010. |