وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طريق المنتخب الى موسكو- هاتف داخل الطائرة حول الفرح لحزن ودموع

نشر بتاريخ: 07/10/2010 ( آخر تحديث: 08/10/2010 الساعة: 07:37 )
موسكو -معا- كتب محمد اللحام- ما أن وصلت الطائرة التي تقل المنتخب الفلسطيني لكرة القدم الذي وصل لاجراء مباراة يوم السبت مع فريق دينمو موسكو الروسي لارض مطار موسكو وتحديدا والركاب وقوفا في حالة استعداد للنزول من الطائرة واذا بدرجة حرارة المنتخب تنقلب راس على عقب وتحول الضحك والممازحة المعتادة وفرحة الوصول لمكان خارج فلسطين الى سقوط دموع غزيرة وساخنة لتبدد صقيع موسكو ويخيم الصمت ويعم الإرباك جموع الوفد دون أن يدرك الجمع حقيقة الموقف المؤلم .

كنت اقف أمام سليمان العبيد حين رن جرس الهاتف الخلوي وسمعته يقول (يسلم دينك وإيمانك) وانتظرت لحظات وقلبي يخفق بعد سماعي للرد وقلت في بالي الله يستر وانشالله أن لا يكون مصاب جلل وكان الكلمات التالية من سليمان (لالا ما بعرف) وانهار سليمان بالبكاء ليتسال الجميع عن السبب وكانت الإخبار المؤلمة بوفاة ام سليمان حيث كان المتصل يعتقد على الارجح أن سليمان يعرف بوفاة والدته واتصل ليعزيه دون أن يعرف انه لا يعرف..

التف الجمع نحو سليمان بما فيهم طاقم السفارة الفلسطينية في موسكو الذي حضر للاستقبال مع حشد من الجالية إلا أن فرحة اللقاء المنتظر سيطر عليها الموقف المؤلم

وانتقلنا من المطار في موكب رسمي وبصحبة سيارات الشرطة الروسية الى فندق خاص داخل قرية رياضية تابعة لنادي دينمو موسكو والوفد لا زال يواسي بسليمان ويخفف من مصابه لرحيل والدته وهو بعيد عنها منذ حوالي ثلاثة اعوام نتيجة سياسة الاحتلال الاسرائيلي الذي يمنع لاعبي غزة من التنقل من والى الضفة الغربية .وكان سليمان قد فرح قبل اسبوع بتسجيله اجمل اهداف غرب اسيا بمرمى اليمن لينتظر بعمان اسبوعا تحسبا من معوقات اسرائيلية في حالة خرج مع المنتخب للقاء غرب اسيا .

المدرب موسى بزاز بعد العشاء تحدث مع الاعبين وترك لسليمان كافة الخيارات التي تخفف عنه كما يشاء من ناحية الالتزام بالبرنامج ولوحظ التفاف الشباب حتى اللحظة وهم يخففون عليه وكذلك العديد من الاتصالات من الضفة والقطاع .

وكان سليمان قد ودع صحبه ليلة امس كشكش والبهداري الذان لم يلتحقان مع المنتخب بسبب مباراة للوحدات في 8/10

هذا ومن المقرر أن يجري البزاز تمرين للمنتخب يوم الجمعة .

ومن المؤكد أن الالم يعتصر حتى الذين لم يلتحقوا بالمنتخب هذه المرة على وفاة ام صديقهم وخاصة رمزي صالح وشبير والهندي والعتال وابو سيدو وكريم ورافت عياد وشطريت وباقي الاسرة الرياضية الفلسطينية .

ونقول لسليمان هذا هو قدر الانسان يتجرع مر وعلقم وقد ما ينزف هالشريان الانسان بيتعلم ..والف رحمة لامك وكل الامهات اللواتي انتظرن لحظة فرح عوضا عن الوجع وطال الانتظار يا سليمان إلا أن الايمان بالله كبير ولا بد أن ياتي الفرج فلك الصبر والسلوان انشالله