وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وقفات من ثنايا زيارة روغ لفلسطين * بقلم : سامي مكاوي

نشر بتاريخ: 11/10/2010 ( آخر تحديث: 11/10/2010 الساعة: 19:37 )
القدس - معا - شغلت الأسرة الرياضية الفلسطينية والمجتمع المحلي في الأسبوع الأول من شهر تشرين أول الجاري بزيارة جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية والوفد الاولمبي الذي ضم شخصيات دولية لهم بصمات بارزة على الخارطة الاولمبية الدولية .

وبرغم من أن هدف هذه الزيارة التاريخية يصب في المصلحة الرياضية الفلسطينية إلا أن معانيها المستقاة من بين السطور تفيد بأنها قد حققت أهدافا سياسية ، وهذا ما بينته اللقاءات بمقر القيادة الفلسطينية في رام الله واستقبال دولة الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني للوفد الاولمبي في مطار المقاطعة ومرافقته لرئيس الوفد في جولته الأولى بمخيم الأمعري للاجئين، وكذلك التواجد في المؤتمر الصحفي المشترك بإستاد الحسيني والمشاركة في وضع حجر الأساس لمبنى اللجنة الاولمبية الفلسطينية في القدس ضاحية الرام .

إن هذه الزيارة التاريخية لتعتبر بحق دعما قويا لصالح قضيتنا الوطنية وعلى رأسها قطاع الشباب والرياضة الفلسطيني ، لهذا كان الحشد الإعلامي المسبق تحضيرا مدروسا كي تحظى هذه الزيارة بتغطية مميزة وغير مسبوقة , وبالفعل طالت هذه التغطية خمسة وتسعين دولة في العالم , وربما تكون فعاليات التغطية الإعلامية قد لفتت الانتباه إلى قضية الشعب الفلسطيني من منظور رياضي لم يكن لها ان تظهر في الإعلام الدولي من قبل .

ومن المكاسب التي حققتها الزيارة توجيه الضوء الى قطاع الشباب الفلسطيني الذين يشكلون نسبة 37% من تعداد الشعب الفلسطيني ،... هؤلاء قد تم التعبير عنهم بصدق أمام جاك روغ وكبار المسؤولين الاولمبيين حينما قابلوا أطفال الامعري وبيت لحم والخليل ، مما جعل روغ يعد الأطفال الفلسطينيين ببذل كافة الجهود للتخلص من معيقات الرياضة الفلسطينية المتمثلة في ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وحتى يتمكن الشباب الفلسطيني من ممارسة الرياضة باستقلالية وحرية حركة في وطنهم.

إن الكلمة التي ألقاها روغ وقال فيها : ( الرياضة لغة يفهمها الجميع وليس لها حدود)، هي كلمة جامعة تتضمن معان كبيرة وعظيمة، وهذا يعني بلغتنا الرياضية الفلسطينية إن معاناتنا أصبحت مفهومة لدى المجتمع الدولي والاولمبي ، وتعني أيضا أننا نتطلع إلى اختراق حدود وطننا فلسطين لنصل إلى كل بقعة في هذا العالم في محاولة لمجاراته بلغة رياضية حاملين لواء الحرية والكرامة والتحرر من أغلال الاحتلال البغيض .

لقد شاهدنا روغ , الهرم الرياضي الاولمبي , يتوج منتخبنا الاولمبي لأول مرة في العالم خارج مراسم البرتوكول الاولمبي ، كما أن دعم مشروع مبنى اللجنة الاولمبية يعبر عن أهمية اللمسات الاولمبية الدولية القادمة في فلسطين والتي نفهمها بلغة التضامن الاولمبي دعم للرياضة الفلسطينية .

ويحق لنا أن نقول أن زيارة روغ نجحت بامتياز، ومن خلالها ارتقى الإعلاميون الفلسطينيون بمسؤولياتهم الوطنية بصدق وشفافية وأدوا رسالة وطنية بطعم رياضي . لقد نجح الزملاء في كتابة تقاريرهم ونشر أخبارهم ولقاءاتهم وحملات الحشد الجماهيري الناجحة وتصوير اللقاء الاولمبي الكروي في استاد الحسيني في صورة ملونة بألوان العلم الفلسطيني ورصد هتافات محبي الفدائي الرياضي وأهازيجهم وتنظيم الحدث محسوبا بالمكان والزمان ، كل تلك الترتيبات نفذت من سيناريو مسبق وضعه اللواء الرجوب في إطار سلسلة من الاجتماعات المتتالية وزعت خلالها المهام والمسؤوليات أدت في النهاية الى نجاح الخطة الإعلامية بعد ان تم رصد كافة أحداث الزيارة وفعاليتها وصورها وقصصها.

وكان لدعوة صحفيين مشهورين دوليا يعملون لصحف ومجلات معروفة : ديرشبيغل الألمانية وورلد سوكر الإنجليزية وفرانس فوتبول الفرنسية وصحيفة لوموند الفرنسية اثر كبير في انفتاح إعلامي دولي على نافذتنا الفلسطينية ،و مما زاد من البهجة الإعلامية توزيع العدد السابع من مجلة فلسطين الرياضي في يوم الزيارة التاريخية للاولمبيين وهي محلاه بالصورة الناطقة والكلمة الصادقة , إضافة إلى تنظيم المؤتمرات الصحفية في مقر الرئاسة ومقر الاولمبية الفلسطينية وفي إستاد الحسيني مما أعطى فرصة كافية لمراسلي ووسائل الإعلام المحلية والدولية والعربية كي تلتقي مباشرة مع الدكتور جاك روغ وتطرح كل ما يعتمل في داخلها من استفسارات رياضية وغيرها .

ولا شك في أن وجود نجوم عرب لهم شهرة دولية في الرياضة النبيلة وبصمات تاريخية في المضمار الاولمبي الدولي أمثال نوال المتوكل سفيرة العرب الرياضية وهشام القروج القاطرة البشرية بطل المسافات الطويلة والشيخ طلال الفهد الأحمد الصباح رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم وحسين المسلم رئيس مجلس التضامن الآسيوي ونائب رئيس الاتحاد الدولي للسباحة ، هؤلاء النخبة كان لقربهم من التجمعات الشبابية والقيادية الرياضية الفلسطينية تأثير مباشر على المشاعر القومية وأحاسيس الفخر بتواجد كوكبة عربية في فلسطين تشاهد بأم أعينها كيف تتطلع أجيال المستقبل الى غد متحرر من أغلال الاحتلال والتخلف .

لقد كانت زيارة تاريخية بكل ما تحمله من معاني راقية, عرفنا من خلالها ان العالم من حولنا يعي مشكلتنا جيدا , ويقف بجانبنا , وعلينا ان نسعى لإعادة اللحمة والألفة بين رئتي الوطن كي نقف معا صفا واحدا أمام تحديات المستقبل .

(معاني بين السطور من خلال المؤتمرات والتصريحات الصحفية ) :
1. إن اللجنة الاولمبية الدولية ستعمل بقدر الإمكان على تخفيف والحد من الصعوبات التي تواجه الرياضيين الفلسطينيين .
2. إن اللجنة الاولمبية الدولية تنظر بجدية حقيقية إلى موضوع المعيقات التي يواجهها الرياضيون والرياضة الفلسطينية .
3. إن مهمة اللجنة الاولمبية الدولية هي إقناع الطرف الإسرائيلي بإزالة المعيقات ذلك لان الاولمبية ليست منظمة سياسية .
4. إن اللجنة الاولمبية الدولية وانطلاقا من مبادئها تلتزم بدعم الأطفال الفلسطينيين في مجال الرياضة والتنسيق في مجالي الصحة التعليم .
5. إن ما شاهده الوفد الاولمبي في مخيم الأمعري يعكس صورة ذكريات أخرى لأطفال اللاجئين في أكثر من مكان في العالم ، والاولمبية الدولية تبذل جهودا لتحسين أوضاع الأطفال في مخيمات اللاجئين في كل دول العالم .
6. تطالب الاولمبية الدولية بدعم الحكومات للرياضة الأهلية التي يجب أن تبقى مستقلة .
7. إن الدور الكبير الذي قام ويقوم به اللواء جبريل الرجوب ليعتبر عملا مميزا من أعمال اللجان الاولمبية وخاصة نجاحه في تشكيل فريق نسائي لكرة القدم وكرة السلة وبعض الألعاب الفردية الأخرى .
8. من النتائج المترتبة على هذه الزيارة سوف تتلقى الاولمبية الفلسطينية الدعم من الاولمبية الدولية والاولمبية الآسيوية .
9. تلتزم العائلة الفلسطينية الرياضية بتطبيق المبادئ الاولمبية والأخلاق الرياضية والقيم الإنسانية في كافة الممارسة الرياضية التنافسية .

* مدير دائرة الاعلام في اتحاد كرة القدم