وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"قلم الزيت" ضريبة تجبى من المزارعين وتعود إليهم تراث على وشك الانقراض

نشر بتاريخ: 17/10/2010 ( آخر تحديث: 17/10/2010 الساعة: 12:12 )
سلفيت- معا- العديد من العادات والتقاليد الفلسطينية ذات التراث العريق والاصالة بدأت تخبو ويذهب بريقها مع هجوم الحداثة والتقنية الحديثه، إلا انه يوجد في سلفيت حدث عريق ما زال صامدا امام اعاصير ورياح المدنية العاتية ومحافظا على رونقه وبريقه.

فتعد حفلة تضمين "قلم الزيت" في مدينة سلفيت من العادات القديمة ذات الاصالة والتراث العريق الذي يرفض كبار السن تركها لما فيها من مشاعر جياشه ومميزة، ويبدو الجيل الجديد من الشباب أقل تحمسا لهذا التراث والتقليد الذي توارثوه جيل بعد جيل.

ضريبة الزيت " قلم الزيت"

قلم الزيت هو الاسم الذي يطلقه المزارعون على ضريبة الناتج من زيت الزيتون، حيث يقوم المزارع طواعية بدفع قرشين بالعملة الأردنية عن كل كيلو غرام واحد من الزيت ينتجه، ويتم الدفع لمن يرسي عليه ضمان قلم الزيت، وفي الغالب يكون أحد المزارعين من نفس مدينة سلفيت ويتميز بالنشاط الكبير.

يقوم ضامن قلم الزيت بجمع الضريبة على الزيت من خلال إطلاع المزارعين على ناتجهم من الزيت والذي يكون بدوره قد حصل عليه من خلال معاصر الزيت في المدينة، ويقوم كل مزارع بدفع ما عليه ويحصل على وصل مالي يثبت قيامه بعملية الدفع، وفي العادة يصل المبلغ المجموع إلى الآف من الدنانير.

حدث تراثي كل سنة مرة

يقول مدير الزراعة المهندس الزراعي إبراهيم الحمد : ما يميز مدينة سلفيت عن بقية مدن وبلدات وقرى فلسطين أنها الوحيدة التي تتواجد فيها لجنة زراعية من مزارعي المدينة منذ قرن تقريبا. ويتم دعوة المزارعين إلى حفلة ضمان قلم الزيت من قبل اللجنة الزراعية في المدينة عبر سماعة المسجد الكبير وعبر توزيع البيانات في المدينة خاصة على أبواب المساجد.

ويضيف في العادة يكون عصر أحد الجمع هو اليوم المقرر حيث يتوافد المزارعون على الساحة العامة، وتكون اللجنة الزراعية حاضرة مع رئيسها الذي يكون هو نفسه رئيس البلدية، ويتم النداء على المزارعين من قبل رجل جهور الصوت ليحضروا مزاد تضمين قلم الزيت والذي يرسي على من يدفع أكبر سعر لضمان الموسم حيث يدفع جزء من الضمان ويتسلم وصولات الدفع من اللجنة الزراعية.

وتستمر عملية الضمان لعدة ساعات حيث يتداول المزارعون خلال الحفل في الموسم الحالي للزيتون ويتناقشون عن الكمية من الحب التي من الممكن جمعها لهذا الموسم، وعن جودة الزيت والسعر للكيلو غرام الواحد من الزيت.

الأصالة والتراث

المزارع ابو حسام العريض لا يفوته حدث الضمان في كل سنة ، حيث يجتمع مع المزارعين تحت شجرة التوت الكبيرة في الساحة العامة والتي أصبحت معلما تراثيا من معالم سلفيت، ويدعو كبار السن من المزارعين جيل الشباب أن يتمسك بهذا التراث وهذه التقليد لما له من أهمية في المحافظة على شجرة الزيتون.

رئيس الاتحاد الزراعي في سلفيت سابقا وعضو اللجنة الزراعية المزارع خليل فاتوني قال: لا يجب فقط المحافظة على هذه التراث والاصالة بل يجب تطويرها بما يتناسب مع الجيل الحالي، فالنقود التي تجمع من المزارعين كضريبة قلم الزيت تذهب في الطريق الصحيح من حيث حراسة المزروعات عبر تعيين حراس للمزروعات الذي يميز سلفيت عن بقية المدن في الوطن وفتح الطرق الزراعية ومحاربة ظاهرة الخنازير البرية.

واضاف: صحيح أن التراث الفلسطيني جيد وجميل وحفلة ضمان قلم الزيت تعتبر من التقاليد الجيدة ولا مثيل لها في فلسطين، حيث التباحث والتشاور في موسم الزيتون وتناول المشروبات وتبادل النكات خلال الحفل إلا أنها في السنة مرة واحدة، ويرى انه يجب اخذ ضريبة عن قلم الزيت من المعاصر ذاتها.

تعميم الحدث والعراقة

المهندس الحمد ختم حديثه قائلا :تعتبر اللجنة الزراعية في سلفيت تراثا وعرفا في هذه المدينة الزراعية التي تعتمد اعتمادا كبيرا على الزراعة، والتي تتوج كل عام بحفل ضمان قلم الزيت، ويتميز أهلها بالالتزام بقوانين هذه اللجنة وتساهم كثيرا في تقدم هذه المدينة زراعيا مع العلم إن هؤلاء المزارعون لا يتاقضون شيئا مقابل هذا العمل ويكون عملهم تطوعا لخدمة مزارعي سلفيت ويتسارعون في الدخول لعضوية هذه اللجنة.

وتطمح اللجنة الزراعية بان تحذو جميع البلدات والقرى حذوها في التراث والاصالة لما فيه من خدمة للمزارعين وتطورا للقطاع الزراعي وتعاونا مع الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية واللجنة على استعداد لنقل هذه الخبرة والتجربة والاصالة لكل من يرغب من المجالس البلدية والقروية في فلسطين.

ويشار الى ان المزاد لهذا الموسم قد بدأ ب2500 دينار ورسى على المزارع مفيد العريض بقيمة اربعة الاف دينار حيث جرى حفل التوقيع من قبل رئيس البلدية الشيخ تحسين اسليمه وبقية اعضاء اللجنة ، وبحضور يونس فخر من مديرية زراعة سلفيت ،وقال فاتوني في ختام الحفل للسهل للصحافة بان الحفل كان ناجحا وبارك لمن رسي عليه المزاد.