وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاحتلال يتهم الكرمي والنتشة بالمسؤولية عن عملية بني نعيم

نشر بتاريخ: 08/10/2010 ( آخر تحديث: 08/10/2010 الساعة: 13:03 )
الخليل - معا - بعد عملية عسكرية استمرت 15 ساعة في منطقة جبل جوهر في حي ابو سنينة في الخليل جنوب الضفة، اغتال خلالها الجيش قائدين من كتائب عز الدين القسام، قام الاهالي قبل ظهر اليوم الجمعة، وتحت وابل الرصاص، بنقل جثماني الشهيدين من المنطقة الى المستشفى بعد ان منع الاحتلال طول ساعات العملية طواقم الاسعاف والدفاع المدني من الوصول للمكان.

وتوجه مئات المواطنين بالجثامين الى مستشفى محمد علي المحتسب القريب، للتعرف عليهما، حيث تعرف والد النتشة على نجله واحتسبه عند الله شهيداً، فيما تعرف آخرون على الشهيد الثاني وهو نشأت الكرمي من طولكرم، وتجري الاستعدادات لنقله لمسقط رأسه ليوارى الثرى فيها حسب وصيته التي اعلن عنها مسبقاً، فيما سيوارى الثرى الشهيد النتشة بعد صلاة الجمعة عليه.

وتبينت هوية الشهيدين بعد ان تضاربت الانباء حول اسمائهما في العملية التي بدأت منذ ساعات مساء امس الخميس، حتى اكدت عدة مصادر منها كتائب القسام هويتهما وهما القيادي في كتائب عز الدين القسام نشأت الكرمي من طولكرم، والقائد الميداني لكتائب القسام في الخليل مأمون النتشة من الخليل.

وبارك وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك بعملية اغتيال القائدين في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، واتهمت اسرائيل الشهيدين بالمسؤولية عن عدة عمليات ضد الاحتلال من ضمنها وابرزها عملية بني نعيم التي قتل فيها 4 مستوطنين في 2 ايلول الماضي.

واكد مراسلنا في الخليل، ان الاحتلال منع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الفلسطيني من الوصول للمكان ساعات طويلة، فيما قام اهالي جبل جوهر باختطاف جثماني الشهيدين ونقلهما الى مكان مجهول خوفا من اختطاف الاحتلال لجثمانيها ورفضوا الانصياع للاحتلال بترك الجثامين وسط اطلاق قنابل الغاز والصوت عليهم.

وأكد صحفيون كانوا يقومون بتغطية أحداث العملية العسكرية أن جنود الاحتلال صادروا عددا من اشرطة كاميرات التصوير، واعتدوا عليهم وأعلنوا المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، وطلبوا منهم اخلاء المنطقة.

واقتحمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال تصحبها الجرافات حي جبل جوهر، مساء امس الخميس، وفرضت منع التجوال وسط اطلاق نار كثيف واخرجت عددا من سكان بعض المنازل للشارع عبر مكبرات الصوت، وحاصرت ثلاثة منازل تعود لكل من : رضوان الرجبي، سعدي برقان، وايوب غيث، حيث قامت جرافة الاحتلال بهدم الاسوار المحيطة بهذه المنازل، وهدمت أجزاء من احد المنازل مكون من ثلاثة طوابق وسط اطلاق الرصاص وقذائف تجاه المنزل الذي تحصن فيه المقاومين.

في غضون ذلك، جابت قوات خاصة اسرائيلية بزي مدني مستخدمة عدة سيارات فلسطينية للتنقل في المنطقة واعتقلت خلال ذلك عددا من المواطنين.

وعرف من بين المعتقلين: ايوب اسماعيل الرجبي، مصعب الأطرش، علاء ابة صبيح شداد ارفاعيه، رشدي ابو رموز، نجيب عبد الرحيم طه، سعدي برقان ونجليه موسى وعلاء.

ونقل مراسلنا عن مواطنين مجاورين للحي قولهم انهم سمعوا تبادلا لاطلاق الرصاص، وشاهدوا جنود الاحتلال يخرجون قطعتي سلاح من النوع الطويل.

وفي تطور للأحداث، قام جنود الاحتلال بالدخول الى المنزل برفقتهم كلاب بوليسية، ومشطوا المنزل وصعدوا على سطحه، ويقومون بتمشيط ركام المنزل المهدم جزء منه.

من هو نشأت الكرمي
نشأت الكرمي 34 عاما ،طالب هندسة أتمتة صناعية في جامعة بوليتكنك فلسطين، متزوج ويسكن في الخليل، دخل الجامعة في عام 1997 واعتقل للمرة الأولى عام 1999 وكان رئيساً لمجلس اتحاد الطلبة، وقضى ما يقارب ثلاث سنوات في السجن، وبعد الإفراج عنه بفترة قصيرة اعتقل لمدة ثلاثة شهور إداري ومن ثم أفرج عنه حتى اعتقل الإعتقال الأخير بتاريخ 4/5/2004 بعد اطلاق النار عليه من قبل قوات الإحتلال واصابته إصابة بالغة في بطنه واصبح يستعمل الكرسي المتحرك لفترة قصيرة.

وقال مقربون من الكرمي انه ومنذ انتماءه لحركة حماس بداية التسعينات، برز دوره ونشاطه في الحركة، وتولى مناصب قيادية ميدانية، كان لا يحب التصوير الفوتوغرافي ونادراً ما يتمكن أي من أصدقاءه الحصول على صورة له، ولم يكن يحب استعمال الأجهزة الخلوية النقالة، بل كان شديد الحرص والحس الأمني، بالإضافة إلى انه متفوق في دراسته، وعالي الثقافة والعلم والمعرفة.

وعقب تنفيذ عملية الخليل، أصبح المطلوب رقم 1 في الضفة الغربية، وعملت قوات الاحتلال على محاولة اعتقاله من خلال تكثيف الحواجز العسكرية الإسرائيلية في منطقة الخليل وطولكرم تحسباً من تنقله بين المحافظتين.