وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الهيئة الاسلامية المسيحية:القدس تتعرض لاكبر عملية تزوير لهويتها

نشر بتاريخ: 07/10/2010 ( آخر تحديث: 07/10/2010 الساعة: 16:04 )
رام الله-معا- حذر الامين العام للهيئة الاسلمية المسيحية حسن خاطر من خطورة ما يجري اليوم في المدينة المقدسة من عمليات تهويد وتغيير لمعالم المدينة ومقدساتها على كل المستويات والصعد.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة بعنوان "رؤية استراتيجية لخدمة المدينة المقدسة"،في إطار التحضير لمؤتمر القدس الدولي المنوي عقده في دولة قطر مطلع العام القادم 2011م، وقد حضر المؤتمر الذي عقد في مقر الهيئة ما يقارب 20 شخصية مقدسية مختصة في شؤون القدس.

واعتبر خاطر ان ما تتعرض له المدينة يمثل مرحلة ما بعد الاستيطان، فما يجري اليوم هو محاولة لتغيير الهوية الدينية لهذه المدينة، فالقدس مدينة ذات طابع ديني إسلامي مسيحي منذ ان وجدت إلى أن تقوم الساعه، واذاف خاطر "اليوم هناك استهداف لهذه الهوية بشكل لم يسبق له مثيل، فسلطات الاحتلال تقوم ببناء مقدسات جديدة وغريبة عن المدينة، واستحداث مداخل جديدة للمدينة، وإحضار جمهور ومواطنيين جدد، حيث تزور حقيقة المدينة الدينية على مرأى ومسمع العالم أجمع، وذلك في محاولة لتكييف المدينة مع ما ينسجم مع مشاريع التهويد التي تنفذها في القدس الشريف".

وحسب خاطر فالموضوع خطير وكبير وقد وصل إلى الذروة، وأصبحنا "نستحي" من تكرار النداءات والتحذيرات التي لم تجد آذان صاغية في عالمنا العربي والإسلامي والمجتمع الدولي الى الان.

واضح خاطر أن هذه الأوضاع والتطورات الخطيرة للمدينة تأتي بين قمة سرت ومؤتمر الدوحة الدولي ، فقمة سرت التي علقت عليها امال كبيرة، والتي بالفعل اتخذت مجموعة قرارات هامة، وخاصة القرار الخاص بمدينة القدس والمكون من 16 بند هام، ولو طبق بندا واحدا منها لأثر ذلك ايجابا في حاضر ومستقبل المدينة المقدسة.

واشار خاطر إلى ان مشكلة القدس ليست بالقرارات وإنما بتطبيق القرارات، فعلى كل المستويات القدس لديها رصيد كبير من القرارات سواء على المستوى العربي أو الاسلامي أو الدولي، لكن المشكلة تكمن في تطبيق القرارات وليس في اتخاذها، وهذه هي مأساة المدينة المقدسة.

وأضاف "قمة سرت اتخذت قرارا يعتبر خطوة في الإتجاه الصحيح، وهو أن العرب لا يريدون وحدهم تحمل مسؤولية القدس، فأوصوا بضرورة عقد مؤتمر دولي للقدس في الدوحة ليوسعوا دائرة الإهتمام بالمدينة من الدائرة العربية إلى الدائرة الإسلامية والمجتمع الدولي، حيث ستكون نسبة العرب المشاركة تقارب الـ 20%، فهو مؤتمر عربي إسلامي دولي كبير جدا، من الممكن ان يكون المؤتمر الأكبر للمدينة المقدسة.

واكد خاطر انه ومن خلال مشاركته مع الاخ عدنان الحسيني في اجتماعات اللجنة الاستشارية واللجنة التحضيرية التي عقدت في مقر الجامعة العربية في القاهرة، على وجود رغبة حقيقية لدى الدول العربية باتخاذ خطوات فاعلة تجاه القدس لإنقاذها من نير الاحتلال، واكد اننا ومن خلال العاملين والمختصين في شؤون القدس والمهتمين من الشخصيات والمؤسسات، اردنا من خلال هذه الورشة ومن خلال الاستعانة بما يقارب 20 من شخصيات القدس المختصة ان نضع النقاط على الحروف، لنقول للمؤتمر ماذا تريد القدس من مؤتمر الدوحة، وماذا يمكن لهذا المؤتمر أن يقدم للمدينة المقدسة، وكيف يمكن للقدس ان تستفيد من هذا المؤتمر، فنحن نريد ان نضع خلاصات و نقاط اساسية محددة، فماذا نريد على وجه خصوص، وإذا لم يستطع أهل القدس والمهتمين بشؤون القدس أن يحددوا ماذا يريدون يصعب علينا أن نلوم من هم أبعد عن المسؤولية ان يحددوا ما تريده القدس.

وخلال حديثه لوسائل الاعلام قال خاطر "نحن من خلال مشاركتنا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر وبمشاركة الأخ عدنان الحسيني ضغطنا باتجاه الجوانب التنفيذية للمؤتمر، بحيث يكون له أدوات ووسائل اتصال مع القدس، فنحن لا نريد أن نحلق في المستويات الأكاديمية رغم أهميتها، وإنما نحرص على إقامة جسور بين المؤتمر وما تحتاجه القدس، وهذا هو هدف الورشة ليضع ملخص اوراق عمل بأسماء كل المشاركين امام كل اصحاب القرار حول احتياجات القدس.

الخطورة اليوم – كما يقول خاطر - ان الامور تصل إلى طريق مسدودة بما يتعلق بالمفاوضات السياسة، فقد تمنينا ان تسهم المفاوضات ولو بشيء قليل وان تكف يد الاحتلال عن الاستمرار بعملية التهويد الى ان يتم تقرير مصير المدينة، ولكن المفاوضات مهددة بالانهيار، حيث تصطدم بالعنجهية الاسرائيلية ومواصلة التمرد على كل القوانين والشرائع الدولية والاستمرار بأعمال الاستيطان والتهويد دون أي اعتبار للمجتمع الدولي أو العملية السياسية، مما يحتم علينا ان المسارعة في مواجهة ما يجري في القدس ليس على المستوى الفلسطيني فحسب وانما على المستوى العربي والاسلامي والدولي، لان الزمن اصبح عدوا للقدس تماما كالاحتلال فكل يوم يمر على المدينة المقدسة تزداد فيه الامور سوءا والضغط على المواطنين المقدسيين يزداد ايضا، حيث اصبحنا نحذر من انهيار الوجود العربي في القدس، وهذه مسالة خطيرة لان الانسان له طاقة وقدرة من الاحتمال، والاجراءات الاسرائيلية اجراءات منظمة تهدف الى الوصول الى هذه النتيجة بكل الطرق والوسائل.

ومن جهته اكد محافظ القدس عدنان الحسيني، على اهمية عقد المؤتمر اليوم لعمل عصف فكري ليقدم لمؤتمر الدوحة الذي يعتبر احد قرارات مؤتمر قمة سرت، من أجل دراسة اوضاع المدينة المقدسة، وهذا ما تم اعلانه في اجتماع اللجنة الاستشارية في القاهرة، كما أكد على أن اجتماع اليوم يأتي من اجل عمل بعض الامور الميدانية التي تحتاج اليها المدينة بعيدا عن كل الكلام.

كما أكد الحسيني على ضرورة دعم المؤسسات المقدسية المختلفة في المدينة وقال: "نحن قدمنا في الاجتماع الماضي في جامعة الدول العربية تصور لاوضاع واحتياجات المدينة المقدسة لمدة ثلاث سنوات، وهذه الأوراق قدمت بأرقام دقيقة وطريقة مفصلة، من اجل أن تكون أمام الإخوة العرب ومن لديه الرغبة بدعم القدس، ونحن نأمل أن يكون لدينا ورقة عمل مشتركة يوقع عليها جميع المشاركين هنا اليوم لتوضع بالاجتماع القادم للهيئة الاستشارية لأخذها للمؤتمر بالدوحة مطلع العام القادم".

وفيما يتعلق بمشاريع دعم صمود المقدسيين قال المحافظ "أن الاجتماع اليوم يندرج ضمن مجموعة من المطالب الهادفة الى الوصول لعمل وليس الى كلام على الورق، فنحن نحتاج الى تغيير آليات الدعم القديمة، حيث ان المنظمات التي تدعم القدس تدعمها بطريقة وأسس عديمة وعقيمة، وهذه الأسس يجب أن تتغير فهي تطلب شروطا لا نستطيع بها التقدم، ناهيك عن مجموعة من الشروط والاجراءات من أجل التراخيص التي تضعها اسرائيل والتي تعرقل على الفلسطيني التقدم".

ومن جهة أخرى أكد الحسيني، على أن الإخوة الموجودين اليوم هنا هم جزء من المختصين بأهم أمور القدس، بحيث سيحاولوا من خلالها الخروج بورقة يؤكدون على أنهم يريدون العمل الميداني في مدينة القدس.

وقال الحسيني ان عملية التزوير الجارية في البلدة القديمة، هي مشاريع يجب أن يتم التصدي لها اسلاميا ومسيحيا ودوليا، ويجب على كافة المؤسسات المختصة أن تتحرك للدفاع عن المقدسات ويجب عليها محاربة المستوطنين والاستيطان، فالقدس تتعرض الى خطر كبير ويجب علينا أن نواجهه.

و أوضح الحسيني أن هناك ساحة أمام ساحة البراق ويتم الوصول اليها من مداخل البلدة القديمة، وهناك ايضا مساحة واسعة من الجهة الجنوبية تسمى سلوان، وبلدية الاحتلال الاسرائيلي هنا تسعى لدمج المساحتين مع بعضهما البعض وأن تبتعد عن المداخل القديمة التاريخية، وهذا الذي يشكل الخطر الاكبر، فالقضية هنا باتت قضية تدميرية وقضية تزوير وتلاعب بكل المقدسات.

وتأمل الحسيني أن يوفق بما يصبون اليه من خلال هذه الورشة، وأكد أن المقدسيين على مفترق طرق، ويحتاجون أن يكون لديهم القدرة على الصمود والصبر وذلك لأن القدس تتعرض للعديد من المشاريع الخطيرة، لذلك على المقدسيين التصدي لكل الامور التي تقف امامهم، وان يدافعون عن القدس ومقدساتها أمام هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها.

وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي والرد على اسئلة الصحفيين بدات اعمال ورشة اشتغرقت ثلاث ساعات، وانتهت بتشكيل لجنة لصياغة كل التوصيات تمهيدا لرفعها الى الاخوة في الاجتماع التشاوري القادم في الدوحة او القاهرة .