|
لاول مرة- ارتفاع حاد لاسعار البندورة في غزة
نشر بتاريخ: 06/10/2010 ( آخر تحديث: 06/10/2010 الساعة: 19:53 )
غزة- تقرير معا- تشهد الأسواق الغزية إقبالا ضعيفا على شراء صنف البندورة جراء ارتفاع سعرها الذي أصبح يعادل سعر بعض الفاكهة النادرة والدجاج في قطاع غزة وذلك نتيجة إصابتها بحشرة "Tuta absoluta" "التوتا ابسلوتا" وارتفاع درجة الحرارة.
وعندما تسير في أسواق غزة ترى حجم الإقبال الضعيف على البندورة نتيجة غلائها الفاحش, وان جميع المتسوقين يقفون ويكتفون بالسؤال عن سعرها لعلهم يسمعون اجابة تشجعهم على الشراء، لكن سرعان ما يرد عليهم التاجر بان سعر الكيلوا الواحد 9 شواقل واحيانا يزيد. الغزيون أصبحوا يستبدلون البندورة بعلب يطلق عليها "الصلصة" المستوردة أو المحلية التي تكون جاهزة للطهي, كما ويقوم البعض بشراء الفواكه التي أصبحت بسعرها ارخص من البندورة. مراسل "معا" في غزة تجول في سوق معسكر الشاطئ والتقى بعدد من المواطنين الذين أعربوا عن غضبهم جراء ارتفاع سعر البندورة التي ولأول مرة يصل سعرها لهذا الحد الفاحش. الحجة أم محمد موسى التي كانت تتجول في سوق الشاطئ قالت: "اصبح سعر كيلو البندورة مرتفعا جدا بل هو خيالي ولأول مرة لانها وصلت لهذا السعر, مضيفة ان الاغلب من المواطنين أصبحوا يستبدلون البندورة بعلب "الصلصة" للطهي والتي يصل سعر العلبة قرابة 5 شواقل. فيما أعرب محمد الزيان عن غضبه نتيجة ارتفاع البندورة قائلا: "منذ فترة ولم ادخل البندورة المنزل بسبب غلائها المستمر, في حين أقوم بشراء الفواكه التي تفضلها عائلته". محمد البكري مدير اتحاد لجان العمل الزراعي بغزة تحدث لمراسل "معا" عن أسباب ارتفاع البندورة وقال: "ان محصول البندورة واجه عوامل عدة أدت إلى الحد من توفرها في الأسواق وارتفاع أسعارها فوق معدلها الطبيعي منها: إصابة المحصول بآفة "التوتو أبسلوتا" منذ شهر يناير 2010 والتي أدت إلى دمار جزء من المحصول, وكذلك ارتفاع درجة الحرارة التي أدت إلى دمار محصول البندورة الأرضية المكشوفة وهذه العوامل مجتمعة ادت إلى إهلاك 20% الى 30 % من المحصول مع العلم بأن ارتفاع درجة الحرارة أدى إلى تقليص نشاط الحشرة وآثارها على محصول البندورة". وأضاف البكري ان مجموعة من المؤسسات بالتعاون مع الفاو ووزارة الزراعة والصليب الأحمر الدولي وشبكة المنظمات الأهلية قاموا بعمل مجموعة من الأنشطة والبرامج لمواجهة الحشرة لهذا الموسم من أهم هذه الأنشطة: التدريب حيث قامت منظمة الفاو بالتعاون مع المؤسسات المحلية بعمل تدريب للمهندسين والمزارعين, وإعادة تأهيل الدفيئات وإحكام إغلاقها لمنع دخول الحشرة, وتوزيع عشرة آلاف مصيدة لمزارعي البندورة وقد أعطت نتائج ممتازة. وأوضح مدير اتحاد لجان العمل الزراعي بغزة ان جميع هذه الأنشطة تمت بالتعاون مع لجنة مواجهة "التوتا ابسلوتا" وهي الفاو ووزارة الزراعة والصليب الأحمر وشبكة المنظمات الأهلية (القطاع الزراعي). وعن هذه الحشرة قال البكري "هي حشرة صغيرة جدا ليلية سريعة الطيران والحركة والانتشار موطنها الأصلي أمريكا الجنوبية وصلت منذ فترة إلى أوروبا وشمال أفريقيا". وتابع "وصلت الحشرة إلى أسبانيا عام 2006 وزاد انتشارها على سواحل أسبانيا المتوسطية ووصلت الخسائر إلى 100% في محصول الطماطم الشتوية في الصوبات في فالنسيا, ثم في عام 2008 سجل الانتشار للحشرة ايضا في فرنسا والجزائر والمغرب، وفي عام 2009 انتشرت في ايطاليا وهولندا ومالطا وتونس وفي شهر 7 عام 2009 ظهرت في ليبيا في مدينة بنغازي وفي اليونان وفي بريطانيا بشكل أوسع من عام 2008 وهي الآن بشكل أكيد في منطقة سبها وتستطيع هذه الحشرة القضاء على 10 هكتار طماطم في خلال أسبوع واحد فقط, وفى يناير 2010 تم اكتشافها في محافظة خان يونس. واشار ان هذه الحشرة مدمرة للطماطم، تتغذى اليرقة على جميع أجزاء نبات الطماطم وتسبب الدمار للمحصول، وتسبب اليرقة نتيجة تغذيتها أنفاقا وممرات في الأوراق والقمم النامية والبراعم وثمار الطماطم غير الناضجة والناضجة، تستطيع "التوتا ابسلوتا" تقليل الإنتاج لغاية 80-100% من الحاصل، والعائل الأساسي للحشرة هو نبات الطماطم ولكنها تهاجم البطاطا والباذنجان والفلفل وأعشاب من العائلة الباذنجانية. وعن حياة الحشرة، بين البكري، ان طولها الكامل 5-7 ملم وعرض الجناح الواحد يتفاوت بين 8-10ملم، وقرون الاستشعار مخرازية خيطية, وتضع الإناث البالغة حوالي 250-300 بيضة خلال فترة حياتها, اما البيضة فصغيرة اسطوانية الشكل ولونها كريمي مبيض إلى مصفر طولها 0.35, ويوضع البيض غالبا على السطح السفلي للأوراق أو الساق ويفقس بعد 4-6 أيام من وضع البيض, كما ان لون اليرقة كريمي مع رأس داكن. وعن تأثيرها على الطماطم قال البكري ضررها كبير جدا على زراعة الطماطم في البيوت المحمية والزراعات المكشوفة, وتتغذى الحشرة وتتطور على جميع أجزاء النبات فوق سطح التربة, كما وتتغذى اليرقات على الأوراق بحفرها أنفاقا وممرات غير منتظمة بين بشرتي الورقة تتحول لاحقا إلى بقع جافة. وأشار الى انها تهاجم الثمار أثناء تكوينها وتحدث بها الأنفاق حيث تودي الإصابة إلى حدوث تعفن الثمرة بسبب إصابتها بالمسببات المرضية, وأن ضرر هذه الآفة يستمر طوال موسم نمو الطماطم والذي يصل إلى 100%. واكد البكري ان حشرة "التوتا ابسلوتا" اكتسبت مقاومة لفعل مبيدات الحشرات التي استعملت عليها سابقا وكذلك المبيدات الجهازة حيث سجلت لها مقاومة في أمريكا الجنوبية, وإن الإنفاق التي تسببها اليرقة تحميها من بعض المواد الكيماوية, وإن الاستعمال المفرط للمبيدات سبب إضافة لظهور المقاومة عند الحشرة قتل الأعداء الحيوية من المفترسات والطفيليات وتلويث البيئة, ما أدى إلى تقليص استعمالها والبحث عن بدائل تحمي المنتج وصحة المستهلك والبيئة, وأن احد الحلول لمواجهة مشاكل المبيدات هو استعمال الفرمونات التي تعتبر الوسيلة الأمنة والأنظف للبيئة على المدى البعيد والقريب. واوضح البكري ان طرق مكافحة الحشرة في البيوت البلاستيكية تاتي بعمل الباب المزدوج للبيت البلاستيكي بحيث لا يكون في اتجاه واحد, والتأكد من خلو الريشيت من إي ثقوب تسمح بدخول الحشرات الكاملة, وجمع الأوراق والثمار المصابة وإخراجها من البيت البلاستيكي ومن ثم حرقها, وإزالة الإعشاب من داخل البيت البلاستيكي, واستخدام الفرمونات الجاذبة, واستخدام المبيدات الكيماوية. |