وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشيخ صرصور: أغلب اليهود لم يتعلم الدرس من تاريخ ثلاثة آلاف عام

نشر بتاريخ: 16/10/2010 ( آخر تحديث: 16/10/2010 الساعة: 13:12 )
القدس- معا- لم يُبْدِ الشيخ إبراهيم صرصور استغرابا من نتائج استطلاع للرأي نشر في ملحق صحيفة (يديعوت أحرونوت) الجمعة، والذي يشير إلى أن أكثرية الإسرائيليين يؤيدون التعديل الجديد لقانون المواطنة والذي يشترط الحصول على الجنسية الإسرائيلية بإعلان الولاء لإسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ، كما ويؤيدون تضييق مساحة حرية التعبير عن الرأي، إضافة إلى معارضة ثلث المستطلَعين منح ( غير اليهود ) حق التصويت.

وقال: "من الواضح للعيان أن الغالبية الساحقة من اليهود لم يتعلموا من تجربة تاريخية طويلة امتدت لثلاثة آلاف عام ، والتي واجهوا خلالها صورا من الاضطهاد من المفروض أن يستدعي عقلاءهم إلى النظر في أسبابه رغم القناعة التامة في أنه ما من مبرر مطلقا لجريمة ضد الإنسانية مهما كانت الأسباب. التوراة قبل التاريخ وهي لائحة الاتهام الأكبر والأخطر ضد الإسرائيليين، تشكل المصدر الأول لتشخيص أمراض هذا المجتمع . لا يوجد فصل من فصولها إلا ويشير إلى السلوك الأعوج الذي صبغ تصرفاتهم ، مما عرضهم لأنواع العقاب الرباني كما جاء في التوراة التي لا يستطيعون إنكارها ، ولم ينج من قسوتهم احد حتى الأنبياء والمرسلون والصالحون منهم. فلما نجحوا بعد قرون من إقامة دولتهم ظلوا على انحرافهم ، وزادوا عليه قسوة ووحشية يمارسونها يوميا ضد الشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم وضد الأمة العربية والإسلامية من حولهم، مارسوا مثيلها في تاريخهم ضد أنفسهم ومارستها الأمم على اختلافها ضدهم لذات الأسباب والدوافع ، وكأن الإسرائيليين لا يتعلمون من دروس التاريخ ولا من نتائجه ، ولا يصغون إلى تحذيره ووعيده وناقوسه".

وأضاف : " إن دعم 63% من المستَطلَعين لشرعية إضافة الكلمات ( كدولة يهودية وديمقراطية ) على تصريح الولاء لمن هم من ( غير اليهود ) ، وتأييد 52% لتقييد حرية التعبير عن الرأي عندما تكون هناك خشية من المس بالمصالح غير الأمنية للدولة ، وتأييد 37% لحرمان غير اليهود من حق التصويت ، وإجابة 64% باحتمال نشوء نظام فاشي مقلق في إسرائيل ، وإجابة 53% من المستطلعين من المهاجرين الجدد بتفضيلهم زعيما قويا قادرا على اتخاذ القرارات لوحده ( دكتاتورية واستبداد ) ، إضافة إلى وصف أكثر المستطلعين قيادات إسرائيلية بارزة بأنها تساهم في تصاعد التطرف القومي : أفيغدور ليبرمان 60% ، وإيلي يشاي 40% ، وبنيامين نتانياهو 30% ، وإيهود باراك 24%، وغدعون ساعار 16%، كلها تشير إلى أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من أزمات في التفكير والسلوك ستكون له انعكاساته المدمرة عليه أولا قبل غيره . "...

وأكد على أن: " المسألة كما يبدو لم تعد ( تعثرا في المفاوضات !!! ) ، أو اختلافا حول ( الاستيطان !! ) أو ( القدس !! ) أو ( اللاجئين !! ) أو ( الحدود !! ) أو ( الأمن ) أو ( يهودية الدولة !! ) ، فكل تلك الدعاوي - في الحقيقة لمن ينظر في عمق المشهد الإسرائيلي في الماضي السحيق والحاضر الماثل – ما هي إلا أعراض لمرض خبيث تعاني منه العقلية الإسرائيلية ، تجعل من تعايش المجتمع الإسرائيلي السلمي مع المحيط أمرا مستحيلا . وعليه فلا أستطيع إلا أن أوافق وزميلي الدكتور احمد الطيبي على الحاجة الملحة لأطباء نفسيين محترفين من اجل علاج قادة إسرائيل اليوم ، وأزيد عليه سؤالا : ما ذنبنا نحن فيما تعاني منه العقلية الإسرائيلية ، ولماذا يجب أن نتحمل نتائجها الكارثية ، وهل فكر الإسرائيليون في احتمال انقلاب الصورة يوما في غير صالحهم ، ولماذا لا يستخلصون العبر من تاريخهم مرة وللأبد ، فيسجلون بذلك تاريخا يجعلهم جزءا مِنْ ، بدل أن يكونوا طيرا يصيح خارج السرب ، أو قل ( غنمة قاصية !! ) لا شك سيأكلها الذئب".