وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز علاج وتأهيل ضحايا العنف: نسبة الاكتئاب بفلسطين 21% والعالم 1.5%

نشر بتاريخ: 10/10/2010 ( آخر تحديث: 10/10/2010 الساعة: 17:43 )
بيت لحم- معا- عقد مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بالتعاون مع جامعة القدس ضمن مشروع ممول من التعاون الاسباني اليوم الاحد، ورشة عمل حول "واقع الصحة النفسية في المجتمع الفلسطيني"، تناولت الورشة مجموعة من النقاط والمحاور المتعلقة بالصحة النفسية وآثارها، حضرها مجموعة من المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة لعدد كبير من الطلاب والمحاضرين في جامعة القدس.

ورحب د. سعيد زيداني نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية بالحضور وشكرهم على تفاعلهم مع هذا الموضوع، مؤكدا على أهمية هذه الورشة والموضوع الذي تتناوله، حيث أن هذه الورشة تعقد في اليوم العالمي للصحة النفسية، كما وأكد زيدان على أن الصحة النفسية مهمة جدا في المجتمع العالمي وبأنها لا تنتج فقط عن الاعتقال والتعذيب بل هي من الممكن ان تتواجد في المجتمع لأكثر من سبب وبالتالي يجب الاهتمام بها وأخذها بعين الاعتبار بصورة اكبر واشمل.

وشكر د. محمود سحويل الرئيس التنفيذي لمركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب إدارة الجامعة على احتضانها هذه الورشة بهذه المناسبة، مشددا على أهمية موضوع الصحة النفسية في المجتمع الفلسطيني، ومشيرا في نفس الوقت إلى النقص في الإمكانيات البشرية والمادية في هذا المجال.

وأضاف سحويل بان المجتمع الفلسطيني وبالنسبة لمقاييس منظمة الصحة النفسية يعتبر من أكثر الشعوب تجاوزا لمستوى الاكتئاب، حيث ان النسبة العالمية في المجتمعات هي 1،5 % ولكن في المجتمع الفلسطيني تصل النسبة إلى 21%.

وأضاف سحويل بأننا في فلسطين بحاجة لمزيد من التدريب والعمل من اجل توفير طاقم مدرب ذو خبرة في هذه المواضيع وقادر على التعاطي معها في ظل الأوضاع السلبية التي يعيش فيه المجتمع الفلسطيني، كما وأكد على ضرورة الاهتمام بشكل اكبر بموضوع الصحة النفسية لانعكاساته السلبية على العائلة والمجتمع ويؤدي إلى ارتفاع نسب الانتحار والقتل والضياع، داعيا إلى تغيير الاهتمامات الصحية وتوفير حيز اكبر لموضوع الصحة النفسية وتدريب العاملين في هذه المجال على أعلى المستويات.

وقامت سعاد متولي مديرة دائرة العلاج في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بتقديم عرض على الكمبيوتر حول موضوع الصحة النفسية، تناولت فيه بحث قام به المركز في العام 2009 بعنوان "الصحة النفسية احتياجات وإمكانيات"، حيث تناولت الدراسة مواضيع الوصمة الاجتماعية ونسب الأمراض ومدى وعي المواطنين بمواضيع الصحة النفسية والحاجة للصحة النفسية، حيث أجريت هذه الدراسة على عينة منتقاة بلغ تعدادها 600 مشارك من كلا الجنسين وموزعة على مناطق الضفة الغربية عامة.

من جانبه د. حازم عاشور رئيس وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية تحدث حول موضوع "الطب النفسي وربطه بالجن والحسد" وغيرها من المجالات الأخرى، وتحدث عن مساهمات العلماء المسلمين القديمة من ابن سينا والرازي وغيرهما من الدراسات التي توالت حول موضوع المرض النفسي وطرق العلاج.

قامت د. منى حميد محاضرة في الصحة العالمية بتقديم عرض دراسة تم عملها في مستشفى الأمراض العقلية، حيث جاءت هذه الدراسة حول هل نتمتع بنظرة مختلفة للمرضى النفسيين وهل مستوى التعليم ينعكس على طريقة نظرتنا إليهم، أظهرت الدراسة بان المرضى النفسيين يتوجهون للمشعوذين والسحرة بدلا من المستشفى والعلاج الطبي الصحي، ركزت هذه الدراسة على الأخصائيين الذين يتعاملون بصورة مباشرة مع المرضى النفسيين حيث أظهرت النتائج أن حتى العاملين في المستشفى يملكون وجهة نظر سلبية حول موضوع المرض النفسي وطريقة التعامل مع المرضى النفسيين كما هو حال المجتمع الخارجي.

عرضت د. نرجيس غودييافا ممثلة منظمة الصحة النفسية العالمية الخطة العامة للصحة النفسية، حسب خطة منظمة الصحة العالمية، 500 مليون شخص حول العالم يعانون من نقص الصحة النفسية حيث أن 20% منهم يعانوا من الإحباط، 50 مليون شخص الصرع، 24 مليون من الصرع، 1 مليون يقدم على الانتحار سنويا، شخص واحد من بين 4 أشخاص يعاني من المرض النفسي.

المرض النفسي متواجد في كافة ألاماكن ويمكن أن يصيب أي شخص في العالم وهنالك أناس يعانون وتقدم لهم الخدمة ولكن هناك أيضا عددا كبير من المرضى الذين يعانون لوحدهم ولا يسمع عنهم شيء، حيث أن 33% من الدول تمنح بمعدل 1% من ميزانيتها للصحة النفسية.

الجلسة الدراسية الثانية والتي إدارتها سهير الجعبة تحدث فيها الدكتور إياد الحلاق عن موضوع الصحة النفسية للأسرة الفلسطينية والمشاكل التي تواجهها وأهمية العمل على تحقيقها لأنها بالتالي تنعكس على المجتمع ككل.

تحدث بسام مرشود مدير وحدة التدريب والبحوث التابعة لدائرة الصحة النفسية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن تطور العاملين في مجال تقديم الخدمات النفسية في المجتمع الفلسطيني والظروف التي صاحبتها والصعوبات التي واجهتها في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني.

كما تحدث د. سمير شقير المحاضر في كلية التربية وعلم النفس في جامعة القدس، عن تطور مفهوم الصحة النفسية وتطوره بالنسبة للدارسين والمواطنين، كما تحدثت نادية صبيح المحاضرة في كلية الصحة العامة جامعة القدس عن مواضيع السحر والشعوذة وربطها بالأمراض والصحة النفسية.

ومن أهم التوصيات التي خرج بها المشاركون في ورشة العمل هي، العمل على رفع الوعي حول موضوع الصحة النفسية والاهتمام بها، وتوفير الإمكانيات المادية والبشرية المتخصصة بهذا المجال، كذلك توفير التدريب والدراسات للعاملين، توعيه المواطنين حول موضوع الصحة النفسية والتخلص من الوصمة والنظرة السلبية للمرضى، افتتاح عيادات ومستشفيات متخصصة بكافة المحافظات حتى يسهل الوصول إليها الاستمرار في تقديم الدعم للقائمين على موضوع الصحة النفسية، ضرورة الاهتمام الأكبر من قبل الحكومة والوزارة بهذه الجانب.

من الجدير بالذكر بأنه تم عقد 3 ورش مناطقية تمهيدية في كل من الخليل جنين ونابلس حول موضوع الصحة النفسية في المجتمع الفلسطيني أبعادها ومشاكلها وكيفية الرقي بها.