وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"جذور" تنظم أول مؤتمر صحي يناقش تحديات التغذية الصحية بين الطلبة

نشر بتاريخ: 07/10/2010 ( آخر تحديث: 07/10/2010 الساعة: 16:05 )
رام الله - معا - تعتزم مؤسسة جذور للإنماء الصحي والإجتماعي مطلع الأسبوع القادم، بالتعاون مع الجمعية الفلسطينية للغذاء والتغذية وخمس جامعات فلسطينية وأمريكية، أول مؤتمر حول تغذية الطلبة والمراهقين، وأثر الأنماط الغذائية السلبية على تفشي أمراض سوء التغذية مثل البدانة، وفقر الدم، والتقزم على آلاف من طلبة المدارس والجامعات الفلسطيينة.

ويأتي المؤتمر ضمن مشروع تطوير النظام الصحي الفلسطيني، وبتمويل من ال USAID، حيث سيعقد على مدار يومي السبت والاحد 9 ــ 10 تشرين الأول، تحت عنوان "تغذية الطلبة الفلسطينيين، استثمار في الحاضر من أجل المستقبل"، برعاية وزير الصحة د.فتحي أبو مغلي، ووزيرة التربية والتعليم العالي لميس العلمي، ووكالة الغوث "الأونروا".

اللافت في المؤتمر الذي يعتبر الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية، هو حجم المشاركة المحلية والعربية والدولية الكبيرة، حيث من المتوقع أن تشارك (50) مؤسسة فلسطينية اكاديمية وصحية، أبرزها أربع جامعات فلسطينية هي بيرزيت، النجاح، القدس أبو ديس، والخليل، وجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية وأكثر من عشرين خبيرا عربيا واجنبيا.

ويقول الدكتور أمية خماش مدير البرنامج الصحي في وكالة الغوث وأحد أهم مؤسسي "جذور" :" هذا مؤتمر التغذية الرابع في الأراضي الفلسطينية، لكنه الأول الذي يناقش تغذية الطلبة والمراهقين كأحد أهم التحديات التي تواجه الصحة والتغذية، سيما انه يعتبر بذات الوقت من أهم المحددات لواقع الصحة في المجتمع الفلسطيني".

ولفت الى أن رعاية وزارتي الصحة والتربية والتعليم العالي ووكالة لغوث وهي أكبر القطاعات العامة والعاملة في الأراضي الفلسطينية يشير الى إيمانهم بالفكرة، وتوجههم للمشاركة في الحل عبر تبني التوصيات التي ستخرج عن الخبراء المشاركين.

وتابع:" معظم الأنشطة والمؤتمرات التي تعقد في بلادنا ودول الجوار تركز على تغذية الأطفال الرضع والنساء الحوامل، بينما تحظى تغذية الطلبة على مقاعد الدراسة والمراهقين بإهتمام متدني إن لم نقل أنها غائبة عن أجندة صانعي السياسات الصحية".

وقال:" أصبح تعاظم المشاكل الصحية الناشئة عن الأنماط الغذائية السلبية للأطفال وتحديدا خلال المراحل الدراسية الأولى وفي مرحلة المراهقة لاحقا يثيرالقلق، ويدق ناقوس الخطر لبذل مزيد من الإهتمام والتدخل في وضع سياسات التغذية الصحية للشبيبة والمراهقين الذين يجلس غالبيتهم على مقاعد الدراسة".

وتشير إحصائيات صحية متقاربة الى إنتشار أمراض مرتبطة بسوء التغذية وأبرزها السمنة، التقزم، هشاشة العظام، فقر الدم، نقص المعادن والمعادن الدقيقة، وأمراض الغدة الدرقية بين الآلاف من الطلبة والمراهقين الفلسطينيين.

وقال:" يجب التوقف أمام نتائج الأبحاث الصحية في الأراضي الفلسطينية، والتي تؤكد جميعها الى تزايد الأمراض المرتبطة بالأنماط الغذائية السلبية والمرتبطة بشكل أساسي بنوعية الأطعمة المقدمة للطلبة والمراهقين في في كانتين المدارس والجامعات".

ويقول:" على سبيل المثال وصلت نسبة طلبة المدارس الذين يعانون من الأنيميا أي فقر الدم 15% بينما تصل في مواقع أخرى الى 20%، أما بالنسبة للسمنة و زيادة الوزن فتشهد تزايدا مستمرا فقد إرتفعت من 10% قبل خمس سنوات الى 14% حاليا".

واضاف الخماش:" بناء على الإحصائيات فإن 9 % من الطلبة في السنوات الأولى للدراسة باتوا يعانون من التقزم، بينما كانت النسبة قبل عدة سنوات 7 % فقط".

ويؤكد:"جميع مشاكل التغذية لها علاقة مباشرة بالنمط الإستهلاكي السيئ الذي يعتمد على السكريات والكربوهيدات والمشروبات الغازية وجميع هذه الأنواع متوفرة بكثرة في كانتين المدارس".

وقال:" مشكلة سوء التغذية مزدوجة، فعلى الجانب الأول هناك تزايد الإصابة بفقر الدم وهشاشة العظام والتقزم، وعلى الجانب الأخر السمنة ومضاعفاتها".

وبدروها تؤكد الدكتور سلوى النجاب مديرة مؤسسة جذور:" هدف المؤتمر وسعيه لتسليط الضوء على تغذية الطلبة والمراهقين، وإعادة التفكير في النمط الغذائي الشائع بينهم، بغية تصويبه لتجنب الامراض الكثيرة المرتبطة بسوء التغذية والتي تتزايد بشكل مستمر".

وقالت:" تعمل "جذور" منذ عام 2004 على تنفيذ مشاريع متعددة أهمها التوعية بتوفير نظام تغذية سليم لطلبة المدارس، وأهمية وجود طعام صحي في الكانتين، وإستطعنا الوصول الى (66) مدرسة في جميع أنحاء الضفة الغربية، والأهم هو تبني العديد من المؤسسات الصحية والنسوية لنموذجنا في ترسيخ نمظ غذائي صحي لهذه الفئة العمرية".

وأكدت:" كانت وزارة التربية والتعليم العالي أكبر مساند لنا، حيث إقتنعت برؤيتنا الصحية المهنية، وقامت بمنع دخول العديد من الأنواع الغذائية الى المدارس حفاظا على صحة الطلبة وأبرزها المشروبات الغازية، وبعض الانواع التي يدخل في مكوناتها كمية كبيرة من المواد الحافظة".

وتتوقع النجاب:" أن يوفر المؤتمر الذي يستضيف 250 خبيرا وباحثا يعملون في 100 مؤسسة أكاديمية وصحية، وأكثر من عشرين خبيرعربي وأجنبي، فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والخبرات والمعلومات الصحية، تمهيدا لتبنيها من قبل واضعي السياسات الصحية الفلسطينية".