|
من يحمي مزارعي وادي الفارعة ومحاصيلهم من الخنازير البرية ؟
نشر بتاريخ: 12/10/2010 ( آخر تحديث: 12/10/2010 الساعة: 17:20 )
بيت لحم-معا- قد تجبر على المبيت خارج منزلك لفترة من الزمن لكنك وبعد مرور الطارئ ستعود ، لكن مزارعي وادي الفارعة هجروا منازلهم باتجاه أراضيهم لحمايتها ، وسيبقوا كذلك طالما بقيت الخنازير البرية تعيث فسادا في محاصيلهم .
منطقة وادي الفارعة بمحافظة طوباس تكتفي ذاتيا مما تنتج الارض الخصبة في المنطقة ، فهي السلة الغذائية المنوعة للمحافظات الشمالية ، والمزارعون هناك ورغم ضيق الحال ، واعتداءات المستوطنين وضعف الامكانيات تجاهلوا المعيقات وأصروا على الاستمرار لانتاج ما يسد حاجة أهلهم في المنطقة ، وقدموا ما لذ وطاب من فاكهة وخضار بنكهة فلسطينية خالصة . وكما اعتاد كل مواطن " الحلو ما بيكملش" فقد هاجم المستوطنون المحاصيل الزراعية، لكن هذه المرة لم تكن الجرافات سيدة الموقف ، بل الخنازير البرية التي احتلت المنطقة بطولها وعرضها وهددت المزارع وما زرع ، وأفسدت موسمه ، وقطعت لقمة العيش عنه وعن ألاف المواطنين الذين يعتمدون على منتوجات المنطقة في سد حاجتهم للخضار والفواكه. الخنازير البرية انتشرت في المنطقة بشكل متعمد بعد إفراغ عدة شاحنات تحمل هذا الحيوان لحمولتها في أراض المزارعين لتتركهم عاجزين عن التصدي للمعتدي ، والذي يهاجم بضراوة، ويتناسل بكثرة ويخرب مساحات واسعة من المزروعات في وقت قياسي . المزارعون في وادي الفارعة قالوا لبرنامج على الطاولة الاذاعي الذي يقدمه انس الصبار إنهم توجهوا الى وزارة الزراعة وإلى محافظة طوباس، لكن لم يحصلوا إلا على وعود بتوفير المادة السامة من إسرائيل التي تمنع إدخالها الى الاراضي الفلسطينية . رئيس المجلس القروي في وادي الفارعة حسين الحمود اكد ما جاء على لسان أحد مزارعي المنطقة من أن سبعة ألاف دونم مزروعة بمحاصيل مختلفة تتعرض بشكل مستمر الى اعتداءات الخنازير ، ما اضطرهم الى المبيت بإرضهم وبعيداً عن منازلهم لحماية مصدر رزقهم من الخراب . أما وزارة الزراعة، قالت بأن الوزارة لازالت تطالب اسرائيل بتوفير السموم اللازمة للقضاء على الخنازير البرية . وأشار د.زكريا سلاودة وكيل مساعد المحافظات الشمالية في وزارة الزراعة إلى أن العمل جارٍ لتوفير السموم بعد فشل عدة اقتراحات لحماية الارض ، كان من بينها تسييج المنطقة ، أو اطلاق النار عليها ، لكنه نوه بأن هذه الحلول لا تفي بالغرض وتبقى جزئية ومؤقتة. وأضاف سلاودة بأن الوزارة حاولت توفير سموم بديلة لكنها لم توفق في ذلك ، كون السموم البديلة قد تضر بحيوانات أخرى ، وقد تضاعف المشكلة في حال فشلها في القضاء على الخنازير. كما طالب الحمود خلال حديثه الاذاعي بتصليح الطريق التي تؤدي إلى مزارع سهل سميط ،وإعادة تاهيليها كونها تخدم أكثر من ثلاثة ألاف عامل مطالبا بزيارة رسمية إلى المنطقة للاطلاع على أحوال المزارعين . فيما أكد د. سلاودة أن الوزارة بانتظار تقديم طلب لتعبيد طريق المزارع ، ووعد بمتابعة القضية حتى تعبيد الطريق بالتعاون مع وزارة الاشغال العامة . فالخنازير إذن ستبقى طليقة تتسكع في وادي الفارعة ومناطق أخرى ، حتى يتوقف المستوطنون عن إطلاقها أو حتى يتم توفير سموم تكبح جماح انتشارها ، وتقضي على وجودها حماية للبشر والشجر ، وهل سيتم ذلك قبل فوات الأوان ؟؟؟ |